عاد مقبول عبدالله مرة أخرى إلى «الوسط» بعد أن مل من الانتظار وتقطعت به السبل ولم يصل صوته الذي أطلقه منذ مدة إلى المسئولين كما عبر ولم يجد آذان صاغية، واستهل حديثه متسائلا: أليس من حق المعوق أن يعيش بكرامة، أم أنه مستثنى من الحقوق؟
وعبر مقبول عن معاناته قائلا: «أرجو منكم نشر كلامي ليصل إلى جلالة الملك والقيادة السياسية لأنني بعثت رسائل إلى المسئولين ولكن من دون جدوى، فأنا مواطن بحريني ولدت وعشت على هذه الأرض، ولكن شاءت الأقدار أن أولد بلا يدين، وبذلك فليس لي القدرة على العمل، وأرجو من جلالة الملك مساعدتي في مشكلتي التي تعطلت على بوابات المسئولين الموصدة في وجوهنا».
ويكمل مقبول مشيرا «أنا متزوج من طليقة أخي ولدي أربعة أولاد، وأخي لا يرغب في رؤية طليقته لأنه يعتبر ذلك من العيوب، ولذلك اضطررت إلى السكن في بيت عمتي والدة زوجتي لكثرة المشكلات مع أخي وهذا الشيء لا يرضي جنابكم، فأنا لا أملك دخلا شهريا كافيا إلى بيت للإيجار لذلك ها أنا ذا أسكن مع زوجتي وأطفالي الأربعة في غرفة واحدة لا تكاد تتسع للحركة فيها».
ويضيف إن «طلبي في وزارة الإسكان ليس جديدا، ووعدني وزير الإسكان السابق بعد أن بعثت له رسالة ونظر في حالي بأنني سأحصل على بيت من بيوت سترة، ولكن لم يحدث أي من ذلك، فأرجو من أحد المسئولين النظر في أمري ولتبحثوا عن الحقائق، فهل يرضي المسئولين رؤيتي أهان وأنا لا أملك إلا ما تعطيني إياه وزارة العمل من مساعدة لا تكاد تكفي لشراء ثياب للصغار، أوليس لي الحق في السكن بكرامة مثلي مثل بقية الناس».
ويستدرك مقبول ويعود قائلا: «متى سأحصل على الاستقرار الذي بحثت عنه سنين طويلة، وهل انتظر إلى أن تكثر المشكلات حتى أرمى مع أولادي في الشارع (...) صحيح أن البعض قد يتأثر من هذا الكلام، ولكن مهما تأثر لن يعرف المعاناة التي مررت بها حق المعرفة، ولكن أحمد الله على كل حال وأرجو من جلالة الملك النظر والله لا يضيع أجر المحسنين، فمتى سأحصل على سكن لائق يبعدني عن المشكلات ومتى سأحصل على دخل يعينني على الحياة بكرامة من دون أن أهان كما يحدث لي كل يوم، فالمكوث أمام الإشارات الضوئية والتسول ليس بالشيء الهين، وحتى لو تعود عليه الإنسان، فإلى متى سأكتفي من بيع ماء وجهي؟...»
العدد 512 - الجمعة 30 يناير 2004م الموافق 07 ذي الحجة 1424هـ