العدد 485 - السبت 03 يناير 2004م الموافق 10 ذي القعدة 1424هـ

لاعبون مدربون ومدربون محتالون!

بقلم: محمد بنيس - مدير تحرير مجلة الصقر 

03 يناير 2004

في لقاء نهائي كأس أوروبا للأندية في كرة القدم بين اجاكس امستردام الهولندي ونادي دينا موكييف السوفياتي آنذاك... كان هنريس ميتشلز هو مدرب اجاكس في الفترة الذهبية في السعبينات... وكان النادي الهولندي منتصرا بهدف لصفر... وخلال ثلث الساعة الأخير من المباراة ضغط دينا موكييف هجوميا واكتسح بقوة... فكان كل المرتدات المضادة لاجاكس يوجد فيها اللاعب الدولي الهولندي الطائر يوهان كرويف في حال تسلل...

وفي فترة لا تتعدى ربع الساعة كان كرويف سجل أكثر من تسع حالات تسلل!

انتهت المباراة بفوز اجاكس 1/صفر... وذهب المدرب هنريس ميتشلز موجها السؤال الى كرويف: كيف سجلت حالات تسلل كثيرة في وقت صغير وانت لاعب كبير وذكي؟

أجاب كرويف: لقد وجدت ان دينامو يضغط علينا بقوة كبيرة، ففكرت كيف أساعد فريقي فاخترت ان أقع في مصيدة التسلل.. عندها يصفر الحكم ويأتي الخصم بالكرة ويضعها في نقطة الخطأ ويقذف... عندها يكون لاعبونا اخذوا قسطا ولو صغيرا من الراحة ومساحة زمنية صغيرة لتنظيم صفوفهم.

قال المدرب ميتشلز: انت ستكون مدربا رائعا يا كرويف.

ومرت الأيام وكان ميتشلز محقا وصادقا فيما قاله إذ أصبح كرويف مدربا لنادي برشلونة الإسباني وصنع فيه فريقا للأحلام... ولم يستطع برشلونة حتى الآن إعادة صناعة هذا الفريق بعد ذهاب كرويف.

في لقاء برسم اقصاءات كأس آسيا في الثمانينات بين قطر والكويت في الكويت... كان مدرب قطر البرازيلي هو ايفرستو وكان الفريق القطري منتصرا بهدف لصفر من توقيع الثعلب منصور مفتاح.

وقبل نهاية المباراة بربع ساعة سجل الكويتيون التعادل وضغطوا بشكل قوي وتوقع الكل هدفا جديدا للكويت... ولكن لم يحدث ذلك... لماذا؟

عندما شاهد ايفرستوا ارتباك لاعبيه وقوة الضغط الكويتية لم يجد حلا لاطلاق انذار تنبيه للاعبيه سوى ان يقتحم الملعب عندما توقفت الكرة محتجا على الحكم... وتجمع حوله اللاعبون فأخرج الحكم الورقة الحمراء وطرده. العملية استغرقت على الأقل 8 دقائق... ارتاح فيها لاعبو قطر وأعاد رؤية الملعب وترتيب أوراقهم... وعندما استأنفت المباراة كان لاعبو الكويت فتر حماسهم و...، وانتهت المباراة بالتعادل. ان كرويف تحوّل الى مدرب واختار التسلل ونجح وكان ايفرستو استعمل حيلته القانونية لأنه أخذ جزاءه وطرد... ولكنه أنقذ فريقه من انتفاضة أسد جسور اسمه الكويت. هناك لاعبون أذكياء يستطيعون القراءة التكتيكية من دون العودة الى المدرب... وهناك مدربون أذكياء يعرفون كيف يتحايلون على الخصوم والقوانين...

في خليجي «16» مَنْ مِنَ اللاعبين والمدربين من يفعل ذلك؟

العدد 485 - السبت 03 يناير 2004م الموافق 10 ذي القعدة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً