متى تسدل أستار معاناتي مع ابني؟
تتجسد قصتها في فصول قليلة إلا أنها طويلة تبدأ منذ 30 عاماً بعد أن تزوجت برجل خليجي رزقت منه بابنها البكر إلا أن فرحتها كانت يتيمة فقد ولد طفلها أبكماً لتصارع صراع البقاء مع ظروفه الصعبة، وحيدة في هذه الدنيا بعد انفصالها عن زوجها، ليبدأ فصل آخر من المعاناة كيف تعيش؟ ولمن تلجأ؟ وأين تسكن؛ والأهم كيف تربي ابناً وحيدة تحت مضلة هذه الظروف؟
أخذتها يمنة وشمالاً رياح المشكلات ولم يرسوا مركبها على بر الأمان، حاولت جاهدة طرق جميع الأبواب بعد أن عدمت الوسيلة لبلوغ الغاية، مواطنة تحيا غربة في الوطن ومطلقة تفترش ليلاً مجهولاً و تتغطى بسماء، مستقبلها مظلم وأم بين نارين نار القدر على ابنها ونار تجاهل المعنيين والمسئولين لظروفه لسبب بسيط «عدم امتلاكه لجواز سفر بحريني» على رغم ولادته من أم بحرينية منذ 26 عاماً في منطقة المحرق.
ابن لم تكن الإعاقة سبباً لأن يضع كفاً على كف بل حاول المضي في هذه الحياة وانخرط في مركز التأهيل إلا أن الظروف كانت أقوى من أن يواصل دراسته وعلى رغم ذلك لم يأل جهدا فقد عزم العمل لإعانة والدته ولإثبات ذاته في مجتمع يعي ضرورة إدراج هذه الفئات في المجتمع ودعمها إلا أنه صدم على رغم كل تلك الدعوات بأبواب مؤصدة سواء من الديوان الملكي وصولا إلى المجلس الأعلى للمرأة مرورا بالإدارة العامة للجنسية والجوازات والإقامة.
ملت ومل هو ومل الصبر من صبرهما، من باب لباب في تلك الهيئات والمؤسسات منذ 3 أعوام وإلى يومنا هذا مازال غير قادر على الالتحاق بركب الدراسة كأي مواطن من أم بحرينية وغير قادر على العمل لعدم امتلاكه جواز سفر بحريني فضلا عن عدم مقدرته على مزاولة أبسط حقوقه كالزواج وتكوين أسرة والحياة بكرامة فمفتاح كل معاملة في هذه الأرض جواز السفر... ومازال الوضع على ما هو علية فهل يعي المسئولين مسئوليتهم حيال هذه القضية الإنسانية؟
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
أمام التضحيات الجسام التي قدمها الشقيق لبنان في صدّ العدوان الإسرائيلي الأخير عليه، وما قدمه من شهداء ودماء ودمار هائل في البنى التحتية، وصور المجازر التي راح ضحيتها النساء والأطفال والتي كانت تعرض علينا ليلاً ونهاراً وعلى مدى 33 يوماً، أرقتني مسألة واجبنا تجاه إخواننا في لبنان، وشغلتني أسئلة من مثل: هل تجدي المظاهرات والمسيرات في مثل تلك الأزمات؟ وما مدى تأثيرها؟ وهل تقديم الأموال يسقط عنا الواجب؟ وهل كل تلك الفعاليات بمختلف أنواعها هو الدور المطلوب منا فقط لمساعدة لبنان وشعبه؟
تلك أسئلة طالما طرقت تفكيري وشغلت بالي كلما مرت أمتنا بأزمة من أمثال أزمتنا الأخيرة.
وعلى رغم أهمية تلك الأسئلة وتأثيرها على ردود أفعالنا وعلى نظرتنا للأمور فإن الإجابة عليها أبسط مما كنت أتصور، ووجدتها على ألسنة أناس أقل ما يقال عنهم إنهم من البسطاء والعامة.
