العدد 1250 - الإثنين 06 فبراير 2006م الموافق 07 محرم 1427هـ

مكتبات تبيع كتباً ممنوعة من خلف الستار

الكتب الطائفية... من يروج لها ومن يربح من ورائها؟(2-2)

الوسط - سعيد محمد ومحمد آل حيدر 

06 فبراير 2006

في البحرين، يبدو النشاط في مجال الإصدارات على اختلافها مبشرا! فعدد الكتب التي تستورد من الخارج لبعض المكتبات البحرينية يصل إلى 40 ألف كتاب، فيما تتراوح أعداد العناوين الجديدة ما بين 400 و1000 عنوان جديد مستورد، إذ تتواصل دور النشر والمكتبات البحرينية في حركة اتصال دائم مع دور النشر الخارجية، مستوردة كتباً من مختلف العالم وتورد لها الجديد من العناوين، وتمثل عناوين الكتب الدينية 90 في المئة من الكتب المستوردة، فيما تتوزع مختلف العناوين على المجالات العلمية والثقافية والتربوية والعلوم التخصصية والثقافات العامة.

شبين كل ذلك النشاط، يبقى الترقب والترصد قائماً... تلك الكتب (المفترض أن تكون ممنوعة)... هل تباع؟ وكيف؟ ومن هم زبائنها؟

وليست الإجابة سهلة، فحين تحدثنا مع بعض المفتشين التابعين لوزارة الشئون الإسلامية وكذلك إدارة المطبوعات والنشر بوزارة الإعلام، تبين أن هناك حملات يتم تنظيمها بين الحين والآخر، لا سيما حين تصل شكاوى تتعلق ببيع كتب (محظورة من شأنها التسبب في إثارة المشكلات في المجتمع)، لا سيما الدينية منها والتي تشعل نار الطائفية والهجوم العنيف (المجزئ) للمجتمع... في هذه الحلقة سنكمل التحقيق الذي بدأناه بالأمس:

من كتب التبشير

إلى كتب التعليم

بدأنا من حيث بدأت المكتبات البحرينية في المنامة، وفي جولة تفقدية دخلنا مكتبة العائلة التي كانت تحمل اسم مكتبة الارسالية الاميركية في وقت بدء المستشفى الاميركي وجاءت المكتبة بهدف نشر كتب التبشير للدين المسيحي، الأمر الذي جعل الكثيرين من المجتمع البحريني لا يتعامل معها ويقاطعها لفترة من الزمن إلا أن الفترة الأخيرة نقلت المكتبة من طبيعة نشر كتب التبشير للدين المسيحي إلى الكتب التعليمية والعلمية وبعض كتب الثقافة العامة والدينية وكتيبات الأطفال ذلك بسبب انتقال إدارة المكتبة لإدارة شركة تعليمية على مستوى الشرق الأوسط.

تعاقب الإدارات

غير توجه المكتبة

توقفنا مع مندوب المبيعات في مكتبة العائلة علي محمد الذي أشار إلينا أنه يعمل منذ عشرين عاماً في المكتبة وتدرج مع إدارتها المختلفة، إذ يقول: «ان طبيعة الكتب التي تباع في المكتبة معظمها كتب تربوية وعلمية وثقافية والروايات الإنجليزية لها الكثير من الزبائن».

وإن الفترة الأخيرة نقلت توجه إدارة المكتبة إلى استيراد الكتب العلمية والإنجليزية بالأخص، والتي تقوم ببيعها بطريقة الطلبات التي تصلنا من المدارس والمعاهد والجامعات الخاصة بالمملكة، فلذلك قد لا تجد لدينا الكتب الدينية.

وعن علاقة إدارة النشر والمطبوعات ومراقبة الكتب المستوردة للمكتبات في المملكة أشاد محمد على طبيعة تعامل إدارة النشر والمطبوعات في الوقت الحالي مع المكتبات والسماح باستيراد الكثير من الكتب العلمية والثقافية والمعرفية والدينية بشتى مجالاتها، ذلك لأن وزارة الإعلام لها الثقة التامة بمكتبة العائلة والكثير من المكتبات البحرينية.

مع جدحفص

والكتب المذهبية

في منطقة جدحفص التي تحمل الكثير من العلماء والمؤلفين والمكتبات القديمة، استضافتنا مكتبة دار الهدى والتقينا بالمدير التنفيذي إبراهيم أحمد مشيراً إلى أن عمر المكتبة عشرون عاماً وطبيعة الكتب التي تروج لدينا هي كتب طلبة العلم في الحوزات والكتب الدينية التي نستوردها وبالأخص الكتب المتعلقة بالأدعية والأحراز وكتب العقيدة والكتب التي تتناول موضوعات الخلاف بين المذاهب وكتب المتحولين من مذهب إلى مذهب.

وتروج الكتب الدينية والمذهبية لدى زبائننا من دول الخليج وأحياناً على زبائن المنطقة الشرقية لشراء الكتب الأدعية والزيارات ويحدد في السنتين الأخيرتين إقبالاً كبيراً على كتب عالم الآخرة وعذاب القبر.

وأشار إلى أحد العناوين التي كانت تتصدر الكتب المعروضة، ويحمل عنوان الاستشفاء بالقرآن الكريم ولمؤلف بحريني بلغ عدد الكتب التي بيعت خلال شهرين 100 كتاب.

ويقدر أن الفترة المقبلة وبعد التطورات التي تحدث في العراق وقد تطول سورية والتي توجه الغرب إلى إيران فإن الكتب التي ستروج أكثر هي كتب علامات الظهور والمتعلقة بتفاصيل ما قبل وبعد ظهور الإمام المهدي.

حملات تفتيش

مفاجئة للمكتبات

ويرى في تعامل إدارة النشر والمطبوعات أن هناك تفاوتاً في تعامل الإدارة مع بعض المكتبات فبعضها يسمح له ببيع الكتب الممنوعة وبعضها لا يسمح له، وبين فترة وأخرى تقوم الإدارة بحملات تفتيش على المكتبات وتفاجئنا بقرارات المنع لبعض الكتب التي كان يسمح لنا باستيرادها وبعد أن ندفع قيمتها ونجلبها للمملكة تقوم بسحبها ولا نتلقى أي تعويض جراء سحب كمية الكتب، وأوضح - بمثال - ان كتاب المهدي وعلامات الظهور لأحمد الكاتب متوافر وغير ممنوع ولكن الردود على أحمد الكاتب ممنوعة مستغرباً منعها، فلو أن الإدارة تقوم بتحذير الدار بإرجاع الكميات التي جلبتها من هذه الكتب الممنوعة لكانت المكتبة لا تخاطر بجلب أي كتاب ممنوع لأنه سيكلفها الكثير من الأموال. ومررنا بمنطقة السهلة التي فيها مكتبة فخراوي ولقينا المحاسب العام فيها عبد الرحمن أبل الذي قال إن الإقبال يتفاوت بين فترة وأخرى، وللتقنية دورها في قلة الإقبال على الكتب، ولكنه بين إن هناك إقبالاً نسبياً على كتب الأدعية والأحراز وعموم الكتب الدينية لها زبائن في كل المواسم.

وفيما إذا حدث أن سحبت كتب منهم قال عبدالرحمن إن إدارة النشر والمطبوعات بين فترة وأخرى تقوم بجولة على المكتبات مفاجئة لتخبر أصحاب المكتبات بالكتب الممنوعة ليتم حجزها لديهم.

ولكنه قال إننا عادة ما لا نقع في مثل هذه الممنوعات إذ نقوم بجلب نسخة للإدارة للاطلاع عليها قبل أن نجلب كميات من الكتاب الجديد لكي لا يسحب فنخسر من الجانبين.

وفيما إن كانت تتوافر الكتب الخلافية بين المذاهب أو الكتب التي تثير النعرات المذهبية يقول عبدالرحمن إنها ولله الحمد لا تتوافر ولكن هناك كتب في العقيدة الإسلامية ودروسها وهي التي تروج.

الأقراص المدمجة والكتب العقائدية

واختتمنا جولتنا في الحورة ودخلنا مكتبة فاروق الإسلامية وفيها تكلمنا مع المسئول زياد عبدالله الذي يقول إن غالبية الكتب التي نبيعها كتب في الثقافة الإسلامية في العقيدة والثقافة والعلوم القرآنية، ويقول إن المكتبات تمثل واحداً من عوامل السياحة في البحرين إذ الإقبال يتزايد من أهالي السعودية ودول الخليج في أيام الاجازات.

ويقول هناك إقبال على شراء الأقراص المدمجة التي نوفرها مع الكتاب وانه لم يؤثر القرص المدمج على الكتاب المقروء ومكتبة الفاروق معروفة بزبائنها الذين يترددون على شراء الكتب الدينية والمكتبة توفر الجديد دائماً من الكتب الإسلامية. فيما يشير إلى أن هناك تعاوناً مستمراً بينهم وبين إدارة مطبوعات النشر وانها متعاونة إلى أبعد الحدود مع المكتبات البحرينية كي تتيح إلى القراء مزيداً من العناوين الجديدة في سوق المكتبات. وينوه إلى أن العناوين التي نستوردها تتمثل في الكتب الثقافية الإسلامية وغالبيتها يمثل الوسطية والاعتدال لأنها كتب دينية تعليمية.

العدد 1250 - الإثنين 06 فبراير 2006م الموافق 07 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً