العدد 601 - الأربعاء 28 أبريل 2004م الموافق 08 ربيع الاول 1425هـ

ساحة «المتحف» تتراقص على أنغام «الهيب هوب»

ثقافة أميركية من أصل إفريقي

ضجت الساحة المقابلة لمتحف البحرين الوطني مساء أمس بأنغام موسيقى «الهيب هوب» التي رقص عليها أعضاء فرقة «انفنتي» البحرينية الذين يشاركون لأول مرة بعروضهم الفنية على أرض البحرين. وتأتي هذه الفعالية ضمن فعاليات «ملتقى البحرين - أصيلة للثقافة والفنون» الذي تستمر فعالياته لغاية يوم غد الجمعة.

وقال الفنان البحريني أحمد الجميري «إن الملتقى يتميز بجمعه مختلف أنواع الفنون والأذواق والألوان المسرحية والغنائية التي تتناسب مع مختلف أنواع الجماهير وهذا ما يميز الملتقى الذي لا يسيطر عليه رأي واحد متسلط»، مضيفا «إن الجماهير مازالت بحاجة إلى معرفة المزيد عن مثل هذا النوع من الملتقيات الدولية، ومهرجان أصيلة المغربي لم يظهر في مستواه الحالي من التقدم إلا بعد مرور خمس وعشرين سنة على بدء نشاطه».

كما قام الفنان البحريني عبدالله سويد بتأدية 27 شخصية لمدة ساعة وربع من خلال مسرحية «حكاية نمر» التي تعتبر نموذجا لمسرح الشارع، والمسرحية هي للكاتب اللاذع دار يوفو الذي رآها شخصيا حكاية مروية للعامة باللغة الصينية حينما شاهد عرضها صدفة، فشدته طريقة السرد والتمثيل لترجمتها.

وهي تحكي قصة جندي صيني يتحدث عبر المسرحية عن اصابته في الحرب أثناء العبور العظيم ويتعرف بنمرة وابنها نجيا من الحرب، وتتطور الحوادث إلى نهاية القصة إذ يتبين من نهاية المسرحية كيف أن الحيوان يكون أرحم من الإنسان عندما يتخلى عنه أخوه الإنسان، وبأن الإنسان بامكانه أن يكون متفائلا حتى في أشد حالات معاناته».

و«الهيب هوب» هو نوع من الثقافة والمظاهر السلوكية والاتجاهات الفنية التي تمحورت حول موسيقى الراب وبزغت في مطلع الثمانينات بفضل موسيقاها التي ولدت في «الغيتو» الأحياء الفقيرة التي يقطنها الأميركيون ذوو الأصول الإفريقية، الذين وجدوا في أوضاعهم المادية والاجتماعية منفذا لهم لخلق وإبداع طرائق تفكير خارجة عن إطار الثقافة العامة، وتوصلوا عبر تطوير أدواتهم ورسومهم إلى إبداع اتجاه جديد تمثل في «الهيب هوب». وتعود جذور هذا النوع من الموسيقى إلى أداة موسيقية هي جهاز الفونوغراف الموسيقي الذي يستخدم للاستماع للاسطوانات الموسيقية. وهي عبارة عن «دي جيه» يخلط عددا كبيرا من الألحان المختلفة على قرص دوار ويدخلها على كلمات الأغنية بشكل هو أشبه بالإبداع. وتمتاز هذه الموسيقى بكلماتها البسيطة، وفي تعبير أدق بالكلمات المحلية، وهي لا تؤدى بأسلوب غنائي هارموني أو كلاسيكي، بل باللهجة الزنجية التي اشتهر بها أبناء عصابات بروكلين التي تحمل نفسا مختلطا بين العنف الممارس على هذه الفئة والعنف المضاد الذي تمارسه هذه الفئة على المجتمع، بمعنى أن هذه الموسيقى في مضمونها هي أنات الحرية وانعكاس لهموم وآلام هذه الفئة في المجتمع الأميركي، فبعض الأغاني تتكلم في مضمونها عن تفاصيل شجار أو محاولة سطو على مصرف أو القمع الذي يمارسه رجل الشرطة الأبيض. أما من الناحية الفنية، فعلى رغم أن «الهيب هوب» هو النتيجة الموسيقية لثقافة أميركية من أصل إفريقي، فإن شعبيتها لا تقيد بالجغرافيا أو الثقافة.

بالنظر إلى الأعمال الغنائية المصورة لموسيقى «الهب هوب»، يظهر مغنو هذا النمط من الموسيقى غالبا بملابس هي أشبه بمزيج من الملابس الرياضية وملابس «الغون غستر» أي ملابس العصابات الإجرامية، فهم عادة ما يرتدون البنطلونات الفضفاضة والبلوفرات الرياضية الضخمة والأحذية الرياضية باهظة الثمن، وقبعات من الضرورة أن تتناسب مع البذلة التي يرتديها، إضافة إلى تقلدهم للمصوغات الذهبية والفضية

العدد 601 - الأربعاء 28 أبريل 2004م الموافق 08 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً