رفض 41 عاملاً مفصولاً من شركة داينكورب إنترناشونال العالمية العودة إلى العمل أمس، وذلك بعد أن وضعت الشركة شروطاً جديدة لإرجاع المفصولين إلى أعمالهم بعد اتخاذها في الرابع عشر من أغسطس/ آب الماضي قراراً بفصل 44 عاملاً أضربوا
عن العمل لمطالبتهم بعدم التمييز بين العمال البحرينيين والأجانب بشأن «علاوة الأكل».
وتبادلت الشركة والاتحاد العام لنقابات عمال البحرين إعطاء المهل ليتراجع كل طرف عن موقفه، إذ أمهلت الشركة العمال ثلاثة أيام للتوقيع على عقود العمل الجديدة والمشروطة، فيما أمهل الأمين العام للاتحاد عبدالغفار عبدالحسين الشركة ثلاثة أيام للتراجع
عن موقفها والقبول بعودة العمال من دون أي قيد أو شرط. وعاشت «الوسط» تطورات يوم أمس أولاً بأول وحضرت الاجتماع
على رغم رفض الشركة بادئ الأمر ذلك، إلا أن تدخل وزارة العمل و«الاتحاد» وإصرار العمال جعل الشركة تتراجع
وتدخل «الوسط» إلى الشركة الأميركية.
الجفير - هاني الفردان
رفض 41 عاملاً مفصولاً من شركة داينكورب إنترناشينال العالمية العودة إلى العمل أمس وذلك بعد أن وضعت الشركة شروطاً جديدة لإرجاع المفصولين إلى أعمالهم بعد اتخاذها في الرابع عشر من أغسطس/ آب الجاري قراراً بفصل 44 عاملاً أضربوا عن العمل لمطالبتهم بعدم التمييز بين العمال البحرينيين والأجانب بشأن «علاوة الأكل».
كما رفض الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين الشروط والعقود الجديدة وتمسك بموقفه بعد ان دعمه العمال في ذلك معطين الشركة مهلة ثلاثة أيام لإعادة النظر في قرارها، وذلك رد فعل على إعطاء الشركة العمال مهلة ثلاثة أيام أيضاً لتوقيع العقود الجديدة أو عدم إرجاعهم للعمل بشكل نهائي للشركة.
«الوسط» عاشت تطورات يوم أمس الذي كان العمال يحدوهم الأمل في العودة إلى أعمالهم إذ حضر جميعهم إلى موقع العمل في الساعة السابعة والنصف مرتدين زي العمل كما دعاهم الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين عبدالغفار عبدالحسين، كما حضرت «الوسط» الاجتماع الذي عقده مدير موقع الشركة تومي المكويست مع العمال بحضور الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين ممثلاً في عبدالحسين والأمين العام المساعد لشئون القطاع الخاص محمد علي مكي ومدير قسم التفتيش مسئول المنظمات العمالي بوزارة العمل احمد الخباز، على رغم رفض الشركة في بادئ الأمر فإن تدخل الوزارة والاتحاد وإصرار العمال على دخول «الوسط» شكل ضغطاً كبيراً على الشركة التي تراجعت عن موقفها وأدخلت «الوسط» الاجتماع.
وفي بداية الاجتماع وزع المكويست خطاب إرجاع العمال على كل عامل والذي جاء نصه كالآتي: «لقد تم إنهاء خدماتك بتاريخ 14 أغسطس الجاري لأنك اتخذت قراراً شخصياً بالمشاركة في إضراب غير قانوني».
وأشار الخطاب إلى أنه «أصبح موضوع إعادتك إلى العمل ممكناً من خلال المفاوضات التي جرت في الاجتماع الذي عقد اليوم (أمس الأحد) بين وزارة العمل وداينكورب إنترناشينال إلى جانب المباحثات المنفصلة التي تمت مع الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، ولقد أسفرت هذه الجهود عن اتفاق بعرض العودة إلى العمل بموجب عقد على الموظفين الذين يعتبرون مؤهلين وذلك بحسب تقييم أدائك في العمل وانضباطك وتاريخك وتوصيات مشرفك بعودتك إلى العمل».
وأوضح خطاب الشركة للعمال أن توظيف العمال المفصولين من جديد توظيف مشروط مرتبط بموافقة العمال على الشروط الواردة في عقد العمل الجديد، مشيراً إلى أن أي عامل يوقع على هذه الشروط سيستأنف العمل مباشرة من تاريخ الأمس الموافق 27 أغسطس الجاري. وقالت الشركة إنها تتطلع إلى قبول العمال بهذه الشروط والعودة إلى الخدمة مع داينكورب من جديد.
وتحدث الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين عبدالغفار عبدالحسين بعد ذلك قائلاً: إن العمال في هذا الوقت أمام ووضع ومجريات مختلفة تحتم اتخاذ قرار وموقف واضح وصريح تجاه شروط الشركة الجديدة بعد مضي أكثر من 15 يوماً على قرار فصل 44 عاملاً.
وفضل عبدالحسين قبل أن يعطي رأياً في شروط الشركة سماع موقف العمال منها، إذ رفض كل العمال الشروط والعقود الجديدة مطالبين بالعودة إلى العقود القديمة والرجوع إلى العمل من دون أي قيد أو شرط.
وأشار عبدالحسين إلى أن بعض الشروط عادية كشرط الالتزام واحترام القانون وهو أمر طبيعي وواجب على الجميع، كما أن التعهد بعدم المشاركة في أي نشاط قانوني أمر لا ضير منه، إلا أن الشروط الأخرى قاسية وتسلب الكثير من مكتسبات العمال.
وأشار عبدالحسين إلى أن المشاورات والاجتماعات السابقة أدت إلى وجود قناعة بأن عودة العمال يجب أن تكون من دون أي قيد أو شرط، وإن قرار الفصل جاء من الشركة ولم يقدم العمال استقالاتهم وهي بذلك تصبح ملزمة بتحمل كل التزامات الفصل من دفع أجور العاملين فترة توقفهم عن العمل وإرجاعهم إلى العمل وفقاً إلى عقود العمل السابقة.
من جانبه، تحدث الخباز عن التعاون الإيجابي الذي وجده من اتحاد النقابات وإدارة الشركة للوصول إلى حلول لإنهاء القضية، مشيراً إلى أنه تسلم شروط الشركة في الوقت نفسه الذي تسلمها العمال ولا يعلم عنها شيئاً من قبل.
وقال الخباز: «دور وزارة العمل التوفيق بين وجهات النظر المختلفة باعتبارها تقع بين المطرقة والسندان في مثل هذه القضايا وعليها أن تعمل بحيادية ووفقاً لمجريات القانون لتقريب وجهات النظر». موضحاً «أن من حق كل طرف رفع سقف المطالبة في ظل وجود مفاوضات»، ومشيراً إلى أن إدارة الشركة اتخذت قرارها منذ أول يوم بفصل العمال بشكل نهائي من دون الرجعة فيه، إلا أنها تراجعت بعد مفاوضات واجتماعات مع الوزارة والاتحاد وتدخل وزير العمل مجيد العلوي للقبول بعودة المفصولين للعمل ولكن بشروط.
وأضاف الخباز أن العمال أيضاً تنازلوا عن مطالبهم السابقة بصرف علاوة الأكل، مكتفين بتحويلها إلى لجنة التوفيق والتحكيم والعودة إلى العمل من دون أي قيد أو شرط.
ونقل الخباز إلى العمال إصرار الشركة على شروطها وعدم التنازل عنها كحل لإنهاء القضية وإنها تمهل العمال حتى الساعة الثانية ظهراً من يوم التاسع والعشرين من الشهر الجاري.
قال الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين عبدالغفار عبدالحسين إن الشركة ومن خلال شروطها «القاسية» لعودة العمال المفصولين للعمال تخفي من ورائها نوايا مبيتة للاستغناء عن المجموع بشكل تدريجي وفردي.
وحولت الشركة الفترة التي كان العمال مفصولين فيها عن العمل إلى فترة توقيف عن العمل من دون أجر.
واستعرض عبدالحسين شروط الشركة لإرجاع العمال وهي كالآتي:
- التنازل بشكل دائم عن المطالبة بالراتب أو المبالغ الأخرى التي تم احتجازها خلال فترة التوقيف عن العمل من دون أجر التي تشمل يوم الرابع عشر من أغسطس/ آب الماضي وجميع الأيام اللاحقة لغاية تاريخ عودة العامل للخدمة مع شركة داينكورب.
- التعهد بعدم القيام في المستقبل بدعم المشاركة في أي نشاط غير قانوني ضد شركة داينكورب إنترناشينال.
- عدم تقديم أية مطالبات أو تصريحات أو اتهامات ازدرائية ضد شركة داينكورب التي لا تكون صحيحة أو تعتمد على مسائل تم التوقيع بشأنها من قبل وكانت ضمن الاتفاق الذي تم التوصل إليه من خلال المفاوضات مع الشركة التي تظل سارية المفعول.
- التعهد بالالتزام بلوائح العمل بالشركة.
وأمهل عبدالحسين الشركة 3 أيام لمراجعة مواقفها وشروطها مع مكتب المحاماة التابع لها، مشيراً إلى أنه في حال تمسكت الشركة بمواقفها فإن للاتحاد والعمال مواقف أخرى، أولها أن قضية الفصل ستكون واحدة وشاملة جميع العمال بما فيهم الثلاثة الآخرون
العدد 1452 - الأحد 27 أغسطس 2006م الموافق 02 شعبان 1427هـ
