تأهل فريق الرفاع حامل اللقب للمباراة النهائية لكأس سمو ولي العهد لكرة القدم بعد تخطيه عقبة الأهلي 4/3 بالركلات الترجيحية بعد تعادلهما في الوقتين الاصلي والاضافي 1/1 في المباراة الأولى للدور نصف النهائي وينتظر الفائز من المباراة الثانية التي ستجمع المحرق والبسيتين التي ستقام غدا (السبت).
ويبدو ان الرفاع يمتلك كلمة السر في وصوله إلى جميع المباريات النهائية لمسابقة كأس سمو ولي العهد منذ انطلاقتها 2001 إذ خسر اللقب الأول أمام المحرق ثم رد اعتباره في البطولتين الثانية والثالثة أمام المحرق أيضا وبات يتطلع إلى الاحتفاظ باللقب للمرة الثالثة على التوالي في حين انتهت آمال الأهلي في تحقيق لقب كروي في الموسم الجاري وخرج خاوي الوفاض.
وجاء التأهل السماوي من عنق الزجاجة بعد مباراة ماراثونية عصيبة على مدى 120 دقيقة حبست معها أنفاس جمهور الناديين الذي ملأ مدرجات استاد مدينة عيسى حتى جاء الحسم عبر ركلات الترجيح التي تألق فيها حارس الرفاع محمود منصور الذي تصدى لركلتي عيسى شهاب والنجم العائد محمد حسين فقاد منصور فريقه إلى النهائي.
هدف أنقذ الشوط المأسوي
لولا الهدف الأهلاوي الذي سجله الدولي محمد حبيل في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، لاستحق أن يطلق عليه «الشوط المأسوي»، نظرا إلى المستوى المتواضع الممل الذي ظهر به الفريقان وخيبا به التوقعات خصوصا وانهما خاضا المباراة بكامل نجومهما وعناصرهما الأساسية.
وظهر المستوى خلال فترات كثيرة من الشوط كأننا في مباراة ودية إذ غلب على الاداء الفردية والتمرير الخاطئ وعدم القدرة التكتيكية على بناء الهجمات المنظمة لذلك غابت الخطورة الحقيقية على المرميين، وربما المبرر الوحيد للفريقين في ذلك التواضع والغياب عن الجو الكروي هو أهمية المباراة التي تفرض الحذر والحرص وعدم المجازفة الهجومية.
دخل الأهلي المباراة معتمدا على طريقته 4/4/2 إذ شهدت تشكيلته عودة مدافعه الدولي محمد حسين بعد انتهاء ايقافه الآسيوي لمدة ستة أشهر فيما كان واضحا اعتماد بناء الهجمات الأهلاوية على الجهة اليسرى عبر أحمد الحجيري وعدنان علوي لكن من دون أن تظهر لذلك فعالية وخطورة واضحة عدا تسديدة عدنان مرت بجوار القائم، وغاب الوسط الأهلاوي عن دوره الهجومي عدا تحركات محمد حبيل وظل ثنائي الهجوم الدولي علاء حبيل والمحترف الليبيري جوناثان يعتمدان على الاجتهاد الفردي في محاولة صناعة الخطورة وأبرزها كانت محاولة علاء التي لعبها في الشبكة الجانبية للمرمى.
في المقابل لم يكن الرفاع أحسن حالا وهو الآخر دفع مدربه بتشكيلته الأساسية وبالطريقة ذاتها 4/4/2 رباعي وسطه افتقد الترابط والفعالية نظرا إلى عدم جاهزية الدولي حسين بابا العائد من الاصابة وغياب الدولي صالح فرحان عن فورمته ما استدعى المدرب الى استبدالهما في الشوط الثاني، وانعكس ذلك الوضع الهجومي للرفاع الذي لم يوفق المدرب في وضع الدولي سلمان عيسى في قلب الهجوم لجانب الدولي طلال يوسف إذ قضى بذلك على فعالية سلمان الذي يحتاج الى مركز يتيح اليه حرية التحرك وخصوصا في مثل هذه المباريات الصعبة.
إثـارة
اختلفت الصورة في الشوط الثاني بفعل الهدف الأهلاوي إذ دخل الرفاع بنزعة هجومية اشرك من خلالها مدربه المهاجم علم الدين حامد وضغط على الأهلي الذي اضطر إلى التراجع فتصدى القائم إلى رأسية بابا في الدقيقة الثالثة فكان ذلك انذارا بقدوم هدف التعادل الذي جاء بعد تسع دقائق عن طريق طلال يوسف الذي تابع تسديدة البرازيلي سالتون داخل المنطقة وسط غياب التغطية الدفاعية.
وبث الهدف نشاطا في الملعب وارتفع الايقاع إلى السرعة في الحركة ونقل اللعب مع المحافظة على تغطية المواقع الدفاعية، وسنحت فرصة لعلاء حبيل في الدقيقة 25 إذ لعب كرة سهلة نحو المرمى قرأها جيدا المدافع راشد محمد وأبطل مفعولها، ورد عليه حسين بابا بكرة أبعدها الحارس علي سعيد.
وشهد هذا الشوط تغييرات تكتيكية واضطرارية بدخول علم الدين حامد ومحمد عبدالعزيز وحمزة كاظم في الرفاع وعلي أحمد حبيب في الأهلي.
ركلات الحسم
ووسط ظروف ومجريات مثل هذه المباريات كان طبيعيا امتدادها إلى الوقت الاضافي الذي وضح خلاله التأثير اللياقي والبدني وخصوصا على الرفاع الذي هبط مستواه متأثرا بخروج ثلاثة عناصر أساسية في الوقت الاصلي فيما كان الأهلي أكثر نشاطا ونزعة هجومية خلال الوقت الاضافي وسنحت إليه فرصتان لإحراز هدف ذهبي أولاهما لليبيري جوناثان والثانية للبديل موسى عبدالأمير الذي نزل مكان عدنان علوي لكنه لم يحسن إنهاءها، كما دفع مدرب الأهلي بقائد الفريق علي صنقور في نهاية الوقت الاصلي للاستفادة منه في ركلات الترجيح.
وسدد الرفاع خمس ركلات ترجيحية وسجل منها طلال يوسف وسالتون وسالم خليفة وراشد محمد وأهدر العراقي حيدر عبيد بعد ما صدها الحارس علي سعيد فيما سجل الأهلي علي صنقور وعبدالله مهدي وعلاء حبيل وأهدر عيسى شهاب ومحمد حسين الذي بكى بعد إضاعته الركلة.
أدار اللقاء بنجاح الحكم الدولي عبدالرحمن عبدالخالق بقراراته الواثقة ومتابعته لمجريات اللعب
العدد 651 - الخميس 17 يونيو 2004م الموافق 28 ربيع الثاني 1425هـ