العدد 4352 - الأربعاء 06 أغسطس 2014م الموافق 10 شوال 1435هـ

تداعيات المخاطر «الجيوسياسية» (1 – 2)

الاضطرابات العراقية والصراعات المتكررة بين الغرب وروسيا حول القرم وأوكرانيا والصراع الدامي في غزة.

تكمن كل الأمور الآيلة للانفجار بالنسبة للسلع في هذه الجملة لكن العام 2014 كان هادئاً من وجهة نظر السوق (على الأقل لغاية الآن).

شأنها شأن «سوق الفوركس»، تعاني السلع سعياً للقيام بتحركاتٍ مهمةٍ، والآن ومع بداية أغسطس نشهد تقلباً منخفضاً بشدةٍ في السلع من النوع الذي لم نشهده في هذا الجانب من الألفية، وباستخدام مؤشر «جولد ساكس أس أند بي» للسلع لقياس سلسلة السلع، نجد بأن معدل التقلب السنوي يقف تحت نسبة 10 في المئة عند 9.3 في المئة أي بمعدل أقل من نصف المعدل السنوي منذ 2000 بحوالي 22 في المئة وحتى العام 2013 كان أكثر تقلباً.

مع بقاء خمسة أشهرٍ على انتهاء العام 2014، تنخفض السلع بمعدل 1.7 في المئة منذ الأول من يناير بعد بقائها مرتفعةً معظم السنة بوصولها إلى 5.8 في المئة في يونيو حيث تراجعت السلع هذا الأسبوع بمعدل 2 في المئة.

النفط الخام

كان النفط الخام محركاً أساسياً وراء هبوط مؤشر «جولد ساكس أس أند بي» للسلع منذ شهر يونيو، حيث انخفض خام برنت 7.9 في المئة من القمة التي حدثت في 19 يونيو وينخفض بنسبة 2.5 في المئة تقريباً لهذا الأسبوع في تداوله بسعرٍ يقارب 106 دولاراتٍ أمريكيةٍ، إذ يظهر خام برنت خصائص تقلّب مشابهةٍ كتلك في سلسلة السلع الواسعة، في حين مال التقلّب بصورةٍ ثابتةٍ نحو الانخفاض منذ 2008 وهو يسير باتجاه رقمٍ قياسيٍ حيث يقبع الآن عند 12.6 في المئة.

إن ردود الفعل الباهتة التي يبديها النفط على الأحداث الجيوسياسية المتعددة التي نشهدها يظهر لا مبالاة المشاركين في السوق حالياً بأن هذه المخاطر ستؤدي إلى إيقاف عرض النفط الإجمالي فربما تؤدي الاضطرابات الإقليمية إلى تأثيرٍ على المستوى المحلي وتبدو إمكانية تدخل الموردين الآخرين لتغطية الطلب العالمي هي السبب الكامن وراء فشل السوق في التصرف، ولا يزال في البال التدخل الفعلي السريع لمنظمة الأوبك في شهر يوليو من خلال زيادة إنتاج النفط مقارنةً بالشهر الذي سبقه.

ترتفع صادرات النفط في إيران على الرغم من تشكيك الإدارة في التوصل لاتفاقٍ حول برنامجها النووي مع القوى الغربية، وعلى الرغم من إصرار طهران على عدم التوصل إلى اتفاق، تشير العديد من النقاط إلى وجود تقاربٍ بين الجانبين حيث تم تمديد الاتفاق المتقطع ذو الستة أشهرٍ من 20 يناير منذ أسبوعين بتاريخ 19 يوليو لغاية 24 نوفمبر.

وعلى الرغم من ذلك وتزامناً مع هبوط مخزونات النفط الخام، أشارت إدارة معلومات الطاقة إلى أن ارتفاع مخزونات البنزين ومشتقات النفط الخام تثير المخاوف حول تراجع الطلب حيث تصدرت مشاكل العرض نشرات الاخبار يوم الخميس مع احتمال إغلاق مصفاة النفط في كنساس، ويبدو هذا الإغلاق كالقشة التي قصمت ظهر البعير إذ هبط خام غرب تكساس الوسيط تحت 100 دولارٍ أمريكيٍ لأول مرةٍ منذ أوائل مايو ويتم تداوله حالياً عند 98 دولاراً أميركياً وهو أقل سعرٍ له منذ مارس.

نكرر التزامنا بالدعوة إلى اقتصادٍ عالميٍ أقوى هذه السنة والسنة القادمة وبالتالي نتوقع أن يعكس الطلب على النفط وجهة النظر هذه إذ يجب أن يدفعنا هذا إلى إبقاء أسعار النفط تحت الرقابة، حتى وإن بقي السوق في حالته الحالية من اللامبالاة تجاه المخاطر الجيوسياسية.

مادس كويفويد

رئيس استراتيجيات الاقتصاد في بنك ساكسو

العدد 4352 - الأربعاء 06 أغسطس 2014م الموافق 10 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً