مركز الدراسات العربي الأوروبي منظمة فرنسية أسست العام 1992 بمبادرة المحامي السعودي صالح بكر الطيار ومساعدة شخصيات أوروبية وعربية. ويقول رئيسه ان الحاجة كانت ملحة لمؤسسة فكرية تدعم الحوار العربي الأوروبي في تلك الحقبة. وسرعان ما تبنت الجامعة العربية بشخص امينها العام عصمت عبد المجيد والمسئولين في المفوضية الأوروبية - مركز الدراسات الذي وجد قبولا من عدد من الشخصيات والفعاليات العربية والأوروبية حيال اهمية المواضيع التي يطرحها.

وكان هم المركز تجسيد الواقع العربي والاستفادة من الخبرات الأوروبية من التطوير وعمليات الاصلاح وفي توجيه القيادات العربية. فمراكز الدراسات في العالم اصبحت أداة من أدوات صناعة القرار وخصوصا في الغرب الذي يعتمد على هذه المراكز لتوفير المعلومات والمعطيات لصانعي القرار سواء كانت دراسات استراتيجية او اجتماعية او اقتصادية.

«الوسط» التقت رئيس مركز الدراسات العربية الأوروبية صالح بكر الطيار في باريس، وكان لها معه هذا الحديث:

كيف بدأت تجربة مركز الدراسات العربية الأوروبية، وكيف تطورت؟

- أنشئ المركز في العام 1992 وكانت دراساتنا ونشاطاتنا تتمثل في مؤتمرات ولقاءات سنوية ونصف سنوية الى جانب الكتب التي اصدرناها. وقد اصدرنا حوالي 42 عنوانا خلال عشر سنوات بالاضافة الى 240 عددا من مجلة «الملف العربي الأوروبي». ونظمنا اثني عشر مؤتمرا دوليا في العالم العربي وأوروبا. الا ان حوادث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول غيرت المفاهيم وشوهت صورة العرب والمسلمين في العالم وصوَّرتهم على انهم ارهابيين ويفرخون ارهابيين او على الاقل مصادر قلاقل في العالم.

من هنا جاءت اهمية اعادة التفكير في تفعيل المركز بما يناسب الحوادث الاخيرة ويتماشى مع التطورات. واصدرنا بصفتنا مجلس امناء توصية بضرورة تجميد نشاطات المركز مؤقتا واعادة تفعيله بصورة تتناسب وحجم الاخطار التي تواجه العالم العربي والاسلامي وتترافق والتطور التكنولوجي الحديث. وسنعلن الخطوات التنفيذية لاعادة تفعيل المركز بصورة رسمية في مطلع العام 2004. وسنصل الى اقاصي الارض عبر موقع المركز على شبكة الانترنت ومن خلال الرسائل الالكترونية والدراسات المتنوعة. وسيكون المركز بمثابة مركز معطيات او معلومات على موقع انترنت ممكن فتحه والحصول على معلومات حول العالم العربي والعلاقات العربية الأوروبية اينما كان وفي أي وقت كان. لدينا مئتا مليون عنوان الكتروني في العالم ونتلقى عشرات الملايين من الاجابات.

هل تم نشر موقع المركز على شبكة الانترنت؟ وما هي النتائج التي توصلتم اليها؟

- المركز اليوم في متناول الجميع من اخصائيين وباحثين وطلاب واكاديميين وكل من يستخدم جهاز كومبيوتر عبر موقعه على شبكة انترنت. لدينا اليوم مئتا مليون عنوان في العالم. ونبعث كل اسبوعين رسائل تحمل استقصاء او رأيا او درسات جديدة يتم الحصول عليها باللغات الثلاث الانجليزية والفرنسية والعربية، وتتناول العالم العربي والسياسة العامة ومصنفة تصنيفا اكاديميا علميا.

التجارب التي قمنا بها حتى الآن اثبتت فعالية الموقع. ففي السنوات العشر الماضية لم يكن لدينا أي اتصال بالادارة الاميركية مثلا، والآن وبفضل هذا النظام اصبحنا نتلقى اجابات من بعض اعضاء الكونغرس الاميركي ومكتبي الرئيس جورج بوش ونائبه ديك تشيني، وكذلك من شخصيات سياسية من الصين. وقد تجاوزت الاجابات على اسئلة الموقع ثمانين مليون زائر في بعض المراحل. وهذا عدد هائل لم نكن نتوقعه ابدا، وهذا ما يؤكد صدقية المركز