افتتحت رئيسة مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث الشيخة مي بنت محمد آل خليفة مشروع حرف الديار المتفرع من مشاريع المركز بالمحرق.

وأكدت أن الحرف اليدوية ما هي إلا ممارسات العقل المبدع حين ينتقل الإبداع من خلال الأيدي إلى حرفة يبدع فيها الحرفي سواء بالطرق أو النحت أو الحفر ليجعل من الحجر منحوتة ومن النحاس تداخلاً متناسقاً يبهج النظر.

وأضافت أن العقل المنتج هو في الحقيقة استمرارية لفنون إنسانية وحضارات مازلنا نشاهد معالمها فيما وصل إلينا من آثار ونتاجها الإبداعي وهو شبيه بالثقافة التي لها خصوصيتها المميزة لكنها تكتمل مع الآخرين وتشكل ثقافة الإنسان.

وذكرت أن الناتج اليدوي سواء كان شرقي الطابع غربي المظهر هو في الحقيقة دعوة إلى التداخل والتمازج في الفنون الإنسانية ومن هنا وبهذا المفهوم نبدأ مشروع حرف الديار.

من جهتها، ذكرت مدير عام حرف الديار أغادير جويحان أن المشروع يعتبر واحدا من أهم المشاريع التي سيكون لها انعكاسات إيجابية على المواطن البحريني والحرفي الفنان الذي يمكن أن يطور طاقاته وعطائه من خلال هذا المشروع الذي سيمنحه أدوات فنية أوسع وأكبر لتعزز مهارات الإبداع بداخله وتمكنه من حرف جديدة تحوله من حرفي إلى فنان.

وأوضحت أن مشروع حرف الديار ستكون له انعكاساته الإيجابية على الشباب البحريني في المقام الأول إذ سيوفر له فرص تعلم حرف جديدة تؤهله ليكون فنانا مبدعا له أسلوبه ورؤيته ويمكنه أن يبدع ويقدم الجديد الذي يتوافق مع روح العصر بلمسات الماضي الجميل كما ستفتح أمامه فرص العمل في مجالات مختلفة، مؤكدة في الوقت نفسه أن الخريجين سينضمون إلى فريق عمل المدرسة نفسها ليواصلوا العمل معهم ضمن وظيفة ثابتة.

وعن الرسالة التي يمكن أن يوصلها هذا المشروع، أوضحت أغادير أن الرسالة التي يسعى المشروع إلى توصيلها هي خلق مركز فريد للتميز يستكشف فيه المتدربون مواهبهم ويكتسبون المعرفة والمهارة لإحياء وإيقاظ المكانة المنسية للفنون والحرف التقليدية، مشيرة إلى رؤية المشروع المتمثلة في إحياء العالم المنسي من الفنون والحرف التقليدية والتصميم الهندسي لها وبعث الحياة فيها من جديد واسترجاع مكانتها التاريخية بين حضارات وثقافات العالم.

وعن الأمور التي سيركز عليها المشروع قالت إنه سيركز على جانبين مهمين؛ أولهما تنظيم دورة دراسية تدريبية مجانية مدتها عامان للراغبين في تعلم حرفة تشكل له مهنة مستقبلية وخاصة للحرفيين والعاطلين عن العمل إذ يمكن من خلال هذه الدورات أن يتحولوا إلى فنانين وليس حرفيين فقط.

وذكرت، أما الجانب الآخر فتنظيم دورات قصيرة برسوم رمزية للراغبين في الولوج إلى عوالم إبداعية من مختلف فئات وشرائح المجتمع، موضحة في هذا الشأن أن المستهدفين لمشروع حرف الديار هم من مختلف شرائح المجتمع المتعلمين منهم (المبدعين، الفنانين، الموهوبين) والحرفيين وذوي الاحتياجات الخاصة والأقل حظا والأيتام وذلك لتأمين مستقبلهم المهني بإيجاد مصدر دخل دائم من خلال العمل بإحدى حرف المدرسة والمقصود بها مركز حرف الديار نفسه الذي سيكون مدرسة متخصصة في التدريب على الحرف التقليدية.