كم هو رائع الانجاز الذي حققه لاعبونا الشباب في سلطنة عمان... وعادوا لنا من هناك حاملين معهم كأس ولقب البطولة الخامسة للكرة الطائرة لمنتخبات الرجال بمجلس التعاون لدول الخليج العربية في الفترة من 5 حتى 12 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

وجاء هذا الانجاز الذي حققه منتخبنا الشاب الذي تعرض لضغوط كثيرة قبل سفره للمشاركة في البطولة الآسيوية التي أقيمت في الصين ومن ثم المعسكر التدريبي الذي استمر لمدة أسبوعين في تايلند... ومن ثم الشكوك التي راودت المشككين في عدم قدرة هذا الفريق الشاب على الظهور بالمستوى الطيب والمشرف الذي تتمتع به الكرة الطائرة البحرينية قبل سفره إلى مسقط!

ولكن... بالعزيمة والاصرار والحماس والأداء القتالي والرجولي في الملعب وبفضل جهود الجهازين الإداري والفني تحقق ما لم نكن نتوقعه أو بالأحرى ما لم نكن نحلم به فلاعبونا أثبتوا أنهم فعلا كبار وقادرون على تمثيل وتشريف المملكة... وفعلا كانوا نعم الرجال في الملعب بإخلاصهم وتفانيهم في التدريبات اليومية والمباريات... وبهذا السلاح استطعنا أن نقف في وجه عناصر الخبرة والنجومية في المنتخبات الأخرى كالسعودية (حامل اللقب) والمنتخب القطري المرصع بالنجوم أصحاب الخبرة والمهارة.

وبحكم مرافقتي للفريق خلال البطولة باعتباري صحافي مرافق للوفد كانت لي بعض المشاهدات والملاحظات والمواقف الطريفة مع اللاعبين هناك...

فندق الفلج

فندق الفلج (4 نجوم) مقر إقامة الوفود المشاركة في البطولة ومقر الإقامة المخصص لجميع الفعاليات الرياضية التي تقام في السلطنة!...

الفندق نظيف ولا بأس به ولكن كانت هناك بعض الملاحظات حوله إذ كانت به ملاهي ليلية ونهارية! وخصوصا الملهى الهندي الذي كانت أصواته تصلنا إلى الغرف وتستمر الموسيقى حتى ساعات الفجر الأولى وفي بعض الأيام كنا نسمع عزفهم وموسيقاهم في أوقات الظهيرة! وأما بالنسبة إلى نوعية وجودة الطعام والوجبات اليومية الثلاث لا بأس بها من حيث التنويع والجودة فكان بوفيه الغداء يشتمل على وجبات متنوعة.

اللجنة المنظمة

بعض النقاط التي تحسب على اللجنة المنظمة وخصوصا لجنة السكن والضيافة فالأخوة أعضاء اللجنة لم يوفقوا في توزيع الغرف للوفود وخصوصا بالنسبة إلى وفدنا إذ كان التوزيع في غير محله عندما تم تخصيص غرف اللاعبين والإداري صلاح جناحي ورئيس الوفد في الطابق الرابع بينما الجهاز الفني (المدرب الصيني ومساعده يوسف خليفة) كانت غرفتاهما في الطابق الثالث! والأدهى من ذلك أن غرفة إداري الفريق صلاح جناحي كانت في جهة وغرفة اللاعبين في جهة أخرى بعيدة! وهذا الوضع لم يعجب ويرضي الوفد فاشتكينا لدى اللجنة المنظمة التي وعدتنا بتخصيص قسم خاص يضم الوفد بأكمله إلا أن ذلك لم يتحقق إلا بعد احتجاج رئيس الوفد الذي هدد بالخروج من الفندق إلى آخر إذا لم تحل المشكلة.

المركز الإعلامي

لم يكن هناك مركز إعلامي مخصص للصحافيين والإعلاميين فكل الذي تم توفيره لنا كان مجرد جهاز كمبيوتر واحد فقط ولم يكن موصلا بخدمة الانترنت! وأما بخصوص خدمة الفاكس فكان مخصصا لنا 3 ورقات فقط يوميا، والأوراق الإضافية كانت تحسب علينا...

وللاستفادة من خدمة الانترنت كان يتوجب علينا استخدام الجهاز الخاص بالفندق ولم يكن بحال جيدة وسرعته بطيئة جدا ما جعلنا نواجه صعوبة في ارسال الصور والأخبار عن طريقة.

وسائل المواصلات

وفرت لنا اللجنة المنظمة مشكورة سيارة خاصة من الديوان السلطاني لتنقلات رئيس الوفد بالإضافة إلى حافلة خاصة للاعبين.

سائق الديوان السلطاني ناصر «بوراشد» كان هادئا ولم يتكلم مع أحد سوى بعض الكلمات القليلة طوال فترة البطولة.

أما سائق الباص «بدر» فظل ملازما مع اللاعبين طوال فترة البطولة حتى إنه يوم المغادرة إلى البحرين بقي مع الفريق واللاعبين حتى اللحظة الأخيرة من موعد المغادرة.

انضباط اللاعبين

لاعبونا أثبتوا بأنهم فعلا على قدر من المسئولية الملقاة على عاتقهم فظهروا بالصورة الطيبة ومثلوا المملكة خير تمثيل فكان الجميع ملتزما بالوقت واللباس الموحد وبالبرنامج التدريبي وبالأوقات المحددة للنوم والاستيقاظ التي يحددها الجهاز الفني وكان التعاون بين الجهازين الفني والإداري واللاعبين هو الجو السائد هناك.

الجمهور العماني

الأداء الرائع والمتألق الذي ظهر به لاعبونا خلال مباريات البطولة نال استحسان وإعجاب الجماهير العمانية التي كانت تؤازر وتساند فريقنا في جميع مبارياته وحتى في لقائنا الأخير مع فريقهم احتار الجمهور يشجع من... ولكن الأولوية كانت لمنتخبهم طبعا إلا انهم وقفوا مصفقين لفريقنا بعد المباراة وكانت غالبية الجماهير معجبة بلاعبينا فاضل عباس وصادق ابراهيم وظلوا يهتفون باسميهما في جميع المباريات