العدد 1292 - الإثنين 20 مارس 2006م الموافق 19 صفر 1427هـ

العالم يحيي اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري

«مكافحة العنصرية في الحياة اليومية»

منذ ستة وأربعين عاما مضت، وبالتحديد في 21 مارس/آذار 1960، أطلقت الشرطة النار على متظاهرين كانوا ينددون بـ «قوانين تراخيص المرور» المعمول بها بناء على سياسة الفصل العنصري «فقتلت 69 شخصا في بلدة شاربفيل، بجنوب إفريقيا». وبناء على تلك الحادثة أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم - 21 - يوما دوليا للقضاء على التمييز العنصري «القرار 2142 (د-21)». ولم تدع الجمعية المجتمع الدولي لإحياء ذكرى تلك المأساة فحسب، ولكنها دعت أيضا إلى العمل المشترك لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري أينما وجدا.

وذكر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، في تقرير صدر اخيراً عن الجهود العالمية للقضاء على العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب أن «اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري، لا يزال يشكل مناسبة للتجمع في جميع أنحاء العالم». أما موضوع هذا العام لإحياء ذكرى ذلك اليوم الدولي، فهو «مكافحة العنصرية في الحياة اليومية».

الإجراءات المتخذة في الماضي لمكافحة العنصرية

ناضلت الأمم المتحدة منذ إنشائها لاتخاذ تدابير من أجل مكافحة التمييز العنصري والعنف العرقي. وتقضي المادة (1) من ميثاق الأمم المتحدة بأن تعزيز «احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعاً والتشجيع على ذلك إطلاقاً بلا تمييز بسبب العنصر أو الجنس أو اللغة أو الدين» مقصد من مقاصد الأمم المتحدة. كما يرد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1948، أن «لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات المذكورة في هذا الإعلان، دونما تمييز من أي نوع، ولا سيما التمييز بسبب العنصر، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدين، أو الرأي السياسي أو غير السياسي، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي، أو الثروة، أو المولد، أو أي وضع آخر» (المادة 2). ويتجلى التزام المجتمع الدولي بالكرامة الإنسانية والمساواة بين البشر في اتخاذه عدداً من القرارات واعتماده عدداً من الاتفاقات والإعلانات التي لا ترفض العنصرية وكراهية الأجانب والتمييز فحسب، بل تضع أيضا برامج شاملة لاتخاذ إجراءات بشأنها. وفي العام 2001، اعتمد المؤتمر العالمي لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب إعلان وبرنامج عمل ديربان كخريطة طريق لاتخاذ مزيد من الإجراءات سعيا إلى تنفيذ مبادئ عدم التمييز والمساواة.

وقد سبق انعقاد مؤتمر ديربان العالمي 50 عاما من أنشطة الأمم المتحدة في إطار جهودها للقضاء التام على العنصرية والتمييز العنصري. وشملت تلك الجهود إصدار إعلان الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري في العام 1963؛ واعتماد الاتفاق الدولي للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري في العام 1965؛ وإعلان العام 1971 سنة دولية لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري؛ وتحديد ثلاثة عقود لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري (1973-1982، و 1983-1992، و 1993-2002)؛ وتعيين مقرر خاص معني بالأشكال المعاصرة للعنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب في العام 1993.

الجهود الحالية للقضاء على التمييز العنصري

تعمل الحكومات والمؤسسات الوطنية والمنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان على مكافحة العنصرية والتمييز العنصري وما يتصل بذلك من تعصب باستخدام منهاج إعلان وبرنامج عمل ديربان. ويتزايد التعاون والمساعدة المتبادلة أيضا بين مختلف الأطراف صاحبة المصلحة في هذا المضمار. كما تحظى الأشكال الجديدة للعنصرية باهتمام متزايد. فيما تتصاعد ردود فعل الحكومات ضد الجرائم التي تستخدم الحاسوب، وضد نشر الإيديولوجيات العنصرية عبر شبكة الإنترنت. وفي الوقت ذاته، تستخدم الحكومات والمنظمات الحكومية الدولية والمؤسسات الوطنية المعنية بحقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية الإنترنت لإطلاع الجمهور على أعمالها ولنشر رسائل إيجابية عن المساواة وعدم التمييز. وثمة اتجاه يتطور ببطء نحو الإبلاغ عن الجرائم والحوادث العنصرية ورصدها، ويتم ذلك باستخدام الإحصاءات في كثير من الأحيان. وما برحت الأمم المتحدة تساهم أيضا في مكافحة العنصرية والتمييز العنصري، بما في ذلك ما يتم بواسطة مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان؛ والمقرر الخاص المعني بالأشكال المعاصرة للعنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب؛ ولجنة القضاء على التمييز العنصري؛ ولجنة حقوق الإنسان. كما أنشئت ثلاث هيئات لمتابعة التنفيذ الفعال للمؤتمر العالمي وهي: الفريق الحكومي الدولي العامل المعني بالتنفيذ الفعال لإعلان وبرنامج عمل ديربان، وفريق الخبراء العامل المعني بالمنحدرين من أصل إفريقي، وفريق من الشخصيات البارزة معني بتنفيذ إعلان وبرنامج عمل ديربان. ومن بين كيانات الأمم المتحدة الأخرى التي تبذل جهودا للقضاء على التمييز العنصري: منظمة العمل الدولية، واللجنة الاقتصادية لأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومتطوعو الأمم المتحدة، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، ومنظمة الصحة العالمية، ومفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المشمول برعاية متعددة والمعني بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز، وإدارة الشئون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، وإدارة شئون الإعلام التابعة للأمم المتحدة، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وصندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة.

الترويج لليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري

وفي مقر الأمم المتحدة عقدت إدارة شئون الإعلام التابعة للأمم المتحدة في 16 مارس جلسة للمنظمات غير الحكومية إحياء لليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري في قاعة احتفالات مكتبة داغ همرشولد. ونظرت الجلسة، التي يجرى تنظيمها بتعاون مع لجنة المنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان، فيما بلغته حال التصديق على الاتفاق الدولي للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري والامتثال لتنفيذه؛ وقدمت معلومات مستكملة عن التقدم المحرز في متابعة إعلان وبرنامج عمل ديربان لعام 2001، مع التركيز على التطورات المستجدة اخيراً؛ واستكشاف آفاق قيام الجمعية العامة في دورتها الحادية والستين، المعقودة في خريف العام 2006، باستعراض ديربان 5+؛ كما نظرت في المبادرات الابتكارية للقضاء على العنصرية والكيفية التي يمكن بواسطتها توسيع نطاق أثر تلك المبادرات.

وفي مكتب الأمم المتحدة في جنيف أحيت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان هذا اليوم الدولي من خلال سلسلة من الفعاليات والمواد الإعلامية للفترة من 15 إلى 20 مارس/آذار، ركزت على سلسلة من الحوادث «اليومية»، منها «العنصرية اليومية في مكان العمل»، و«العنصرية اليومية في المدرسة»، وعلى منتدى بعنوان «إسماع صوت ضحايا التمييز العنصري». وفي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في باريس نظمت سلسلة من الأنشطة بمقر اليونسكو في باريس.

ففي 20 مارس، نظم بالشراكة مع منظمة «duvivre Mensemble Paris Le» (رهان/باريس العيش المشترك) حفل لتسليم الجوائز للفائزين في مسابقة للتصوير وعرض خاص لصور المعرض المعنون «العيش المشترك في الوقت الراهن».

كما عقدت سلسلة من اجتماعات المائدة المستديرة المتعلقة بيوم 21 مارس الموضوعات التالية: «كيفية التغلب على العقبات وتزويد الأقليات بوسائل التنمية الاجتماعية والاقتصادية: دور القطاع الخاص»؛ و «وسائل الإعلام ومحاربة التمييز»؛ و«دور المدارس والجامعات في مواجهة التمييز»؛ و«الرق والاستعمارية والإبادة الجماعية: أي برامج مدرسية لأية ذاكرة جماعية؟».


اتفاقات دولية

تم اعتماد الاتفاق الدولي للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري وفتح باب توقيعه والتصديق عليه بقرار الجمعية العامة 2106 (د -20) المؤرخ 21ديسمبر/ كانون الأول 1965. وهو أقدم اتفاقات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وأوسعها نطاقا من حيث التصديقات. وعلى رغم أن 170 دولة وقعت الاتفاق وصدقت عليه، فيما ظل الاتفاق سار منذ العام 1969، فإن التمييز العنصري ما زال يمثل مشكلة واسعة الانتشار في الكثير من البلدان في طول العالم وعرضه. وما من بلد يمكنه الادعاء بأنه خال من العنصرية والتمييز الع

العدد 1292 - الإثنين 20 مارس 2006م الموافق 19 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً