قال كوفي عنان المبعوث الدولي للسلام اليوم الجمعة إنه يشعر "بالاحباط ونفاد الصبر" من استمرار العنف والقتل في سوريا واضاف إنه يريد ان يشهد تقدما اسرع نحو حل الازمة.
واكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا لا تزود الحكومة السورية بالسلاح كي تسحق المعارضة وهون من شأن وصف الولايات المتحدة لشحنة اسلحة روسية لسوريا بأنها "تستحق الادانة".
واكد بوتين عقب محادثات مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل وقبل محادثات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند ان بلاده لا تدعم أي طرف فيما وصفه بأنه وضع "خطير للغاية" في سوريا وأن التوصل إلى حل سياسي يتطلب التحلي بالصبر.
وتضغط القوى الدولية من اجل التوصل إلى حل سلمي في سوريا حيث قتل اكثر من 10000 شخص في الانتفاضة المستمرة منذ 15 شهرا ضد الرئيس السوري بشار الاسد لمنع انزلاق سوريا إلى حرب اهلية مفتوحة من الممكن ان تشعل صراعا اقليميا. وقال عنان للصحفيين بعد محادثات اجراها في بيروت مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي "أعتقد انني ربما أكون أكثر احباطا من أي منكم لانني اخوض غمار الامر." واضاف "أريد ان أرى الامور تسير بسرعة أكبر."
ويضغط مقاتلو المعارضة الذين وافقوا على خطة عنان لوقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في 12 ابريل نيسان على الوسيط الدولي ليعلن فشل خطته ويعفيهم من اي التزام بالهدنة التي لم تتماسك.
ومن جانبها تقول دمشق انها تود نجاح خطة عنان في وقف العنف حتى يمكن انهاء الازمة من خلال الحوار السياسي. ورغم رفض عنان اعلان فشل خطته فقد رحب بأي خطوات اضافية من مجلس الامن التابع للامم المتحدة.
وقال "اذا كانت هناك خيارات اخرى مطروحة على الطاولة سأحييها وأؤيدها." وادى الغضب بسبب المذبحة التي وقعت يوم الجمعة الماضي في بلدة الحولة والتي وثقها مراقبو الامم المتحدة إلى احتشاد غربي لتصعيد الضغط على دمشق بطرد كبار ممثليها الدبلوماسيين والضغط على روسيا والصين من اجل اتخاذ خطوات اشد صرامة بمجلس الامن.
لكن الصين وروسيا تمسكتا برفضهما لأي تدخل او اي عقوبات تفرضها الامم المتحدة لاجبار الاسد على تغيير منهجه مع تأكيدهما على دعم مبادرة عنان وهي المبادرة الوحيدة التي تتمتع بهذا القدر الواسع من التأييد لوقف اراقة الدماء في سوريا.
ومن المتوقع ان تحاول ميركل واولوند اقناع بوتين بأن الغرب لا يعمل ضد مصالح روسيا الاستراتيجية في الشرق الاوسط وان النية هي حقن الدماء في سوريا.
ولا يرغب الغرب في التدخل العسكري على الرغم من ان اولوند قال ان هذا الموقف قد يتغير اذا ايد مجلس الامن فكرة اللجوء للقوة العسكرية وهو امر غير ممكن في حالة استمرار معارضة روسيا والصين. وقالت مندوبة الولايات المتحدة لدى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ايلين تشامبرلين دوناهو انها تأمل ان تكون روسيا "على وشك الإنضمام إلينا لاستخدام الوسائل المتاحة لدينا معا للتأكد من عدم خروج هذا الصراع عن نطاق السيطرة."
وقالت "لم يصلوا الى النقطة المطلوبة لكنني أعتقد أنهم ابدوا اهتماما كافيا بالتحرك على الأقل في مفاوضاتنا يشير إلى أنه لا يزال هناك احتمال بان يساعدوا في المحادثات القادمة ويحاولوا استخدام نفوذهم لوضع نهاية لهذا."
وقالت المندوبة الأمريكية إن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ستجتمع مع سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا في مطلع الاسبوع.
وقالت كلبنتون ان موقف روسيا من الصراع في سوريا ينظر إليه في دمشق والأمم المتحدة باعتباره دعما لحكومة الاسد. وقالت في مؤتمر صحفي "اكرر ما طلبته من روسيا لأن موقفهم الزاعم بأنهم لن يتخذوا موقفا ينظر اليه في مجلس الامن وفي دمشق وفي اي مكان آخر على أنه دعم لاستمرار نظام الاسد."
واضافت "واذا كانت روسيا مستعدة -كما قد تشير تصريحات الرئيس بوتين- للعمل مع المجتمع الدولي من اجل التخطيط لتحول سياسي فسوف نكون بالتأكيد مستعدين للتعاون."
وقال بوتين "لدينا علاقة طيبة وقديمة مع سوريا الا اننا لا ندعم اي طرف".
ورفضت روسيا والصين قرارين لمجلس الامن يدينان الاسد لكنهما تدعمان خطة عنان.
واضاف "أما فيما يتعلق بالامداد بالاسلحة فان روسيا لا تمد (دمشق) باسلحة قد تستخدم في حرب أهلية." وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن 20 شخصا على الأقل قتلوا في اشتباكات في سوريا اليوم.
واضاف أن مئات الآلاف شاركوا في مظاهرات نظمتها المعارضة في أنحاء البلاد.
وقال نشطاء اليوم إن 12 عاملا قتلوا أمس الخميس قرب بلدة القصير في غرب سوريا حين امرهم مسلحون موالون للأسد بالنزول من حافلة وأطلقوا عليهم الرصاص لكن وسائل إعلام حكومية ألقت باللائمة في مقتلهم على "إرهابيين".
وأظهر تسجيل فيديو نشره نشطاء جثث عشرة رجال على الأقل مخضبة بالدماء مسجاة على الأرض قرب بلدة القصير التي تقع مثل الحولة على بعد نحو 20 كيلومترا من حمص معقل المعارضة.
وتقع القصير جنوب غربي حمص قرب الحدود اللبنانية.
وقال حمزة البويضة وهو ناشط محلي معارض إن أحد الناجين أبلغه أن القتلى كانوا عائدين من العمل في مصنع للأسمدة في البويضة الشرقية.