قالت لجنة دعم المدرسين العاطلين عن العمل في بيان اصدرته أمس أنه قارب العام الدراسي على الانصرام ومازالت قائمة الخمسمئة عاطلة في غليان وتوهج من دون انفراج، هذا العدد يشمل جل التخصصات بين قديم ومستجد فقد قارب التعطل عند البعض الأربع والخمس سنوات وهن مازلن على قائمة الانتظار المميتة، وإن كن يحملن جبالا من الصبر والاحتمال إلا أن الظروف الاقتصادية المنهارة لم تعد تحتمل المزيد من التعطل والمزيد من الحرمان فقساوة الفقر تهيج الكثير من الضمائر وتشعل الكثير من الافئدة، إذ لا مسوغ للاستكانة والهدوء مع من انقطعت معه السبل وتعذرت عليه الاسباب كخريجات اللغة العربية ممن طال تعطلهن السنوات الكثيرة بحجة الرسوب، هذا التقييم الخطير الذي ينسب للبعض مع غياب الشفافية والمصارحة ويدعو الى تساؤل الخريجات لاسيما في هذا العام ومع توالي الرسوب وتكراره عن علاجات وحلول لهذه الظاهرة، وقال البيان ان العاطلات يكررن الاسئلة ذاتها، هل بات الرسوب حكما بالاعدام على شهادتهن الجامعية التي أكلت الاحضر واليابس من امكاناتهن المادية وطاقتهن الجسدية، ولِمَ يتكرر الرسوب في تخصص تكثر فيه البطالة الجامعية من دون سواه، وهل هذا التقييم مخرج للوزارة عن توظيف جماعة ليست بالمحدودة؟!! ولا يتجاهلن السؤال الأهم: أين مكمن الخلل أهو الخريج الجامعي أم امتحان التوظيف أم مناهج الجامعة؟!!، ومع هذا وذلك تبقى القضية عالقة وكأنها متعذرة الحلول ومستحيلة الانفراج، وكم هي مطالبات اللجنة بايجاد حل جذري لهذه الشريحة عبر تأهيلها أو إدراجها ضمن برنامج التدريب الوطني، أو عبر برنامج المعلم المساند وفي تحويلها لمدرسات فن وتقانة مع دورات تدريبية ومخرج جيد يحل جانبا كبيرا من هذه البطالة والتي تشكل النصف منها.
واضاف بيان اللجنة ان خريجات الخدمة الاجتماعية لهن شأن آخر، وهذا التخصص المستحدث بجامعة البحرين نوعا وكلفة، إذ بلغت رسوم دراستة مبلغا خياليا قارب الـ 6000 دينار أو يزيد، إذ أن كلفة المادة الواحدة 120 دينار، ومع ذلك فقد طرق من كلا الفئتين ذوات الدخل المرتفع وذوات الدخل المحدود، الا ان التوظيف السريع والعاجل كان قرينا لذوات الدخل الميسور وبمعايير مغيبة ومن هن في غنى عن هذا المرتب، على حين ظلت المعسورات في بطالة جامعية بلغت السنوات يتحرقن من دفع سداد القروض والديون التي لحقت بهن جراء الدراسة من دون مردود ينتظر، فلو كانت بطالتهن كسائر الخريجات لهان الأمر كثيرا إلا أنها بطالة ومديونية باهظة جراء ما استهلكته دراستهن من مبالغ طائلة، هذه القائمة البالغة 35 خريجة تتساءلن عن أسباب تجاهلهن هذه السنوات الطويلة على حين ترى توظيف سواها بصورة دورية ومنتظمة، ومع علمها بحاجة المدارس الى هذا التخصص نظرا لكثير من حالات التدني الاخلاقية، وهي حين تطالب بالتوظيف تتذكر وعود الوزارة الدائمة للجنة وسواها بتوظيف هذا التخصص والنظر في مقترح تعيين مشرفة اجتماعية لكل 250 طالبة، ولكنها وعود لم تتحقق.
وفي ختام بيانها قالت لجنة دعم المدرسين العاطلين عن العمل انها تطالب المعنيين في وزارة التربية والتعليم باعادة النظر بعين الجد لقائمة الخمسمئة خريجة جامعية والتي اجتمعت جراء سياسة الغلق في السنوات الماضية مما خلق مشكلة تعقد حلقها واحتاجت الى قرار نوعي وجريء لحلها وتيسيرها، كما تؤكد اللجنة أهمية الحلول والعلاجات المقدمة من الهيئة الوطنية لدعم المدرسين العاطلين عن العمل، مثمنة لها جهودها المبذولة في ايجاد السبل الكفيلة لتذليل مسألة البطالة الجامعية الشائكة
العدد 280 - الخميس 12 يونيو 2003م الموافق 11 ربيع الثاني 1424هـ