أصبح فيليبي (46 عاماً) ملكاً مع نشر القانون في الجريدة الرسمية إثر موافقة البرلمان عليه بغالبية كبيرة، ما أتاح تخلي والده عن العرش في حدث غير مسبوق منذ عودة إسبانيا إلى الديمقراطية العام 1978.
- وبعد 39 عاماً من الحكم، وقع خوان كارلوس (76 عاماً) الذي بدت عليه علامات التأثر الشديد، قانونه الأخير، قانون تخليه عن العرش، وذلك أمام أفراد الأسرة المالكة ونجله فيليبي الذي عانقه خلال حفل في القصر الملكي في مدريد.
- وبعدما أضعفته مشاكل صحية وأنهكته الفضائح ترك خوان كارلوس العرش لابنه الذي أصبح مع نشر القانون في الجريدة الرسمية فيليبي السادس، ملك إسبانيا الجديد، وأصبحت زوجته ليتيزيا (41 عاماً) أول ملكة إسبانية غير متحدرة من سلالة ملكية.
أدى الملك الجديد اليمين الدستورية في العاصمة التي ازدانت بالزهور لهذه المناسبة لتبدأ بعدها مهمته الصعبة في إعادة تلميع صورة عائلة ملكية فقدت مصداقيتها.
- وفيليبي الذي يعتمد أسلوباً معاصراً والبعيد عن الأضواء، أكمل دروسه في الخارج كما تلقى تدريباً عسكرياً. والملك الجديد ذو الملامح الجدية على رغم أن ابتسامة تعلو وجهه على الدوام، يبدو أكثر تحفظاً من والده، وكانت تجري على الدوام المقارنة بينه وبين والده.
- والملك الجديد رجل أنيق طويل القامة (1.98 متر) حرص طوال السنوات السابقة على إرساء صورة ولي عهد قريب من الشعب مع أسلوب عصري. وما ساهم في تعزيز هذه الصورة زواجه العام 2004 من الحسناء الأنيقة ليتيزيا أورتيس، وهي صحافية من عامة الشعب ومطلقة، ما شكل سابقة في تاريخ الملكية الإسبانية.
- ترك خوان كارلوس الذي أكد أنه يريد إفساح المكان لـ «الجيل الجديد»، لابنه مهمة حساسة تكمن في إحياء ملكية فقدت مصداقيتها والحفاظ على وحدة وطنية مهددة باندفاعة الانفصاليين في كاتالونيا.
- وكان الديكتاتور فرنشيسكو فرانكو اختار خوان كارلوس ولياً للعهد في 1969، وجلس الملك على العرش بعد يومين على موته في (22 نوفمبر 1975).
وتم تزيين شوارع مدريد بنحو 16 ألف زهرة ومئات الأعلام الحمراء والذهبية التي تمثل إسبانيا فيما وزعت 10 آلاف علم صغير على سيارات الأجرة وحافلات النقل في المدينة.
ووضعت شاشة عملاقة في ساحة متاخمة لطريق عبور الزوج الملكي الجديد، لنقل المراسم مباشرة لعشرات آلاف المشاهدين الذين يتوقع حضورهم.
ويمثل فيليبي الأمل لملكية بات يعارضها نصف الإسبان بحسب استطلاعات الرأي. وهو مازال يحظى بشعبية لكنه لا يملك هامش مناورة كبيراً في بلاد أدت فيها الأزمة الاقتصادية مقرونة بنسبة بطالة بلغت 26 في المئة إلى فقدان الثقة في المؤسسات.
غير أن التظاهرات التي طالبت بالجمهورية ورافقت إعلان التخلي عن العرش صمتت، فيما أعلن عن تجمعات صغيرة محظورة أمس (الخميس) في مدريد.
العدد 4304 - الخميس 19 يونيو 2014م الموافق 21 شعبان 1435هـ