العدد 1292 - الإثنين 20 مارس 2006م الموافق 19 صفر 1427هـ

المستوطنون: انتخابات «اسرائيل» معركة بقاء

بالنسبة إلى كثير من المستوطنين اليهود في الضفة الغربية المحتلة تمثل انتخابات 28 مارس/ آذار الجاري معركة حاسمة. وفيما أصبحت القضية المحورية للحملة الانتخابية فإنهم يحاربون خطة وضعها رئيس الوزراء المؤقت ايهود اولمرت الذي من المتوقع فوزه في الانتخابات لإزالة المستوطنات المعزولة في إطار خطوات لفرض الحدود النهائية لـ «اسرائيل» بحلول 2010، ويشن الآلاف حملة محمومة حتى تحتفظ الأحزاب المؤيدة للاستيطان بالأراضي التي تعتبرها أرض الميعاد التي ورد ذكرها في التوراة. ويقول بعض المحللين إنه إذا ما مضت عملية الانسحاب قدما فإن أعمال عنف قد تندلع بصورة تجعل من الاحتجاجات التي ثارت بسبب إخلاء قطاع غزة العام الماضي لا وزن لها. كانت تلك خطوة الانسحاب الإسرائيلية الأولى من الأرض التي يريد أن يقيم الفلسطينيون دولتهم عليها. وقالت المتحدثة باسم مجلس المستوطنات في الضفة وقطاع غزة (ييشع)، ايميلي امروسي انها أكثر الانتخابات حسما التي تجريها إ«سرائيل» بالنسبة إلينا... أشعر وكأنني أخضع لمحاكمة وأقف في قفص الاتهام منتظرة الحكم». وانضم عدد محدود من المستوطنين إلى حزب كديما الذي يتزعمه اولمرت المنتمي إلى الوسط لمحاولة الحد من عدد المستوطنين الذين يتم اقتلاعهم من الأرض التي احتلتها «إسرائيل» العام 1967، ويخوض أوتنيل شنيلر وهو زعيم مستوطنين سابق من معاليه ميشماش وهي مستوطنة صغيرة قرب مدينة رام الله معركة كديما في الانتخابات. وشعر جيرانه بغضب شديد حتى أن الكثيرين يريدون طرده من المستوطنة المكونة من منازل ذات أسقف حمراء.

ويعتبر الفلسطينيون المستوطنات رمزا بغيضا للاحتلال وانتقدوا خطة الانسحاب من جانب واحد قائلين انها لن تحقق السلام وان الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الكبرى سيحول دون قيام دولة فلسطينية. ويعيش نحو 240 ألف مستوطن بين 2,4 مليون فلسطيني في الضفة. وتعتبر محكمة العدل الدولية كل المستوطنات غير مشروعة وهو موقف تعارضه «اسرائيل»، عارض شنيلر الانسحاب من قطاع غزة ولكنه يشعر أن المزيد من الانسحاب في الضفة خطوة قادمة لا محالة بعد عشرات السنين من الصراع مع الفلسطينيين ما أدى إلى تقلص التأييد الشعبي للمستوطنين. وقال إن ما يراهن عليه المستوطنون حالياً هو الحد من الأضرار. وأوضح شنيلر «لقد فقدنا الناس. جزء كبير من الناس لا يريدون ان يشعروا أنهم ينتمون إلى ما تمثله حركة الاستيطان». وأضاف «يجب أن نكون شركاء في حل الصراع... للتحول من الذين يسببون الصراع إلى من يسعون إلى الحل». ومضى شنيلر يقول إنه ليس من الواضح ما إذا كانت معاليه ميشماش التي يسكنها ألف شخص ستظل جزءا من الكتل الاستيطانية الكبرى أم ستجري إزالتها. وهو يأمل أن يتمكن من إنقاذها من خلال نفوذه.

رويترز

العدد 1292 - الإثنين 20 مارس 2006م الموافق 19 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً