تعتبر السكتة الدماغية في الترتيب الثالث من حيث أسباب الوفاة بعد أمراض القلب والسرطان، وتعرف بأنها قصور مؤقت أو مستديم في خلايا جزء من أجزاء المخ. .. وكما هو معروف فإن المخ يتكون من نصفين وكل نصف يتكون من أربعة فصوص "الفص الجبهي، الصدغي، العلوي والخلفي" ويتم تغذية المخ بالدم عن طريق الشريان السباتي... وينقسم في المخ إلى الشريان الأمامي والأوسط كما أنه يتم تغذية المخ عن طريق الشريان الخلفي المقبل من الشريان الفقري.

ويلاحظ من ذلك تعدد فصوص المخ وكذلك الأوعية التي تمده بالدم ما ينتج عنه اختلاف الأعراض للسكتة الدماغية بحسب مكان السكتة وبحسب الشريان المسبب لها.

ومن العوامل التي تساعد على حدوث السكتة الدماغية عدم انتظام سكر وضغط الدم، ارتفاع نسبة الدهون والكوليسترول بالدم، أمراض القلب وهذا على سبيل المثال لا الحصر.

وأعراض السكتة الدماغية كما سبق وأشرنا تختلف من الصداع وحتى فقدان الوعي التام وهو ما يسمى بالغيبوبة العميقة. وهي تحدث غالبا وليس دائما فجأة ومن دون أية مقدمات.

طرق الوقاية

دائما ما تنبع طرق الوقاية من معالجة العوامل المسببة لها مثلا: المحافظة على عدم ارتفاع ضغط الدم والمداومة على مشاورة الطبيب الخاص وكذلك سكر الدم مع المداومة على ممارسة الرياضة اليومية والامتناع عن تناول الوجبات السريعة الجاهزة لما تحتويه من نسبة عالية جدا من الكوليسترول والدهون. كما ينصح دائما بتناول السوائل بكثرة وخصوصا في فصول الصيف والتي يكثر فيها العرق بشدة فالشخص السليم ينصح بتناول من 3 لترات إلى 4 لترات يوميا صيفا ومن 2 إلى 3 لترات شتاء والامتناع التام عن التدخين.

طرق العلاج الحديثة

وهي استخدام مادة الأكتيلاز "t-PA" المذيبة للجلطة ولإعطائها للمريض يجب ان يخضع لضوابط وشروط طبية يجب توافرها في حال المريض وهي: "حضور المريض في غضون الثلاث ساعات الأولى من حدوث المرض - أن تكون الأشعة المقطعية خالية من وجود نزيف أو حتى الجلطة نفسها - أن تكون الأعراض واضحة وشديدة".

أما الحالات التي لا يجب اعطاؤها فيها "نزيف واضح في الأشعة المقطعية بالمخ أو تحت العنكبوتية، الأعراض بسيطة أو متحسنة، الأعراض في بداية حدوثها كانت مصحوبة بنوبات صرعية تشنجية، تعرض المريض لحادث أو سكتة قديمة في خلال 3 شهور الماضية، علم أهل المريض بتاريخه المرضي بوجود ورم في المخ أو عيب خلقي في شرايين وأوردة المخ، عدم تعرض المريض لإجراء عملية جراحية كبيرة في 14 يوما الماضية أو صغيرة خلال 10 أيام الماضية مثلا كعينة من الكبد او الكلى او حتى عملية بذل النخاع الشوكي، الحمل أو الفترة الأولى من فترة ما بعد الولادة مباشرة، علم أهل المريض بأنه يعاني من أحد امراض الدم، الضغط الانقباضي أعلى من 185 والانبساطي أعلى من ،110 سكر الدم أقل من 50 أو أعلى من 400".

الطريقة القديمة والمتمثلة في استخدام مادة الهيبارين سواء عن طريق الوريد المباشر أو عن طريق الحقن تحت جلد البطن فإنها تستخدم في الحالات التي يتعذر إعطاؤها مادة الأكتيلاز.

وهنا عزيزي القارئ يجب علينا بدقة عدم الاهمال في أي عرض من الأعراض "سواء كان صداعا او تنميلا في نصف الجسم أو كله أو الرغبة المستمرة في القيئ عند الاستيقاظ أو صعوبة في الكلام أو ضعف طرف من الأطراف" ويجب المسارعة في مشورة الطبيب المختص لأنه دائما وأبدا معظم النار من مستصغر الشرر.

* اختصاصي أمراض المخ والأعصاب بمستشفى البحرين الدولي