العدد: 95 | الإثنين 09 ديسمبر 2002م الموافق 04 شوال 1423هـ

الهند ربما تمتلك غواصة نووية روسية

تعانقت روسيا وصديقتها المحبوبة منذ عهد الاتحاد السوفياتي، الهند، في علاقة دبلوماسية جديدة أملتها المخاوف المتبادلة من التهديدات الإقليمية المتمثلة في تنظيم القاعدة والميليشيات الإسلامية الأخرى، ولكنها أيضا متجذرة في أعماق السعي الحثيث الى إكمال صفقة أسلحة استراتيجية ومهمة مختمرة في مخيلتيهما منذ عهد بعيد.

واستغلت الدولتان مناسبة زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لنيودلهي التي استغرقت يومين، للإفصاح عن حاجتهما الى احتواء الإرهاب - توجه التصريحات بالذات نحو باكستان - وإصدار إعلان مشترك ضد ضربة أميركية أحادية الجانب على العراق.

ولكن، خلف هذه المواقف، تبذل الجهود لتقديم صفقة ببلايين الدولارات تتضمن امتلاك الهند على الأقل غواصة أكولا (Akula-11) النووية الروسية الصنع تستطيع أن تحمل شحنة متفجرة نووية لصواريخ كروز.

وتتوقف الصفقة على حاملة الطائرات السوفياتية الصنع، ادميرال جورشكوف 45000 طن، والمرابطة في الميناء الروسي القطبي، سيفيرودفينسك منذ العام 1988. وترغب الهند في ان تصبح قوة بحرية ثقيلة في الإقليم وذلك حتى تواجه المنافسة من قبل الصين وهي أيضا تضمر طموحات «القوة العظمى» بينما تسعى الى إضافة حاملة طائرات كبيرة إلى اسطولها.

وعرضت روسيا منذ أربع سنوات إعطاء الهند «جورشكوف» منحة، على رغم الشروط المكلفة المرفقة مع هذه المنحة. إذ تتضمن هذه الصفقة منح موسكو عقد تجديد وإصلاح السفينة - يقدر بكلفة تتراوح بين 700 مليون دولار إلى أكثر من 1 بليون دولار - وتزويدها بالطائرة (04-odd Mig-92k) التي يتوقع أن تطير بعد إجراء تعديلات هندسية كبيرة عليها.

ويعتبر أكثر من ثلثي المعدات التي بحوزة الجيش الهندي، ثالث أكبر جيش في العالم، من روسيا أو الاتحاد السوفياتي السابق.

استمرت العلاقة بين البلدين - والتي يتوقع الخبراء أن تؤدي إلى تبادل مبيعات عسكرية أخرى تصل إلى 8 بلايين دولار في العقد المقبل ـ في أعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي على الأقل لأن موسكو ليست من بين تلك الدول التي تفرض عقوبات على الهند بعد تجاربها النووية تحت الأرض في العام 1998.

وتفاوضت روسيا منذ وقت طويل مع نيودلهي على تأجير غواصات نووية من طراز أكولا (Akula-11) ولكن مشروطة باتفاق بشأن «جورشكوف»... وتتوق الهند الى امتلاك الغواصات الروسية لإضافتها إلى أسطولها البحري العتيق، بالتوافق مع طموحها منذ عهد بعيد الى امتلاك ما يسمى بالثالوث النووي، أي بمعنى آخر، المقدرة على إحداث قنابل نووية بواسطة الجو، وصواريخ أرض - أرض ومن البحر. وتوفر الغواصات فوائد خاصة لأنها تستطيع وترسانتها المهلكة الاختفاء تحت أمواج البحر من أعين العدو.

وقال أحد المراقبين الغربيين: «لا شك في أن الهند ترغب في اقتناء الغواصات النووية لتصبح لديها رؤوس حربية نووية تتمثل في صواريخ كروز».

ورفض قائد البحرية الهندية، ادمرال مادفندرا سينج، أن يؤكد أو ينفي تقارير عن تأجير محتمل للغواصة التي ستعطي الهند هامشا استراتيجيا في تنافسها مع إسلام آباد، ومن ثم تسبب قلقا في واشنطن، وخصوصا في ظل العدائيات بين الجارتين النوويتين في جنوب آسيا، والموقف الأميركي المتشدد ضد انتشار السلاح النووي في كل مكان.

وأعطى الأدمرال سينج تلميحا بسيطا عن طموح الهند الى إرساء صواريخ في المحيط، قائلا إن الجزء الأعظم تقريبا من «الثالوث النووي» يجب أن يكون في البحر، والأفضل تحت الماء. وأضاف «أنه لا معنى أن تحتفظ بأسلحة نووية على اليابسة. إذا احتفظت بها على البر فإنها ستكون مستهدفة».

ويبدو أن كثيرا من مظاهر الصفقة الخاصة بـ «كورستكوف» قد سويت، وإن لم يكن اتفاقا على ديباجة الثمن. وقد أحدثت الصفقة انتقادا واسعا في الهند، فقد وصفت صحيفة «هندوستان تايمز» السفينة بـ «مريضة البحر» التي صدأت «في حوض السفن» منذ العام 1988.

وذهبت انتقادات أخرى الى أن الهند تبدد ملايين كثيرة من الدولارات على «شاحنة مقعدة».

وأنكر الادمرال سينج هذه المخاوف، مستشهدا بحاملة الطائرات الهندية الأخرى، «فيرات» القديمة والتي بيعت بواسطة البحرية الملكية للهند في العام 1986. «أنتم لا تعلمون أين فيرات اليوم، كما أنكم لا تعلمون أين ستكون غدا ولا تعلمون أيضا أين ستكون الأسبوع المقبل. لذلك تقولون إن حاملة الطائرات في كل الأحوال ناقلة مقعدة».

خدمة الإندبندنت ـ خاص بـ «الوسط


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/124544.html