العدد 2329 - الثلثاء 20 يناير 2009م الموافق 23 محرم 1430هـ

الهجوم على غزة نجاح عسكري غير مؤكد العواقب

رأى محللون أن «إسرائيل» سددت من خلال هجومها على قطاع غزة ضربة قاسية لحركة «حماس» التي تبين أن قدراتها العسكرية كان مبالغا في تقديرها، غير أن العواقب السياسية لهذا النجاح الذي كانت كلفته كارثة إنسانية لاتزال غير مؤكدة.

وقال الباحث الفلسطيني مهدي عبدالهادي: «إن النزاع غذى مشاعر الحقد والنقمة ولن يكون هناك في نهاية المطاف سوى مهزومين»، مشككا في إعلان كلٍ من «حماس» و»إسرائيل» النصر.

ورأى أن «الفلسطينيين خسروا» ليس بسبب الخسائر البشرية الهائلة التي تخطت 1300 قتيل و5300 جريح، بل كذلك لأن الحلول السياسية باتت تبتعد بالنسبة لهم.

وقال إن الهجوم الإسرائيلي الضاري على القطاع «أعاد الفلسطينيين عقودا إلى الخلف، إلى زمن كانت القضية الفلسطينية تعتبر بمثابة مأساة لاجئين وليس قضية وطنية».

وأوضح بمرارة «اننا سائرون نحو وضع تكون فيه السلطة الحقيقية في غزة هيئة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)» التابعة للأمم المتحدة، معتبرا انه لم يعد في وسع «حماس» ولا السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس إدارة هذا القطاع.

ووصف الشرخ المتنامي بين الضفة الغربية وقطاع غزة المفصولين جغرافيا وسياسيا بأنه «كارثي» على وحدة الشعب الفلسطيني.

وتساءل عبدالهادي «كيف ستتمكن (إسرائيل) من الاستمرار وهي تجسد العدو في جميع أنحاء الشرق الأوسط؟»

لكن بعض المحللين العسكريين الإسرائيليين يعرضون تحليلا أكثر تفاؤلا على المدى القريب، وان يطرحون تساؤلات بشأن المستقبل.

وقال الباحث افراييم كام من جامعة تل أبيب: «مازال الوقت مبكرا لاستخلاص حصيلة، لكن لا شك أن (إسرائيل) استعادت قوتها الرادعة بتسديدها ضربة قاسية لحماس وبكلفة منخفضة بالنسبة للجيش».

ولفت إلى أن «خسائر الجيش كانت ضئيلة ولم تتخط 10 قتلى سقط نصفهم جراء نيران (صديقة)، أي عشر مرات أقل من حصيلة حرب لبنان في صيف 2006». وتابع «بالطبع، فإن إطلاق الصواريخ لم يتوقف، لكنه كثافته تراجعت إلى حد بعيد فبات مصدر أذى يمكن احتماله».

وأقر بأن «حماس» تحظى بتأييد شعبي واسع في العالم العربي والإسلامي وبأن «الحقد على (إسرائيل) ازداد»، لكنه توقع تراجع هذه المشاعر مع وقف أعمال العنف.

وقال هذا الضابط السابق في الاستخبارات العسكرية «انه دعم للشعب الفلسطيني أكثر منه لـ(حماس). وفي مطلق الأحوال، فلم يكن لذلك أي نتيجة عملية إذ إن الأنظمة العربية لم تحرك ساكنا».

كذلك أبدى خبير آخر هو جنرال الاحتياط والرئيس السابق للمجلس الوطني الأمني الإسرائيلي جيورا ايلاند، دعمه لاستعادة «إسرائيل» إلى «قوتها الرادعة»، وهو كان هدفا أساسيا بعد إخفاقات حرب لبنان العام 2006.

غير انه يشك في أن تكون «إسرائيل» حققت هدفها الثاني وهو منع تهريب الأسلحة عبر الحدود مع مصر.

وقال: «إن وعود الدول الأوروبية بالمساهمة في مكافحة هذا التهريب لا تعني شيئا، وكذلك الاتفاق الموقع مع الولايات المتحدة بهذا الشأن».

ورأى أن «السبيل الوحيد لمنع (حماس) من إعادة التسلح ووقف التهريب يكمن في إقناع السلطات المصرية بمكافحته. غير انه ليس هناك ما يثبت أنها مصممة على ذلك».

وحذر من أنه لم يعد في وسع «إسرائيل» الاكتفاء بممارسة «سياسة العصا». ودعا إلى رفع الحصار عن غزة وصولا إلى «الاعتراف بشرعية» لـ»حماس» لاعتبار الحركة «تجسد السلطة القائمة وهي الوحيدة القادرة على الحفاظ على وقف إطلاق النار.

العدد 2329 - الثلثاء 20 يناير 2009م الموافق 23 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً