الدراز - محمد باقر أوال
الحلم أن يتحقق هو كل مايتمناه أي شخص تكون له هواية أو أمنية، ولكل منا هواية أو موهبة يريد منها أن تنمو وتتطور، وأحيانا تقف الظروف حائلا بينه وبين ما يتمناه.
لقاؤنا هذا مع من اتخذ من التصوير وسيلة لوصول رسالته وموهبته للناس، واتخذ من اللقطات الغريبة بفنه وولعه بحب الرياضة أن يظهر جانبا من الفن في التصوير الرياضي، فمع جاسم العصفور كان لقاؤنا:
* ماذا كان حلمك في الصغر لكي تتطور أمنيتك وموهبتك في التصوير؟
- منذ أن كنت صغيرا وأنا في مقتبل العمر كنت مولعا كثيرا بالصور التي أشاهدها سواء في المجلات أو الصحف اليومية أو صور الإعلانات التي تعرض في الطرقات، فكثيرا ما أقف عند الصور وأتأملها بدقة، وأنا أقول في نفسي "متى أملك كاميرا خاصة بي لألتقط مثل هذه الصور الرائعة وأكثر"، إذ كان ذلك بمثابة الحلم الذي يراودني في تلك الفترة متمنيا أن يتحقق.
ولله الحمد تحقق لي ذلك عندما كنت في المرحلة الابتدائية وبالتحديد عند ما كنت في الصف الخامس ابتدائي، إذ كنت اصطحب معي الكاميرا للرحلات الترفيهية التي تقيمها لنا المدرسة بين حين وآخر، ويوما بعد يوم تصبح الكاميرا معشوقتي وزميلتي التي لا أكاد أفارقها لحظة، حتى أصبحت مولعا ومهووسا بالتصوير بشدة فلا يكاد حدث هنا أو هناك صغيرا كان أم كبيرا إلا وقمت بتصويره.
* ماهي العوائق التي واجهتك؟
- من أبرز العوائق التي كانت تواجهني في تلك الفترة هي أن الكاميرات لم تكن كما هي عليه الآن، إذ إن الكاميرات القديمة تحتاج إلى «فيلم» والفيلم الواحد يحتوي قرابة الـ(36 صورة)، وسعر الفيلم قرابة الـ "دينار ونصف" وبعدها عليك أن تذهب إلى الاستيديو لتحميض الفيلم واستخراج الصور بسعر مقداره (الـ 5 دنانير)، وعليك الانتظار لعدة أيام حتى تجهز الصور، فنلاحظ كيف أنها إجراءات طويلة ومكلفة ماديا، بعكس الكاميرات التي ظهرت حديثا (الدجيتل)، إذ إنها أكثر دقة وبإمكانك أن تلتقط بها الكثير من الصور من دون الحاجة إلى الاستيديو ومن دون أي عبء أو كلفة مادية في استخراج الصور بفضل التكنولوجيا الحديثة.
* ماهو مفهومك لعالم التصوير؟
- إن التصوير عالم واسع بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهو أداة فعالة للغاية، بل أصبح التصوير من الأمور الأساسية في مختلف المجالات، فقد اقتحمت كاميرات التصوير وفرضت نفسها عنصرا لا يمكن الاستغناء عنه في أي حقل من حقول الحياة، وكيف أن الهاتف المحمول الذي أصبح في متناول كل فرد في عصرنا الحاضر وما له من أهمية وضرورة قصوى لا غنى للفرد عنه، فهو لا يكاد يخلو من عدسة تصوير بل إن كل المؤسسات الحكومية أو الخاصة لابد وأن لها قسما خاصا بالتصوير.
وكذلك الصحف اليومية والمجلات فلا تجد صفحة بلا صورة ولا خبرا بلا صورة، فالمفهوم الصحافي (إن الصورة تعادل ألف كلمة)، وأن الخبر يعتبر ناقصا وغير مكتمل بلا صورة مصاحبة له.
إن الصورة هي خير ناطق للحقيقة، والصورة هي خير لسان إذا نطق، وإن الصورة لا تكذب كما يكذب القلم، وهي خير مقنع عندما تنتابك الحيرة، فالتاريخ بقى محفوظا وموثقا بفضل الصورة، والبطولات والأمجاد حفظتها الصورة، والظلم والظلام أيضا حفظته الصورة كوصمة عار للظالم، فالصورة والعظماء حفظتهم الصورة لتوصل للبشرية مداد عطائهم ومدى عظمتهم. المحتلون قاومتهم الصورة التي نقلت إلى العالم بأسره مدى المظلومية التي عانتها شعوب العالم منهم. فالصورة تنقلك إلى قلب الحدث وتجعلك وكأنك موجود في وسطه وإن كانت صورة مؤلمة فسيكون شعورك مؤلما وإن كانت بالعكس أيضا ستكون سعيدا، لأن صدق الصورة وبلا شك تحرك مشاعر ناظرها، فالصورة حينما تحكي تحرك معها العالم بأسره.
* ماهي اللقطات أو الحركات التي يجيدها المصور في نظرك؟
- التصوير له اتجاهاته العديدة ولكنني من بين كل تلك الاتجاهات وجدت نفسي ميالا وبشدة إلى الصور "الحركية"، فوجدتها خير متنفس لي، لأنني ألتقط صورا أكثر حركية وأكثر إثارة، فإذا أذهب إلى الملاعب أو الصالات الرياضي فإنني أتلذذ بالتقاط أروع الصور الحركية التي لا تكاد تخلو لحظة من المتعة والإثارة.
فعلى الرغم من قيامي بالتصوير للفعاليات المختلفة والمتنوعة فإنني أكون في عالم آخر حين أقوم بتصوير الأحداث الرياضية، فطوال مدة المباراة التي تقارب الساعتين في كرة القدم والساعة الواحدة في كرة اليد إلا أن زر الالتقاط في الكاميرا لا يتوقف لحظة لكثرة اللقطات التي تثير شهية عدسة الكاميرا.
فالإثارة داخل المستطيل الأخضر بين لاعبي الفريقين وعند مقاعد البدلاء التي يقف بجانبها مدرب الفريق الذي لا يهدأ لحظة حتى يعلن حكم المباراة نهاية اللقاء، بينما يكون جزأ كبير من الإثارة في مدرجات الملعب حين يتفاعل الجمهور مع كل ركلة للكرة داخل الملعب، وأني أجمع ما يقارب الأكثر من (5 آلاف صورة) وتمثل الصور الرياضي نصيب الأسد منها بنسبة 70 في المئة و30 في المئة نسبة الصور المنوعة.
العدد 2407 - الأربعاء 08 أبريل 2009م الموافق 12 ربيع الثاني 1430هـ