بدأت تتضح خفايا انتقال وزير الخارجية العراقي السابق ناجي صبري، والتي كانت «الوسط» اول الصحف العربية التي كشفت عن مكانه في النمسا، إذ توصلت وسائل الإعلام النمسوية أخيرا إلى الرقم السري لهاتف الوزير السابق الذي يستخدمه من موقع اقامته في اقليم «كيرنتين» الخاضع لادارة الزعيم اليميني البارز هايدر.
وذكرت صحيفة «دير ستاندارت» النمسوية انها حصلت على رقم الهاتف الذي يعود الى زوجة احد الدبلوماسيين العراقيين في السفارة العراقية في فينا ويحمله صبري ويقوم بالاتصالات من خلاله، وان وزارة الداخلية النمسوية ربما تعلم بوجود صبري على الارض النمسوية معللة عدم القبض عليه بكونه ليس ملاحقا في النمسا وهي غير معنية بالبحث عنه وإلقاء القبض عليه.
وكانت «الوسط» قد نشرت خبرا عن تلميحات الزعيم اليميني النمسوي هايدر الى وجود صبري في ضيافته، وان لديه كامل الاستعداد لاستقبال الوزير السابق كلاجئ سياسي في الاقليم الذي يديره.
ومع ما ذكرت الصحف النمسوية أخيرا من اكتشاف رقم هاتف صبري واقامته في النمسا، لم ينف هايدر ذلك وجدد استعداده لاستقباله مرة اخرى في اقليم «كيرنتين» واردف قائلا «انه يجهل الرقم الذي يستخدمه صبري في محادثاته، ولو عرفه لاتصل به ورحب بوجوده في النمسا»، وعلقت بعض الصحف على ذلك بكونه كلاما تمويهيا.
إلى ذلك اكدت مصادر عراقية موثوقة أن صبري موجود حاليا في النمسا وربما في عاصمة الاقليم الذي يديره هايدر «كلاغينفورت». وكان قبل عودته الى بغداد قادما من سورية عبر الصحراء قد تلقى اتصالات هاتفيا من هايدر يستفسر فيه عن تطورات الوضع العراقي، وبعد المحادثة رحب هايدر بالوزير فيما اذا تعقدت الاوضاع، ورد عليه صبري بانه سيفكر بالانتقال إلى النمسا اذا سقط النظام تحت ضربات القوات الاميركية، ثم عاد الى بغداد وقدم تقاريره الى الرئيس العراقي، وحينما نشبت الحرب غادر متنكرا بزي عربي ريفي مع مجموعة من المسئولين ربما بينهم نزار حمدون ممثل العراق السابق في الامم المتحدة ووكيل وزارة الخارجية وتوجهوا إلى الحدود السورية، وبعد دخولهم الاراضي السورية التحق بهم عدد من الدبلوماسيين العراقيين في الخارج، ولكن السلطات السورية طلبت منهم المغادرة حالا، فاتصل صبري مرة اخرى بالزعيم النمسوي هايدر واخبره برغبته في القدوم إلى النمسا، وفعلا تم حجز مقاعد في الطائرة المتوجهة إلى هناك، مع المحافظة على الطابع السري للعملية ووصلوا إلى النمسا ثم تلاشو عن الانظار كليا، وربما تكون واشنطن على علم بما حدث انطلاقا من رقابتها الشديدة على حركة التنقل الجوي
العدد 308 - الخميس 10 يوليو 2003م الموافق 10 جمادى الأولى 1424هـ