واصلت الصحف الغربية رصد التطورات اللبنانية الدامية، ولوحظ المزيد من الاتهامات لسورية في قضية اغتيال الصحافي سمير قصير. واعتبر أحدهم أن دمشق تواصل تحدي واشنطن رغم التهديدات الأميركية، كما لوحظ أن النفوذ السوري مازال فاعلا في لبنان. فيما اعتبر أحدهم أن هذا النفوذ يتمثل بشكل رئيسي بـ "حزب الله" الذي مازال يعد لاعبا رئيسيا على الساحة اللبنانية من خلال وجوده في البرلمان أو عبر ما يصفونه بميليشياته المسلحة.
"الإندبندنت": قصير وغدر المجرمين
وكتب روبرت فيسك في "الإندبندنت" مقالة تحت عنوان "القوات السورية رحلت من لبنان فمن قتل سمير قصير الذي لا يعرف الخوف؟" تحدث فيها عن عملية الاغتيال. واستهل فيسك مقالته بالقول إن يد الإجرام امتدت إلى لبنان مجددا وضربت أحد أبرز صحافييه وأكثر منتقدي النظام السوري شجاعة. وأضاف أن قصير كان ألمع صحافي في جريدة "النهار" وعضو بارز في المعارضة وكان مثل الكثيرين بدأ يتفاءل بأنه بعد خروج القوات والمخابرات السورية لم يعد هناك من داع للخوف.
وتابع أن الاغتيال كان صدمة لم يتوقعها أحد إلا قتلة قصير. وأشار إلى انه مع وجود لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري في بيروت ظن البعض ومن بينهم الكاتب نفسه أن المجرمين مختبئون في جحورهم لا يجرأون على الخروج. غير انه لاحظ في الواقع أن هؤلاء أحرار اليوم ويمارسون مهمة القتل من دون أن يردعهم أحد.
تساءل فيسك من قتل قصير؟، فكتب أن رئيس جهاز الأمن العام جميل السيد الموالي لسورية عرض قبل استقالته بشكل هستيري أن يعتقل نفسه لو كان متورطا في اغتيال الحريري. وذكر فيسك، أن تقريرا نشرته صحيفتا ``النهار`` و"المستقبل" يشير إلى أن ثلاثة من أبرز رجال المخابرات السورية عادوا إلى لبنان للتدخل في الانتخابات.
"نيويورك تايمز": إصلاحات أم إجراءات تجميلية
وكتب ياسين الحاج صالح "كاتب سوري وسجين سابق في السجون السورية بين عامي 1980 و1996" في "نيويورك تايمز" مقالة تحت عنوان "لا تستعجلوا الثورة" على هامش المؤتمر العاشر لحزب البعث السوري.
فرأى في المستهل أن نتائج هذا المؤتمر ستحدد ما إذا كانت القيادة السورية قادرة على إصلاح نفسها خصوصا على خلفية سقوط النظام البعثي الآخر في الشرق الأوسط أي نظام البعث في العراق على يد القوات الأميركية. وإذ رأى صالح أن الانسحاب السوري من لبنان شكل ضربة موجعة للنظام البعثي الذي فقد رصيدا استراتيجيا مهما، أكد انه بعد استكمال الانسحاب استعاد نظام الأسد "رباطة جأشه". لافتا إلى انه كلما ازداد هذا النظام قوة كلما تقلصت احتمالات تقديمه أية تنازلات للشعب السوري أو إقدامه على أية إصلاحات.
وتوقف صالح عند مسألة السجناء السياسيين في سورية على خلفية تعهد السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى بإطلاق سراح جميع المعتقلين. فأشار إلى انه استنادا إلى تقارير لمنظمات حقوق الإنسان فإن عدد المعتقلين السياسيين يبلغ ،1500 وبالعودة إلى مؤتمر البعث، لفت صالح إلى أن البعض يتوقع أن يعلن البعثيون السماح للأحزاب السياسية بأن تمارس نشاطاتها بحرية، غير انه أكد انه نظرا إلى هيمنة حزب البعث على النظام فإن أية تغييرات سيطرحها المؤتمر ستكون مجرد إجراءات تجميلية.
وتابع انه على رغم أن الضغط الدولي أضعف وضع سورية دوليا فإنه عزز وضع الرئيس بشار الأسد و"الحرس الجديد" في مواجهتهم الداخلية مع "الحرس القديم" التابع لوالده الراحل حافظ الأسد. وبناء عليه توقع أن يستخدم بشار المؤتمر لإزاحة عدد كبير من مساعدي الأسد الأب. غير أن الكاتب السوري حذر من التدخل الخارجي على غرار ما حصل في العراق، مؤكدا أن الشعب السوري يتوق إلى الحرية إلا انه يعي خطورة التدخل الخارجي.
"ديلي تليغراف": سورية تتحدى أميركا
ونشرت "ديلي تليغراف" افتتاحية تحت عنوان "سورية مازالت تتحدى" رأت في مستهلها أن الانسحاب السوري النهائي من لبنان اعتبر الخطوة الرئيسية على طريق إنهاء تأثير دمشق في الشئون اللبنانية، غير أن سورية مازالت تبسط نفوذها في لبنان على رغم التهديد الأميركي بفرض عقوبات إضافية على نظام الأسد. معتبرة أن النفوذ السوري في هذا البلد يتمثل بشكل رئيسي بحزب الله الذي مازال يعد لاعبا رئيسيا على الساحة اللبنانية إن من خلال وجوده في البرلمان أو عبر ما وصفتها بميليشياته المسلحة
العدد 1004 - الأحد 05 يونيو 2005م الموافق 27 ربيع الثاني 1426هـ