لم تكن السيدات الأربع - اللواتي قلدتهن قرينة جلالة الملك رئيسة المجلس الأعلى للمرأة سمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة أوسمة الكفاءة من الدرجة الأولى بموجب أمر ملكي - يتوقعن أن يكافأن يوما بما اعتبرنه شرفا كبيرا وحافزا لبذل المزيد من الجهد والعطاء للمرأة البحرينية عموما، ولكن ذلك حدث أمس وأضفى عليهن سعادة لا توصف نتجت عن مفاجأة على حد تعبيرهن. وقد جاء اعتبارها كذلك لأنهن - كما قلن - لم يجعلن من عملهن في خدمة المجتمع هدفا لنيل مكافأة بقدر ما كان الهدف تحقيق رفعة الوطن. في حين ذكرت الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة لولوة العوضي أن البرنامج التكريمي سيكون بمثابة آلية علمية لقياس الإنجاز والإسهام القيم الذي يستهدف العمل المتميز أولا وأخيرا.

ومن جهة أخرى وصفت المكرمات أوضاع المرأة البحرينية بالممتازة والمتقدمة على مثيلاتها في منطقة الخليج، إذ أكدت شيخة العريض أن المرأة البحرينية بخير لوجود مناخ داعم لها وقيادة تشجعها على التميز والبروز في المجالات كافة. كما أشادت المكرمات، وهن: الشيخة هيا بنت علي آل خليفة، سلوى العمران، شيخة العريض، وهما أسيري بدعم ورعاية جلالة الملك وقرينته الحفل الذي أقيم في قصر الروضة صباح أمس لتقليدهن الأوسمة.

العوضي: تدشين فعاليات توعوية بمناسبة يوم المرأة العربية

قرينة الملك تقلد أربع سيدات بحرينيات أوسمة الكفاءة

قصر الروضة - بتول السيد

أناب جلالة الملك قرينته رئيسة المجلس الأعلى للمرأة سمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة في حفل أقيم صباح أمس برعاية ملكية في قصر الروضة قلدت فيه سموها كلا من الشيخة هيا بنت علي آل خليفة، سلوى العمران، شيخة العريض، وهما أسيري أوسمة الكفاءة من الدرجة الأولى بموجب الأمر الملكي رقم (4) للعام الجاري الذي صدر عن جلالته بهذا الشأن تقديرا لدورهن وإسهاماتهن في خدمة المجتمع. وذكرت الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة لولوة العوضي في كلمتها خلال الحفل أن الأمانة العامة للمجلس ستدشن بمناسبة يوم المرأة العربية الموافق للأول من الشهر المقبل عدة فعاليات وأنشطة وستنظم لقاءات وورش عمل تركز في مضمونها على توعية المرأة وتعريفها بحقوقها وتمكينها من آليات استخدامها، وذلك بالتعاون مع الجمعيات النسائية والأجهزة المعنية ذات الاختصاص. مؤكدة في الوقت ذاته مواصلة دورية انعقاد اجتماعات المجلس وتفعيل أعمال اللجان العشر الدائمة التابعة له، كما نوهت بأن سموها ستلقي كلمة بهذه المناسبة موجهة إلى المرأة البحرينية.

وبحسب العوضي فإن العمل لا يزال جاريا على تفعيل توصيات وقرارات المنظمات العربية المتخصصة كمنظمة المرأة العربية والأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة وذلك على صعيد التعاون الدولي إذ للمجلس عدة ارتباطات والتزامات معها. كما سيفعل المجلس تعاونه مع عدد من الدول التي تربطه معها مذكرات تفاهم بهدف تعزيز التواصل وتحقيق التعاون في مجال العمل النسائي. وعلى صعيد متصل أشادت العوضي بالأمر الملكي الخاص بإنشاء جائزة سمو الشيخة سبيكة لتمكين المرأة البحرينية والتي ستمنح للوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة المتميزة. أما بخصوص البرنامج التكريمي فقالت إنه سيكون بمثابة آلية علمية لقياس الإنجاز والإسهام القيم الذي يستهدف العمل المتميز.

