حث رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته، نوري المالكي «القائمة العراقية» برئاسة إياد علاوي إلى استئناف الحوار مع التحالف الوطني وعدم مقاطعة الحكومة المقبلة لأن المقاطعة «لا تخدم أحداً».
وقال المالكي في مقابلة مع تلفزيون «العراقية» الحكومي بث الليلة قبل الماضية :»لم يصدر قرار من قبلنا بإيقاف المباحثات مع القائمة العراقية لكن قراراً صدر من القائمة العراقية بإيقاف المفاوضات» ، وأوضح: «التحالف الوطني، من خلال جهده لبناء مؤسسته بشكل متين، قرر بأن الحوارات يجب أن تجرى باسم التحالف ولذلك صار الاتجاه نحو حسم خيار التحالف الوطني في تحديد مرشحه، ثم تشكيل وفد من التحالف الوطني للحوار مع القائمة العراقية والتحالف الكردستاني».
وأضاف: «أقول إن المقاطعة لا تخدم أحداً ... وقد جربنا المقاطعات السابقة وكيف عادت بالمعاناة والتفتت والتشتت». وأشار إلى أن «الاختلاف الفني والتكتيكي بين التحالف الوطني والمجلس الأعلى الإسلامي وحزب الفضيلة لن يطول ... وأنا مطمئن أننا سنكون في مسيرة واحدة ... وأنا متفهم بعض الملاحظات التي يبديها المجلس الأعلى ... ونحن متفقون على الاستمرار بعلاقات استراتيجية وطيدة».
وشدد المالكي على أن «المبدأ لا يمنع أن يكون هناك تحالفات أخرى مع أي من الكتل البرلمانية، لكن أعتقد أن السياق العام لا يشجع على إقامة مثل هكذا تحالفات لأننا بالنتيجة إذا صرنا أمام هكذا تحالفات سنستهلك وقتاً طويلاً آخر، وهو ما يتناقض مع نبض الشارع العراقي والمصلحة الوطنية وضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة».
من جانبه، أكد نائب الرئيس العراقي وزعيم قائمة «تجديد» المنضوية تحت لواء القائمة العراقية، طارق الهاشمي أن الإرادة الشعبية محبطة وأصابتها خيبة الأمل، وهي واحدة من ثلاث إرادات تتجاذب في المشهد السياسي، وأن أحد خيارات الاضطرار التي يشهدها العراق خيار إعادة الانتخابات فيما لو غاب أفق الحل عن طريق المباحثات السياسية.
وبدوره أعلن المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم أمس أنه لن يدعم الحكومة التي يعتزم رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي تشكيلها خلال المرحلة المقبلة، مبيناً أنه غير راض عن الطريقة التي رشح بها المالكي عن التحالف الوطني.
وقال عضو المجلس، محمد ياسر لوكالة كردستان العراق للأنباء(آكانيوز) إن «المجلس الأعلى الإسلامي لن يعط صوته للحكومة التي يعتزم المالكي تشكيلها كونه لا يريد أن يتحمل الأخطاء التي قد تتكرر مجدداً، كما أنه لن يقف بالضد منها».
وأوضح أن»المجلس الأعلى لم يتخذ قراراً حتى الآن بشأن مطالبة قائمة العراقية بزعامة إياد علاوي بإعلان انسحابه من التحالف الوطني والعمل مع العراقية لتأسيس تكتل جديد بهدف تشكيل الحكومة». وأضاف ياسر أن»المجلس الأعلى الإسلامي غير راضٍ على الطريقة التي اختير بها المالكي كمرشح للتحالف الوطني لمنصب رئاسة الوزراء، إذ كان يجدر أن يحصل المرشح على قبول الكتل السياسية ليكون له القدرة على تشكيل الحكومة، والمالكي لا يملك قبول لدى الكتل كالعراقية مثلاً».
ويأتي رفض المجلس الحضور إلى اجتماعات التحالف الوطني التي عقدت أيام الثلثاء والأربعاء والخميس والجمعة، الماضية نتيجة احتجاجه على ترشيح المالكي وحيداً عن دولة القانون لمنصب رئاسة الوزراء، وسط تغير موقف التيار الصدري الداعم لمرشح ائتلاف الحكيم سابقاً إلى داعم لمرشح دولة القانون نوري المالكي.
إلى ذلك، أعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل شرطي واحد من عناصر الصحوة وإصابة أربعة أشخاص بهجمات متفرقة في البلاد أمس. ففي مدينة الفلوجة (50 كلم غرب)، أعلن مصدر في الشرطة «مقتل شرطي وإصابة آخر بجروح في هجوم استهدف نقطة تفتيش في حي الأندلس (وسط)».
وفي شأن آخر، شرعت قوات عراقية وأميركية مشتركة باتخاذ تدابير أمنية لتلافي حدوث عملية تهجير للسكان المدنيين في مدينة كركوك ( 250 كم شمالي بغداد). وذكر ضباط كبار في الشرطة العراقية والقوات الأميركية، أمس (الأحد) في مدينة كركوك على خلفية تداعيات ملف التهجير الذي بدأ يظهر على مسرح الأحداث في المدينة مع قرب بدء التعداد العام للسكان المقرر له في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، «إننا نعمل على حماية جميع أبناء كركوك دون أي تمييز».
العدد 2950 - الأحد 03 أكتوبر 2010م الموافق 24 شوال 1431هـ