قال مدير عام معهد الإدارة العامة (بيبا) رائد محمد بن شمس: «إن النتائج الأولية لمشروع تحديد الاحتياجات التدريبية لموظفي الحكومة كشفت عن الحاجة إلى ثلاث قدرات أساسية ينبغي التركيز عليها هي خدمة الزبائن، القيادة، والتخطيط الاستراتيجي».

وأضاف بن شمس، خلال اجتماع عقد مع الوكلاء والوكلاء المساعدين بمختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية بمناسبة تدشين مرحلة المسح الميداني لموظفي الحكومة، أن «النتائج الأولية مهمة، لأنها حددت قدرات أساسية سيتم وضعها في نموذج القدرات الخاص بالحكومة بعد الانتهاء من عملية المسح الميداني».

ونسب بيان صحافي للمعهد أمس (السبت) عن بن شمس، تأكيده أن «هذه النتائج جاءت متوافقة مع التوجهات الرئيسية التي ركزت عليها الرؤية الاقتصادية لمملكة البحرين 2030، وهو ما يساعد على تحديد الجوانب التي سيتم التركيز عليها في الأنشطة التدريبية لموظفي الحكومة خلال الفترة المقبلة بعد الحصول على النتائج النهائية واعتمادها، وخصوصا أن الرؤية واستراتيجياتها اهتمت بتطوير القيادات الحكومية من خلال مبادرة ألقيت مهماتها على عاتق معهد الإدارة العامة، وكذلك بالنسبة إلى تطوير الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين في إطار تحقيق درجة عالية من الحرفية في خدمات الزبائن».

وأوضح مدير عام «بيبا» أن المعهد بدأ منذ العام 2008 طرح مجموعة من الدورات المتخصصة في مجال خدمة الزبائن، ولقيت هذه الدورات اهتماما من قبل القائمين على التدريب في مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية، وهو ما شجع المعهد على الاستمرار في طرح هذه الدورات في برنامج التطوير الشخصي، وبرنامج دبلوم التهيئة للقطاع العام الذي يستهدف موظفي الحكومة المستجدين.

وقال: «فيما يتعلق بالتخطيط الاستراتيجي فإن المعهد مازال في طور الإعداد والتحضير لإطلاق برنامج تدريبي خاص بهذا النوع من التخطيط وسيتم الكشف عن تفاصيله فور الانتهاء منه».

ودعا جميع المسئولين والموظفين في الحكومة نحو مزيد من التعاون عبر المشاركة في المسح الميداني الذي يشمل 6000 من موظفي الحكومة الذين يمثلون العينة الكاملة، وسيتم اعتماد نتائج العينة المختارة التي تمثل 3800 موظف.

من جانبه، قال المدير المساعد للتدريب الإلكتروني والمشرف على مشروع تحديد الاحتياجات التدريبية في «بيبا» إن المعهد قام باتخاذ جميع الاستعدادات لتسهيل عملية المسح الميداني التي ستتم بشكل إلكتروني.

ووصل المشروع حاليا إلى مرحلة المسح الميداني، حيث تم إطلاق دراستين مسحيتين لتحديد الاحتياجات التدريبية في جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية، إذ تشمل الدراسة الأولى المسئولين الذي سيتولى كل واحد منهم تحديد احتياجات فئة الموظفين الذين يعملون ضمن فريقه، أما الدراسة الثانية فإنها مفتوحة لكل موظفي الحكومة.

وخلال الاجتماع قدم خبراء شركة هيويت الأميركية عرضا تفصيليا عن مراحل المشروع والإجراءات العلمية المتبعة فيه بهدف الوصول إلى النتائج بشكل دقيق وحرفي. كما دار حوار موسع مع الوكلاء والوكلاء المساعدين والمسئولين المشاركين في الاجتماع عن سير المشروع، وكيفية إنجاحه، مؤكدين أهمية نتائجه لتحديد المسارات التدريبية في الحكومة بما يتناسب واحتياجاتها.

ويهدف المشروع، بحسب منظمي الاجتماع، إلى دعم استراتيجية التدريب والتطوير في الجهات الحكومية من خلال تحليل الاحتياجات التدريبية على المستوى التنظيمي والوظيفي والفردي، بالإضافة إلى تطوير آلية التوظيف وتحديد المسار الوظيفي من خلال بناء نظام قدرات يساهم في معرفة الفجوة بين الوضع الحالي والمستقبلي للمهارات الإدارية، وكذلك اقتراح جميع البرامج والدورات التدريبية لتساعد الجهات الحكومية على وضع خطط التدريب. ومن الأهداف كذلك إكساب المعارف والمهارات اللازمة لموظفي التدريب من خلال تدريبهم على تحليل الاحتياجات التدريبية.

وينفذ المشروع معهد الإدارة العامة (بيبا) بالتعاون مع شركة هيويت الأميركية، وهي من الشركات الدولية العاملة في مجال الدراسات الإدارية، إذ لديها 89 مكتبا في 37 دولة عن العالم، ولديها شبكة من الخبراء تضم أكثر من 25 ألف مستشار