لقد أثبتت الانتخابات الإيرانية السابقة أن كفة الشباب هي الغالبة، وأن صوتها هو المنتصر، حينما فاجأت جميع الأوساط بفوز أحمدي نجاد - القيادي الشاب - برئاسة الجمهورية. لم يتوان أحمدي نجاد لحظة في الاتكال على الشباب في خوض تجربة كهذه، في بلد يكتظ بالتنظيمات الشبابية على الصعيدين الأهلي والرسمي.
الشباب ثقل المجتمع، ولهم الكلمة الأولى، لأنهم قلب المجتمع النابض، وصوته الثابت، وكيانه الراسخ. وعليه، يجب أن تسعى المؤسسات الرسمية إلى تكثيف البرامج الشبابية المفيدة طيلة السنة، كما هو الحال عند المؤسسة العامة للشباب والرياضة فيما يخص الجانب الرياضي وخصوصا في الآونة الأخيرة التي أثمرت خير ثمر رياضي.
أما على الجانب الثقافي والسياسي والاجتماعي فمازال الشارع البحريني يخلو من تنظيمات رسمية مؤهلة، تشغل الشباب وينشغلون بها. ولذلك تتولد بين الفينة والأخرى تنظيمات عشوائية مسيئة، لافتقارها أبسط عوامل التنظيم. حتى الأهلية منها فهي نادرا ما يكون لها تنظيم شبابي منتج، لأنها تفتقر القاعدة المشجعة والغطاء المحفز.
لا تكمن القاعدة في برلمان ينحصر لمن أعمارهم دون الثامنة عشرة سنة، فهذه الفئة هم جزء من الشباب، أما الجزء الأكبر والأهم فهم من يجب أن ينحصروا في برامج كهذه، هذا ما جعل من التنظيمات الأهلية الشبابية تنتفض لترفض مشروع برلمان الشباب، الذي لو تعاد صيغته برغبات وتطلعات شبابية يكون البرنامج الأول والأهم في المملكة للفئة الأهم.
قد تضطر التنظيمات الشبابية في حال العمل ببرلمان الشباب الحالي إلى تجميد بعض أنشطتها وإلغاء بعض برامجها، لتتفرغ بالمطالبة بتنظيم شبابي يخص فئة سنية يقترحونها، كمجلس للشباب يقوم على غرار برلمان الشباب باختلاف السن أو بعض البنود. وهذه طامة كبرى، حين تتعطل البرامج الشبابية في ظل المطالبة باستقرارها وتنفيذها بأحسن تنفيذ.
* شاب بحريني
العدد 1039 - الأحد 10 يوليو 2005م الموافق 03 جمادى الآخرة 1426هـ