كشف وزير شئون مجلس الوزراء الوزير المعني بقطاع الاتصالات الشيخ أحمد بن عطية الله آل خليفة عن صدور توجيهات لهيئة تنظيم الاتصالات للبدء في حملة السلامة على الإنترنت في المملكة تشمل كل أطراف المجتمع بهدف رفع الوعي السليم لاستخدام الإنترنت وتلافي سلبياته وتأثيراته على الأجيال الشابة.

وأشار الوزير إلى تقديم الحكومة مشروعاً بشأن جرائم الحاسب الآلي أو ما يعرف دوليا بـ «Cyber Crime Law» للتصدي لجميع الجرائم الإلكترونية، وهو مشروع متطور مبني على تجارب الدول المتقدمة وبالتحديد المجلس الأوروبي، موضحاً أن اللجنة المختصة بمجلس النواب قد انتهت من مناقشته تمهيداً لعرضه على المجلس، آملاً من المجلس الموافقة عليه ومن ثم إحالته إلى مجلس الشورى لتمريره.

وبيّن خلال افتتاحه أمس مؤتمر حملة البحرين للسلامة على الإنترنت «تصفح آمن» الذي تقيمه هيئة تنظيم الاتصالات «وجود مشروع متطور مقدم للحكومة بشأن جرائم الحاسب الآلي بني على تجارب الدول المتقدمة ينتظر إقراره من قبل السلطة التشريعية، ما من شأنه أن يعزز الاستفادة الإيجابية من استخدام الإنترنت».

وافتتحت هيئة تنظيم الاتصالات بمملكة البحرين يوم أمس (الثلثاء) أعمال مؤتمر حملة البحرين للسلامة على الإنترنت «تصفح آمن» الذي يمتد ليومين في فندق الريتزكارلتون-البحرين، بحضور أكثر من 200 من المهنيين والاستشاريين والمشرعين والخبراء في مجال الاتصالات من أكثر من 10 بلدان، إذ تستضيف هيئة تنظيم الاتصالات المؤتمر بالاشتراك مع جمعية سلامة الأسرة على الإنترنت (FOSI).

وعن دوافع إقامة هذا المؤتمر أوضح الشيخ أحمد بن عطية الله أن مملكة البحرين سرعان ما أصبحت مركزاً للتكنولوجيا للمنطقة بأسرها، مبيناً أن سلامة الأطفال على شبكة الإنترنت هو مصدر قلق متزايد للآباء في العالم الرقمي.

وأضاف أن «مؤتمر حملة البحرين للسلامة على الإنترنت هو أول مؤتمر خليجي من نوعه... إن مراقبة الاستخدام الآمن للإنترنت تقع على عاتق كل واحد منا، والمشكلات التي يمثلها لنا يجب علينا معالجتها معاً كمجتمع واحد».

وبيّن الشيخ أحمد أن المؤتمر يعد نقطة تحول مهمة في التقريب بين الناس، ما يساعد على تحقيق توازن بين حفظ أطفالنا آمنين ومنحهم الحريات التي يحتاجونها لبناء استقلالها. وأن هذا من شأنه أن يساعد أيضا الأطفال والشباب لتحقيق أقصى استفادة من التكنولوجيا الرقمية والتقنيات التفاعلية التي يمكن أن تقدم عبر الإنترنت وذلك من خلال وضع الدعم المناسب للأطفال والشباب وأولياء الأمور، وعبر هذه التحركات يمكن التقليل من القلق القائم بشأن استخدامات الإنترنت».

وأشار الشيخ أحمد إلى وجود أمور طفت على السطح تتمثل في القلق من مساوئ وسلبيات استخدام هذه الوسيلة المتقدمة، الأمر الذي حتم العمل جدياً على تفعيل مبدأ «السلامة على الإنترنت».

كما بيّن الوزير أن هيئة تنظيم الاتصالات تقوم حالياً بإجراء دراسة بحثية كلف بها فريقاً من أساتذة جامعة أجانب وبحرينيين لمسح استخدامات الإنترنت من قبل الأطفال والطلاب لتوفير البيانات المهمة للوضع القائم ورسم خريطة لواقع الاستخدامات كي يتم الاستناد إليها في صياغة الحملة المقترحة، آملاً أن يساعد هذا المؤتمر والذي يحضره خبراء وتربويون والمجتمع المدني في تحقيق حماية مجتمعاتنا من الأخطاء وسلبيات التكنولوجيات وتسخير التكنولوجيا في تحقيق رؤيتنا في مجتمع آمن.

ويهدف هذا المؤتمر إلى توعية الجهات المعنية المهمة في مملكة البحرين بالمخاطر الحقيقية والمتصورة لخدمات الإنترنت وتزويد مزودي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المملكة والجهات التنظيمية والمشرعين بالأدوات والمعلومات اللازمة لخلق توافق وطني للسلامة على الإنترنت. كما يهدف إلى تبادل الخبرات بين صانعي القرار الرئيسين في نفس القطاعات على الصعيد العالمي ونظرائهم في المملكة.

ويقام على هامش هذا المؤتمر معرض للمساعدة في توضيح كيفية مساعدة التكنولوجيا في تحقيق هذه الأهداف، يقدم فيه بعض باعة البرامج والأجهزة الرائدين في العالم بعض الحلول التي يمكن أن تساعد على حماية سلامة مستخدمي خدمات الإنترنت.

وفي كلمته الرئيسية خلال افتتاح المؤتمر، قال رئيس مجلس إدارة الهيئة محمد العامر: «نحن سعداء لاستضافة مؤتمر تصفح آمن في مملكة البحرين وتبادل الآراء مع الخبراء والمحدثين المعترف بهم دولياً حول أفضل الممارسات لخلق بيئة إنترنت أكثر أماناً لجميع مستخدمي خدمات الإنترنت. إن هذا المؤتمر يسلط الضوء على واحدة من أكثر المسائل التي تثير قلق جميع المجتمعات حول العالم. حيث يتطرق إلى الخبرات مع مختلف البلدان التي تطبق فيها حالياً البرامج الخاصة بخلق خدمات إنترنت آمنة، ما سيساعد على ضمان أن تكون مملكة البحرين في طليعة الدول التي تطبق أفضل الممارسات الدولة لحماية مستخدمي خدمات الإنترنت». وتابع العامر حديثه قائلاً: «إن مذكرة التفاهم التي سيقوم مزودو خدمات الاتصالات في المملكة بتصديقها ستكون الخطوة الأولى نحو تسهيل تنفيذ التوصيات التي ستصدر عن هذا المؤتمر وتشجيع قيام عصر جديد في مجال حماية مستخدمي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المملكة».

ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذي لجمعية سلامة الأسرة على الإنترنت (FOSI) ستيفن بلكام: «إن السلامة على الإنترنت تعد مسألة عالمية وإن مشاركة الجمعية في استضافة هذا المؤتمر هي مهمة مثيرة بالنسبة للجمعية، ونحن نأمل أن يساهم هذا المؤتمر في زيادة الوعي بالمسائل التي تواجهها الأسر على الإنترنت». وتضمن اليوم الأول للمؤتمر متحدثين رئيسيين هم: وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي، ورئيس مجلس إدارة هيئة تنظيم الاتصالات محمد العامر، والرئيس التنفيذي لمعهد سلامة الأسرة على الإنترنت FOSI ستيفن بلكام، والمحامية الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة، والرئيس التنفيذي لمؤسسة مراقبة الإنترنت بالمملكة المتحدة بيتر روبنز، ومن وزارة الخارجية الأميركية (سياسة الاتصالات والمعلومات/ الشرق الأوسط) ستيف سيمبسون بالإضافة إلى نيك ترومان مستشار أمن.