قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) اليوم الخميس (5 ديسمبر/ كانون الأول 2013) إن الولايات المتحدة أعادت جزائريين محتجزين منذ أكثر من عشر سنوات في مركز الاعتقال بخليج جوانتانامو في كوبا إلى الجزائر في خطوة وصفها محامو الرجلين بأنها ترحيل قسري تجاهل التماسهما النقل إلى أي مكان آخر.

وقال محامو جمال مزيان وبلقاسم بن سايح إن الرجلين كانا لا يريدان العودة إلى الجزائر لخشيتهما من التعرض للاضطهاد هناك.

وقال زيكي جونسون مدير برنامج الأمن وحقوق الإنسان في فرع منظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة "نرجو ألا يكون حالهم حال المستجير من الرمضاء بالنار."

وقال مركز الحقوق الدستورية الذي يدافع عن مزيان إن إعادته إلى الجزائر انتهاك للقانون الدولي.

ووصف روب كيرش محامي بن سايح إعادته بأنها على غير رغبته. وقال ويلز ديكسون وهو محامي في مركز الحقوق الدستورية في بيان "ظلمته الولايات المتحدة مرتين. كان يستحق معاملة أفضل من الولايات المتحدة." وبنقل السجينين ينخفض عدد سجناء جوانتانامو إلى 162 سجينا ويأتي نقلهما في إطار مساع بطيئة لحكومة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإغلاق سجن جوانتانامو.

ووعد أوباما بإغلاق السجن في حملته الانتخابية عام 2008 مشيرا إلى الضرر الذي ألحقه بسمعة الولايات المتحدة في أنحاء العالم. لكنه لم يتمكن من الوفاء بوعده بعد قرابة خمسة أعوام في الحكم ويرجع ذلك في جانب منه إلى معارضة الكونجرس.

وقال متحدث باسم البنتاجون إن الحكومة الأمريكية أعادت 14 سجينا إلى الجزائر قبل مزيان وبن سايح- سبعة في عهد أوباما وسبعة في عهد الرئيس السابق جورج بوش.

وأضاف المتحدث اللفتنانت كولونيل تود بريسيل "لم نتلق معلومات موثوق بها أو تدعمها أدلة تشير إلى أن أيا من هؤلاء المعتقلين السابقين استهدف من الجماعات المتطرفة العاملة في الجزائر."

وقال بريسيل أيضا إن الولايات المتحدة نسقت مع الحكومة الجزائرية لضمان ترحيلهما "بضمانات ملائمة من حيث الأمن والمعاملة الإنسانية." لكن مخاوف الرجلين تتجاوز استهدافهما على أيدي المتطرفين. وقال كيرش إن القرار الأمريكي سيحول دون رؤية بن سايح لعائلته. فلن تنتقل زوجته وبناته اللاتي يعشن في البوسنة إلى الجزائر.

وأضاف "زوجة بلقاسم لن تأخذ بناته إلى الجزائر خوفا عليهن. الحكومة الأمريكية تعلم أن هذا سيحرمه (بلقاسم) من رؤية عائلته."

وأنشئ سجن جوانتانامو في رئاسة بوش لاحتجاز الأجانب المشتبه في ضلوعهم في الإرهاب في أعقاب هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001.

ويضرب نحو 15 من نزلائه عن الطعام وهاجم مشرعون في الكونجرس تكاليف السجن وهي حوالي 2.7 مليون دولار لكل سجين سنويا مقابل 70 ألف دولار لكل سجين في السجون الاتحادية التي تخضع لأشد الإجراءات الأمنية.