فخلال جولة مراسل المنار أثناء العدوان على القرى والمدن في الجنوب اللبناني وإجرائه المقابلات مع أهالي تلك المنطقة الصامدين في ديارهم، كانت كلمات ذلك الحلاق في الصالون الرجالي، ومصلح الإطارات في كراجه بمثابة الجواب الشافي لكل أسئلتي.
فالحلاق قال وببساطته وعفويته وقد كان يحلق لأحد زبائنه: «أنا مازلت صامد هون، أنا مقاوم وعم بقوم بواجبي»، أما مصلح إطارات السيارات فقد قال: «أنا مع المقاومة، أنا صامد وعم بدعم المقاومة، وفدى المقاومة أنا باقي هون وعم بساعد الناس وبالمجان».
نعم تلك هي الإجابات لكل أسئلتي وبكل بساطة، فليس المطلوب في مثل تلك الأزمات إلا أن يقوم كل إنسان بدوره ويلتزم به، ليس المطلوب منك أن تترك دورك وتقوم بأدوار الآخرين، أهمية عملي أنه يتكامل مع أدوار الآخرين، ومن دونه يصبح هناك نقص وثغرة تحتاج إلى من يسدها.
التظاهرات هي دور من يستطيع القيام بها، والمال للمقتدر، وكتابة المقالات للكاتب، وهكذا كل يقوم بواجبه، يجب ألا نستهين بواجبنا ودورنا مهما صغر حجمه.
لاشك في أن المقاومة انتصرت، لكن هذا النصر لم يكن له أن يكون متكاملاً وناصعاً لو لم يلتزم كل فرد بواجبه والمطلوب منه.
فالقيادة أخذت دورها في التوجيه والإرشاد، والمجاهدون مرابطون على جبهات القتال، والإعلاميون صامدون في مواقعهم يؤدون دورهم من خلال الكلمة وحرب الإعلام، والأهالي عبر الصمود في مدنهم وقراهم (من استطاع منهم)، ثم في نهاية الحرب عبر الاستجابة السريعة للقيادة والعودة إلى المدن والقرى على رغم الدمار الهائل الذي لحق بها.
ولقد أشار سماحة السيدحسن نصرالله في أولى كلماته أثناء الأزمة إلى ذلك وبكل وضوح حينما أشار إلى أنهم يقومون بدورهم وما عليهم من واجب، وعلى الآخرين أن يعرفوا واجباتهم، فالمقاومة لا تطلب من أحد شيئا.
إنها كمسألة غرق السفينة تماما لا يمكن أن نستهين بها بدور أي جزء من أجزائها، فلا المسمار على صغر حجمه يمكن أن يستغني عنه، ولا الدفة على عظم أهميتها تصلح من غير ربان.
فتاح حسن
مما قاله الخطيب العدناني السيدمحمد صالح عدنان الموسوي في رثاء الأديب والشاعر الأريب الشيخ محمد صالح بن شاعر البحرين وخطيبها الكبير الشيخ ملا عطية بن علي بن عبدالرسول الجمري المتوفى يوم الاثنين 26 رجب 1427هـ الموافق 21 أغسطس/ آب 2006.
لقد أسهر البحرين أكبر فادح
وفاة ابن مولانا محمد الصالح
لقد غاب عنا اليوم نجل عطية
ووارثه في مجده والمدائح
نعزي به البحرين شعباً وقادة
ومن أهل ابنا جمرة كل نائح
بنو جمرة الغر الكرام ومن بنى
عطية فيهم كل مجد مكافح
قضينا لدى البحرين فيما مضى لنا
معاشاً بضنك العيش غير مسامح
فلا كهرباء تدفع الحر والأذى
ولا عذب ماء بارد غير سائح
نبيت بسطح الدار نلتمس الهوا
وكم مدنف طفل من الحر صائح
نبيت جياعاً ثم نصبح سغباً
ولم نحط من زاد لجوع مكافح
ولكننا في صحة وسلامة
ولم نشك من سقم ولا من تبارح
وذا اليوم صرنا في زمان نعيشه
بعيش سليمان وناقة صالح
منازلنا أضحت قصوراً وزادنا
من المن والسلوى وخير الذبائح
ونلبس من نسج الحرير مطارفاً
وننكح في أعلى حسان المسارح
ولكننا عرض السقام فما فتى
سليم من البلوى بسقم مطارح
سقام عظام لا علاج لها وما
لها سبب إلا نعيم القرائح
فإن كان هذا من فعال قبائح
فأين مواليد لنا من قبائح؟
بدا السقم حتى في الأجنة ما أتى
وليد لنا إلا بسقم مكافح
فهذا بداء القلب جاء وذا أتى
به سكر أو سكلر غير نازح
إذا فرحوا من مولد الطفل غمهم
إصابته داء به لم يبارح
وهذي رجال الدين يعصفها الردى
عيانا فمن غاد لحتف ورائح
فبالأمس مال الله قد مات فجأة
وذا اليوم مولانا محمد صالح
ووارث تاج النور ملا عطية
أبو الصفوة الأبرار غيث الاباطح
رجال الندى والنبل مجداً ومن بنوا
بني جمرة من كل راق ورابح
غدت لبني البحرين نوراً على القرى
نخرج منها كل راق ورابح
فمنهم أبو العلياء عبدالأمير من
أعاد حقوق الشعب من كل طامح
لنا قد بنى حلف الفضول بلجنة
الوفاق التي شادت منار النصائح
لنا لم يزل يبني ويحمي ذمارنا
إلى أن غدا بالسقم رهن المطارح
وإن لنا في عز ابن عطية
لآمال فضل راجح غير جامح
ولم أنس أن أهدي مليكة أخته
أحر العزا من في محمد صالح
وأسرة حلوائية الحمد من بنو
لآل رسول الله اسنى المدائح
فهم إخوة الحسنى لآل عطية
واهدوا بني الزهراء فيض القرائح
فهم بين من ينشي القصائد والرثا
وبين مقيم مأتماً للنوائح
رجالهم تحذوا أباهم عطية
ونسوتهم في بنته كالصفائح
أناشد في هذه السطور كل المعنيين والمسئولين من أجل مساعدتنا في علاج الوالدة التي هي لنا المسكن والأمن والأمان ولا عيشة لنا بعدها إذ إنها أصيبت بمرض مفاجئ في الظهر والرجلين أقعدها تماماً وشل حركتها ونحن اليوم نعاني من هذا الوضع المؤلم فما كان منا إلا أن أرسلنا التقارير الطبية إلى المملكة الأردنية الهاشمية حيث العلاج متوافر هناك بعد توفيق الله سبحانه وتعالى ونريد المساعدة لنا وإرجاع الابتسامة والأمل لنا وليكن شهر رمضان الذي هو ليس بالبعيد عنا شهر خير ورحمة وبركة على أمة محمد وعلينا نحن الأسرة البسيطة التي تأمل في مساعدة كل قلب رحيم ابتداء من المعنيين في وزارة الصحة وصولاً بكل من هو بخير وعافية يرى نفسه قادراً على رسم الابتسامة لأسرة تعاني الفقر والحاجة.
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
منذ سنوات ومازلنا نسمع عن حلول للتوظيف لخريجات بكالوريوس الخدمة الاجتماعية ولكن للأسف الشديد لا نرى هذه الحلول إلا على الورق والمشروعات الوهمية التي تختلقها الوزارات من حين إلى آخر مثل المشروع الوطني للتوظيف الذي سارع الخريجات لتقديم طلباتهن إليه، ولم يجدن الوظائف التي ترضي طموحاتهم وتطلعاتهم المستقبلية، فإلى متى تستمر معاناتهم وتبقى المشروعات الوهمية وتصريحات المسئولين تتصدر الصحف اليومية؟!
(الاسم والعنوان لدى المحرر
العدد 1452 - الأحد 27 أغسطس 2006م الموافق 02 شعبان 1427هـ