ومن جهتها ألقت الشيخة هيا آل خليفة كلمة نيابة عن المكرمات مشيرة إلى أن ما بذل من عمل كان بهدف تحقيق رفعة الوطن ومن دون توقع المكافأة. وفي تصريح لها على هامش الحفل قالت إن الوسام الذي تم تقليدها إياه يمثل حافزا للأجيال المقبلة التي سيكون جهدها مضاعفا عند التفكير في أنه ستتم مكافأتها عليه تقديرا لها. وتمنت الشيخة هيا أن تتقدم المرأة في المجالات كافة وألا تهضم حقوقها، مؤكدة أن وضع المرأة البحرينية متقدم على مثيلاتها في منطقة الخليج، أما عن شعورها بهذه المناسبة فذكرت أنه لا يوصف. وعن مجال تخصصها في الآثار ذكرت أنها بدأته كهواية ثم صقلتها بدراسة التاريخ، وأكدت في هذا الصدد أهمية التدريب العملي والخبرة الميدانية في مجال الآثار كي لا تطغى عليه الأعمال الإدارية. وبحسب سلوى العمران فإن التكريم يعد بادرة جيدة، متمنية أن يستهدف أي عمل صالح المواطن وخصوصا المحتاج، ووفقا لها فإن الجميع يعمل لتطوير نفسه خصوصا الطموحين منهم.

أما شيخة العريض فقالت إن المرأة البحرينية بخير إذ تشجعها القيادة على التميز والبروز في المجالات كافة ولذلك يجب أن تنتهز الفرص للتفوق، ووصفت وضعها بالممتاز بالنسبة إلى وضع المرأة العربية، فمنذ الخمسينات والستينات فتح لها المجال لمواصلة التعليم والبروز على المستوى العالمي، وذلك لأن المجتمع منحها الفرصة في إثبات نفسها في العمل بخلاف المجتمعات الأخرى التي تعاني فيها المرأة من بعض الضغوطات. وأكدت العريض سعادتها البالغة بالتكريم منوهة بأنه كان مفاجأة بالنسبة إليها، واعتبرت الوسام شرفا كبيرا للمرأة البحرينية عموما، إذ أنه كما قالت يشجعها على بذل المزيد من الجهد والعطاء لرفعة المملكة، ويعد دليلا على تقديرها. وفي مجال عملها أشارت إلى أن المجتمع البحريني تقبل بسهولة برامج الفحص قبل الزواج ما ساهم في خفض نسبة أمراض الدم الوراثية بنسبة 50 في المئة. ومن جانبها لم تتوقع هما أسيري التكريم إلا أنها أكدت سعادتها به، واعتبرته نتاج دعم من سمو الشيخة سبيكة التي وصفتها بالأم الروحية. وعن وضع المرأة البحرينية ذكرت بأنها معروفة بالريادة والجرأة ولذلك تمكنت من الانخراط في شتى المجالات كالرجل تماما، خصوصا وأنها تلقى الدعم الذي يساعد على نجاحها. وبخصوص المجال الذي تعمل فيه نوهت بأنه لم يكن سهلا انخراط المرأة في مجال الهندسة والصناعات الثقيلة، ولكنها تمكنت مع الوقت من إثبات ذاتها فيه. ويشار إلى أن أسيري تعد مسئولة مشروع خط الصهر الخامس لتوسعة شركة «ألبا» بموازنة بلغت 1,7 بليون دولار أميركي.

يذكر أن الحفل حضرنه عدد من سيدات العائلة المالكة وعضوات مجلس الشورى وزوجات الوزراء وسيدات السلك الدبلوماسي وعضوات المجلس الأعلى للمرأة ورئيسات الجمعيات النسائية وممثلات اللجان النسائية في جمعيات أخرى.

الشيخة هيا:

التنقيب الأثري ينفذ رغبات «الأشغال والإسكان»

قصر الروضة - ريم خليفة

أكدت الوكيل المساعد للثقافة والتراث الوطني (سابقا) الشيخة هيا بنت علي آل خليفة أن «المواقع الأثرية تعتبر مخزونا أثريا لتاريخ البحرين والمحافظة عليها ضرورة وطنية، وما يحصل اليوم هو مجرد تنفيذ لتعليمات ومخططات وزارة الأشغال والإسكان».

وأضافت لـ «الوسط» - على هامش احتفالية التكريم وبعد تقليدها وسام الدولة - «ان ما أزيل من مدافن أثرية في فترات مختلفة لم يخضع - للأسف - للتنقيب العلمي، فلاتزال هناك حلقات مفقودة عن تاريخ البلاد، ومثال على ذلك الشارع المؤدي إلى جسر الملك فهد والقريب من مستوطنة سار حاليا وغيره».وابدت سعادتها لتسجيل موقع قلعة البحرين على قائمة التراث الإنساني التابعة لليونسكو، غير أنها تحفظت على مسألة ترميم بعض المواقع الأثرية. وانتقدت الشيخة هيا وضع فرق التنقيب الحالية لبقاء عدد المنقبين كما هو. واضافت «أحبذ أن يزيد عدد المنقبين عبر وسائل تشجع حتى المتطوعين على القيام بهذا العمل من أجل الاستمرارية»