العدد 1015 - الخميس 16 يونيو 2005م الموافق 09 جمادى الأولى 1426هـ

مؤتمر قمة "إبليس" وتلاميذه "المناحيس"

وأخيرا وصل "المناحيس" إلى تلك المنطقة وكان في استقبالهم زعيم الدولة الصهيونية والنائب الأول لإبليس! ثم أخذهم إلى ذلك العرش فظهر لهم إبليس فجأة ورآهم قد تحلقوا حول عرشه المنصوب على الماء، فقال لهم موصيا إياهم أجمعين: كما تعلمون يا إخواني الشياطين وتلاميذي "المناحيس"، أن الدنيا قد أوشكت على الرحيل وأن الآخرة قد أقبلت بلا تأخير وإني أوصيكم اليوم بست وصايا قبل أن القاكم - غدا - في قعر الجحيم، فلا أنا بمصرخكم ولا أنتم بمصرخي فأعيروني أذانكم وأسماعكم لما سأقول، ولا تذهلنكم عن وصيتي الأمور، فإن هذا اليوم له ما بعده والأمر جد ولا هزل فيه.

ألا تحبون يا أيها "الشياطين المناحيس" أن تجدوا كل بني آدم معكم في النار مشتركين، وفي الجحيم المستعر متقلبين، وأنتم فيها تصطرخون وتتلاعنون!

قال المنافقون... "عفوا"... أقصد "الشياطين المناحيس":

أمتعنا بوصاياك أيها السيد العظيم والشيطان الرجيم، فنحن لوصيتك متشوقون ولأمرك مطيعون وعلى سيرتك متبعون... فقل سلم لسانك وعظم شأنك.

قال إبليس اللعين: إني أوصيكم أولا: بأن تكثفوا حملات التضليل على الاسلام والمؤمنين وأن تكثروا فيهم التنكيل، حتى لا يبقى فيهم "مؤمن" صغيرا كان أو كبيرا في هذا الجيل وفي كل جيل.

ثم إليكم الوصية الثانية وهي أن تقوموا بتزيين حب الدنيا في عيون الناس والارتكاس في حمئها المسنون وكراهية الموت حتى يصبحوا غثاء كغثاء السيل لا نفع فيهم ولا خير، وعندها تنجح خططنا وتكتمل مؤامرتنا.

وعليكم الاستعانة ببني صهيون فإنهم أفضل صديق وخير رفيق، فهم بالمكر معروفون وبالخبث مشهورون ونحن وإياهم في الأهداف مشتركون حتى تدوم لنا جولة وتقوم لنا ولهم دولة.

ثم أوصيكم ثالثا: بشن هجومكم الكاسح على علماء الدين الربانيين وعليكم بحبسهم في تلك السجون "سجون الظلم" فنحن كما تعلمون من شيمتنا الظلم والمذلة لكل من لا يسير على ما نريد، فعليكم بهم فهم أخطر علينا من ألف عابد، فإن مات منهم عالم فقد حدث في الإسلام "ثلمة"، واشتدت في حينها الأزمة فيقوم عندئد بينهم الجاهل ولا يبقى بينهم عاقل فيفتي لهم بغير علم، فيضل ويضل وينحرف وينحرفون ويضيع ويضيعون ويهلكون جميعا.

ثم أوصيكم رابعا: بإشغالهم بتوافه الأمور، أفسدوا أخلاقهم وعروا بناتهم ونساءهم وافتنوهم واجعلوا حب الدنيا دينهم ومبتغى أهدافهم وطموحاتهم، وأشغلوهم بأمور الدنيا عن أمر الآخرة وما أعده الله للمومنين من نعيم في دار الخلود.

ثم انكم أيها "الشياطين المناحيس" لا تتركوهم يغيبون عن أعينكم بل ادخلوا عليهم في مسام أجسادهم واجروا في عروقهم كجريان الدم في الشرايين.

ثم أوصيكم بالخامسة: فعليكم بالجامعات الاسلامية الداعية إلى تطبيق القرآن... كروا عليهم بالليل والنهار. وقولوا عنهم "متطرفين، ومتشددين، ومعقدين"، حتى يتفرق عنهم الناس ويعتقدوا أنهم أنجاس، أو أنهم مصابون بالهلوسة والجنون. زينوا لهم حب العباد، وأبعدوهم عن رب العباد فلا يقتدون بالنبي "محمد" وإنما "بمسيلمة" الكذاب، وهو موجود بينهم في كل زمان ومكان، وهكذا اجعلوهم مولعين بحب الطواغيت من كل جنس ولون فلا يبقى لمحمد شأن ولا لشريعته أمر.

وأما الوصية السادسة: يا أيها "المناحيس" فإنها تتعلق بأمر مهم جدا... إياكم وأن تدعوا الفرصة لأن يظهر بينهم رجل مثل "صلاح الدين" أو "نور الدين" فإن أخوف ما أخافه أن ترفع بينهم راية الجهاد وحب الاستشهاد فقد آذانا رجال منهم مثل "أحمد ياسين" و"عبدالعزيز الرنتيسي" وغيرهما من المجاهدين، ولم يغف لنا جفن إلا عندما رأينا أشلاء كل واحد منهم متناثرة هنا وهناك.

هذه وصاياي لكم يا مناحيس الجحيم، احفظوها في قلوبكم وإياكم والتسويف وأحاديث التخريف، جدوا في أعمالكم يا مناحيس الزمان ورفقاء الخسة والإجرام، وسألقاكم يوم الدين في حفر الجحيم ونيران السعير التي أعدها الله لأمثالكم من "المناحيس" من الإنس والجن... واللعنة الأبدية عليكم أجمعين إلى يوم الدين.

هنا صمت اللعين "إبليس" وتفرق عنه "الشياطين المناحيس" راجعين إلى ديارهم بعدما قدم نصائحه المرذولة ووصاياه المنحوسة ليطبقوها بالحرف الواحد. فكل عام والشياطين في ألف نحس ونحس.

خليل العطاوي

العدد 1015 - الخميس 16 يونيو 2005م الموافق 09 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً