أعرب رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع (أبو علاء) عن أمله بأن يؤدي اللقاء المزمع عقده بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون إلى «فتح صفحة جديدة» في العلاقات الاسرائيلية الفلسطينية. وقال قريع «ليس هناك موعد محدد ولكن هناك حديثا جديا عن هذا اللقاء». واضاف «نحن لا نرفض اللقاء ولكن نريد ان يكون معدا له بشكل جيد (...) ويكون رسالة للشعبين أن هناك صفحة جديدة قد فتحت».
وأعلن قريع عن موعد وصول وفد مصري إلى الأراضي المحتلة اليوم الأربعاء لدعوة ممثلي مختلف الفصائل إلى القاهرة للمشاركة في حوار بهدف التوصل إلى هدنة. ومن جانبه قال وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم إن الحديث عن انفراج في الأجواء السياسية مع حكومة أبو علاء سابق لأوانه. وجاءت تصريحات شالوم عقب نبأ مقتل جنديين إسرائيليين في عملية إطلاق نار عند حاجز في بيت لحم تبنتها مجموعة من كتائب الشهيد جهاد جبريل التابعة للقيادة العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. من جهة أخرى، أفادت مصادر فلسطينية أن عشرة فلسطينيين جرحوا، أربعة منهم في حال الخطر، في عملية توغل نفذها الجيش الإسرائيلي في رفح.
الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض، وكالات
في وقت رحب فيه رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع بالحوار الوطني الفلسطيني تحت الرعاية المصرية ودعوته إلى توسيع قاعدة الحوار لتجاوز «حال الفوضى»، رفضت كتائب شهداء الأقصى الهدنة وقد قتل جنديان إسرائيليان بنيران فلسطينية في بيت لحم.
وأكد قريع - في مؤتمر صحافي أمس - وجود اتصالات لتعيين موعد لعقد لقاء بينه وبين شارون وقال انه لم يتم حتى الان تحديد موعد لمثل هذا اللقاء، وأشاد قريع بدور القطاع الخاص في عملية البناء والتنمية والتطوير الفلسطينية. ومن المتوقع أن يصل وفد مصري الى المنطقة اليوم الأربعاء، بهدف دعوة الفصائل للمشاركة في حوار فلسطيني - فلسطيني يعقد في القاهرة ويستهدف إعلان الهدنة من جديد، ووقف إطلاق نار من قبل الجانبين. وحسب ذات المصادر فقد كشف وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث أن الحوار سينطلق بعد عيد الفطر مباشرة. وفي المقابل شن عضو الكنيست الإسرائيلي يوفال شطاينتس هجوما شديد اللهجة على الوساطة المصرية متهما مصر بتحريض الطرف الفلسطيني على اتخاذ مواقف أكثر متشددة قائلا إن الحديث عن دولة تعادي «إسرائيل» وأن دورها في الوساطة لا يخدم التوصل إلى اتفاق.
ووصف العضو في حزب الليكود شتاينيتز مصر التي ترتبط معها «إسرائيل» بمعاهدة سلام بأنها «وسيط معاد» للدولة العبرية. على رغم ذلك صرح وزير الخارجية أحمد ماهر بأن هناك فرصا ونوافذ تفتح الآن من أجل تحريك الموقف على الساحة الفلسطينية الإسرائيلية.
وقال ماهر في رده على أسئلة الصحافيين والدبلوماسيين «على الجانب الإسرائيلي إدراك لعدم جدوى سياسة القوة التي اتبعها من قبل والتي لم تحقق أية نتيجة بل تسببت في تحقيق نتائج عكسية. وأوضح الوزير المصري أن هناك تزايدا في الانتقاد لهذه السياسة حتى من جانب بعض كبار مسئولي الأمن الإسرائيليين أنفسهم.
وجه الاتحاد الاوروبى انتقادا شديدا للحكومة الإسرائيلية بسبب الجدار الفاصل الذي تبنيه فى الضفة الغربية واستمرارها فى بناء المستوطنات. وأوضح بيان في ختام يومين من المحادثات التي عقدتها الرابطة الأوروبية الإسرائيلية في بروكسل وحضرها سيلفان شالوم وزير خارجية «إسرائيل» أن الجدار يفصل الفلسطينيين عن اراضيهم ويحرمهم من موارد وخدمات اساسية اخرى .
كما انتقد البيان «إسرائيل» لرفضها مقابلة مبعوثي الاتحاد الاوروبي الذين التقوا بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات حديثا.
وكان الوزير الفلسطيني صائب عريقات، اجتمع المبعوث الروسي لعملية السلام الكسندر كالوغين وممثل السكرتير العام للأمم المتحدة تيري لارسن وأطلعهما على تصعيد الاعتداءات الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني. وأكد عريقات أن استمرار بناء «جدار الفصل» العنصري وبناء المستوطنات وتهجير السكان الفلسطينيين وتشديد الحصار والإغلاق والاقتحامات والإبعاد والاعتداءات، هو تدمير لأية احتمالات لإعادة عملية السلام إلى مسارها الطبيعي وتقضي على احتمالات إقامة الدولتين، وتقوض خريطة الطريق.
من جانب آخر تصالحت بلجيكا و«إسرائيل» بعد عامين من العلاقات الباردة بسبب قضية جرائم حرب اقيمت امام محكمة بلجيكية ضد شارون. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم للصحافيين بعد الاجتماع مع نظيره البلجيكي لوي ميشيل على هامش اجتماع الاتحاد الأوروبي في بروكسل «لقد كانت سحابة ثقيلة للغاية تخيم فوق العلاقات الثنائية بين «إسرائيل» وبلجيكا لفترة طويلة جدا. وانا سعيد انه بعد فترة من الوقت نجحنا في حل خلافاتنا».
وميدانيا قتل أمس جنديان إسرائيليان على حاجز عسكري قرب مستوطنة غوش عتسيون ولم ترد أنباء عن وجود إصابات أخرى. وتشير الأنباء إلى قيام فلسطينيين بإطلاق النار من داخل سيارة على الجنود قرب حاجز عسكري على شارع النفق على طريق القدس غوش عتسيون ما ادى الى اصابة جنديين وقتلهما وقام جنود الاحتلال باغلاق الشارع بعد ان استطاع المسلحان الفرار.
وقالت الأنباء إن فلسطينيين وصلا بسيارتهما الى قرب الحاجز وعلى الفور خرج احدهما من السيارة واطلق من سلاحه عدة أعيرة نارية على الجنود وقتل اثنين منهم. ونتيجة لذلك قامت قوات الاحتلال بفرض حظر التجول على بلدة الخضر قرب بيت لحم واغلقت جميع مداخل بيت لحم وباشرت بعمليات دهم وتفتيش واعتقالات في البلدة. إذ تدعي قوات الاحتلال ان المسلحين توجها الى بلدة الخضر بعد تنفيذ الهجوم وشهدت منطقة بلدة لحم تواجدا مكثفا لجنود وآليات الاحتلال.
وفرضت تلك القوات منع التجول على البلدة القديمة ومنطقة البالوع في منطقة الخضر غرب بيت لحم. وأفاد عدد من المواطنين، أن قوة كبيرة من جيش الاحتلال تساندها الآليات العسكرية، اقتحمت المنطقة وفرضت عليها حصارا مشددا مغلقة جميع مداخلها وأحيائها قبل أن تفرض منع التجول وأن جنود الاحتلال شنوا حملة مداهمات واسعة طالت العشرات من المنازل، وإخراج المواطنين منها والاعتداء عليهم. على ذلك أكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس و سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد أنهما قاما صباحا بعدة عمليات مشتركة ضد قوات الاحتلال خلال توغله في منطقة القصاص جنوب مدينة رفح ما أدى إلى قتل و إصابة ستة جنود صهاينة على الأقل. وقال بيان مشترك لهما أمس «ها هو العدو الصهيوني الجبان يعود من جديد ليدمر ما تبقى من منازلنا في مدينة رفح إذ قام اليوم بتدمير و تجريف منازل أهلنا الآمنين في منطقة القصاص مستعينا بجرافاته ودباباته وطائراته فتصدى له أبناء شعبنا المجاهد ليلقنوه درسا لن ينساه» .
وأشار البيان إلى أن مجاهدي سرايا القدس وكتائب القسام قاموا بعدة عمليات مشتركة خلال هذا العدوان الغاشم وتم إطلاق قذيفة صاروخية مباشرة باتجاه جرافة صهيونية ما أدى إلى تدميرها وتم تدمير ناقلة جند مدرعة بواسطة عبوة شديدة الانفجار وبعد ذلك بعشر دقائق حضرت إلى مكان الحادث قوة صهيونية لإخلاء المصابين من الجنود فقام مجاهدونا بإطلاق النار عليهم من مسافة لا تزيد عن خمسة أمتار بشكل مباشر ما أدى إلى سقوط ستة جنود صهاينة بين قتيل وجريح. وأكدت سرايا القدس وكتائب القسام أن هذا العمل يأتي ضمن ردهما المشترك على الممارسات الصهيونية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني المجاهد ويأتي ليؤكد وحدة الدم الفلسطيني بوجه أعدائنا، كما أكدت أن عملياتهما المشتركة ستكون متواصلة».
غزة - وكالات
قالت مصادر فلسطينية امس أن مجلس الوزراء الفلسطيني برئاسة أحمد قريع «أبوعلاء» اتخذ قرارا بالإفراج عن أموال الجمعيات الخيرية التي تم تجميد أرصدتها في عهد حكومة محمود عباس «أبومازن» المستقيلة. وقالت المصادر إن القرار اتخذ خلال الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء في مدينة رام الله في الضفة الغربية أمس الأول. وقرر المجلس الإيعاز إلى الجهات المختصة لدفع المستحقات لجميع الإفراد والأسر المسجلين على قوائم الجمعيات الخيرية في غزة، والتي تم التحفظ عليها سابقا، بعد أن تمت مراجعة القوائم والتأكد من استحقاق أصحابها». وكانت حكومة أبومازن السابقة أصدرت قرارا في 24 أغسطس/ آب الماضي أمرت بموجبه جميع المصارف الفلسطينية بتجميد حسابات 12 جمعية خيرية وأهلية إسلامية معظمها تابعة لحركة حماس لاتهامها بتمويل أنشطة المقاومة الإسلامية الفلسطينية وهو ما نفته تلك الجمعيات مرارا. ولاقت الخطوة ترحيبا من الجمعيات الخيرية الفلسطينية التي جمدت أرصدتها
العدد 439 - الثلثاء 18 نوفمبر 2003م الموافق 23 رمضان 1424هـ