اليوم يسدل الستار على ما راثون الدوري الممتاز لكرة القدم والذي استمر حوالي خمسة أشهر وكانت نهايته (الفعلية) قبل (الرسمية) بجولتين عندما حسم فريق الرفاع اللقب لصالحه وحوّل المشهد الأخير اليوم إلى (احتفال) وتتويج رسمي حتى لو كان أمام غريمه التقليدي وملك البطولات فريق المحرق.
وشاءت الظروف الكروية أن تتحول مباراة اليوم إلى مجرد (احتفالية) بعد ان توقع لها مظهم الرياضيين أن تكون قصة بطولية منذ انطلاق الماراثون قبل ان تنقلب الموازين بعد المباريات الاولى من رحلة الاياب والتي ظهرت معها (تباشير البطولة) عندما غرد الطائر السماوي وحيدا خارج السرب في أجواء المقدمة بكل قدرة واقتدار في الوقت الذي كان فيه منافسوه يتبعثرون فنيا ومعنويا وينزفون نقاطا واولهم المحرق البطل العنيد الذي بدا وكأنه في غير موسمه البطولي المعتاد.
ومهما تكن أهمية وحسابات لقاء اليوم فإنها يفترض الا تكون (قصة مجروحة) ويجب ان تكون الاثارة والحماس حاضرين في أمسية الختام وكعادة لقاءات الغريمين التي اكتسبت نكهة تنافسية خاصة منذ مطلع الثمانينات وتحديدا منذ لقائهما الشهير في نهائي كأس الملك العام 1984 باستاد مدينة عيسى والذي شهد انسحاب الرفاع أمام المحرق قبل ربع ساعة من نهاية المباراة احتجاجا على ركلة الجزاء.
وإذا كانت النقاط الثلاث بلا وزن في لقاء اليوم فإن وزنها سيكون معنويا اكثر في نفوس وحسابات الرفاعيين والمحرقاوية وهو ما قد يشعل نار (غيرة الفوز) لدى لفريقين وكذلك اكتساب ثقة وجرعة معنوية قبل خوض منافسات كأس سمو ولي العهد الأسبوع المقبل.
ففي عرين البطل السماوي هناك استعدادات احتفالية بعد المباراة فيجب أن تكتمل صورتها بالفوز في المباراة خصوصا وأن الخسارة القاتلة أمام المحرق في رحلة الذهاب مازالت عالقة في (حلوق) الرفاعيين على رغم حلاوة البطولة.
أما في قلعة (ملك الالقاب) المحرقاوي فإن اليوم فرصة لتأكيد حضوره كبطل غير متوج وذلك على حساب (البطل الحقيقي) وكذلك تأكيد قدرته على التحدي وتخطي العقبات خصوصا وهو يتحفز بقوة لتحقيق كأس سمو ولي العهد حتى لا يخرج من الموسم الكروي بلا حصاد.
وهكذا... فقد اختلفت صورة النهاية في ماراثون الدوري الممتاز من البحث عن هوية البطل في القصة التي كانت مرتقبة إلى البحث عن الهابط إلى الدرجة الاولى الذي شهد صراعا مريرا ومثيرا طيلة يوم أمس، وعندما عرف كل الركاب العشرة في قطار الدوري مواقعهم في رحلة الفرح... والحسرة... والبقاء... والهبوط.
وكل دوري والجميع بخير
العدد 280 - الخميس 12 يونيو 2003م الموافق 11 ربيع الثاني 1424هـ