العدد: 2148 | الأربعاء 23 يوليو 2008م الموافق 19 رجب 1429هـ
تشييع الشهيد المجادي في الكويت وسط غياب رسمي
شيعت الكويت في موكب جماهيري الشهيد الكويتي فوزي المجادي الذي استشهد في عملية فدائية مع مجموعة فلسطينية العام 1989 في مستعمرة مسكاف الإسرائيلية بعد أن قامت «إسرائيل» بتسليم رفاته إلى حزب الله في إطار عملية تبادل الأسرى التي جرت الأربعاء الماضي.
وقال شقيق الشهيد عبدالنبي المجادي الذي عاد من لبنان بعد أن تسلم رفات شقيقه إنه سمع خبر استشهاد فوزي، في معركة ضارية خاضتها مجموعة فدائية مع القوات الإسرائيلية.
وأعرب عبدالنبي عن شعوره بالفخر والسعادة، مؤكدا أن ذكرى شقيقه الشهيد ستظل خالدة إلى الأبد، وأضاف أن عودة جثمان شقيقه «بمنزلة عرس لا جنازة لأنه شهيد وبطل».
من جانبه، انتقد النائب في البرلمان الكويتي أحمد لاري تجاهل الحكومة الكويتية والتلفزيون الكويتي في «عدم تكريم شهداء الكويت وخاصة المجاهد الشهيد فوزي المجادي».
وانتقد أهالي الشهيد تلفزيون الكويت الذي قال في نشرته «وفاة» وليس استشهاد فوزي المجادي، وقال أحد أفراد الأسرة في المقبرة الجعفرية بالصليبخات أثناء التشييع «إننا نريد معرفة دوافع هذا الوصف من قبل تلفزيون الكويت الرسمي».
أما شقيق الشهيد بدر المجادي فقال إن «شعوري لا يوصف، وأهل الكويت جميعا شعورهم لا يوصف ويعجز لساني عن التعبير منذ أن سمعنا بخبر استشهاد شقيقي فوزي (...) كنا نبحث عن أي طريق لكي نعيد جثمانه إلى أرض الوطن ونحمد الله أنه اليوم وصل الينا لكي ندفنه في تراب الكويت، ونحن نفخر بأن شقيقي عبدالنبي هو الذي تسلمه من حزب الله وجاء به إلى أرض الكويت».
وأضاف بدر أن مكتب الشهيد مطالب الآن بتسجيل اسم الشهيد فوزي المجادي ضمن شهداء الوطن، موضحا «سنستقبل التبريكات والتهنئة في حسينية الياسين في منطقة المنصورية».
ومن جانبه، تحدث عم الشهيد جعفر إبراهيم المجادي قائلا: «الحمد لله أن في أسرتنا ثلاثة شهداء أحدهم شهيد الأمة العربية والإسلامية والثاني شهيد الواجب في الكويت والثالث شهيد حرب الشوارع المرورية الذي توفي في حادث».
وأبدى سعادته بوصول جثمان الشهيد فوزي إلى أرض البلاد «وكل أسرتنا وأقاربنا يعمهم الفرح وإذا خرجت دمعة من عين أحدنا فهي دموع الفرح وليس الحزن».
وأكد عبدالله ابن شقيق الشهيد فوزي المجادي أنه سعيد بوصول جثمان عمه الشهيد إلى الكويت، مشيرا إلى أنه آخر مرة شاهده فيها كان طفلا حيث كان يداعبه ويداعب جميع أبناء أشقائه، وقال «أنا واخواني وجميع أقاربنا نفتخر بهذا الشيء، كون عمي أول شهيد كويتي في قضية فلسطين».
رسالتان من المجادي إلى أسرته قبل استشهاده
وفيما يأتي نص رسالتين بعث بهما الشهيد فوزي المجادي، لأسرته قبل استشهاده:
بسم الله الرحمن الرحيم
والدي أبوبدر وأم بدر العزيزين، تحية بارة من عند ابنكم بونواف وبعد: أبعث هذه الرسالة وكلي أمل بأن تصلكم وأنتم بأتم صحة وعافية، حيث إنني لا ينقصني شيء سوى رؤياكم الغالية جدا عليّ، حيث إنني آسف جدا على ما حصل مني بعدم الإحساس بأخطائي، ولا أرغب سوى أن تسامحوني على ما بدر مني من خطأ، حيث أعلم، والعلم عند الله، بأنكم تحملون في طياتكم قلبي أبوين حنونين على ابن لا يكن لكم إلا كل مودة واحترام وتقدير.
هذا وأنا التحقت بالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، علما بأني أحبكم وأحب بلدي وأميري وولي عهدي وكل الشعب، ولذا قمت بهذا العمل الوطني، لكي أرفع من شأن بلدي ضد العدو الإسرائيلي المحتل لأرض القدس وثالث الحرمين الشريفين... لذلك لن أرضى إلا بالشهادة أو النصر، وأرجو من الله أن تدعوا لي بالنصر.
عاشت الانتفاضة وعاشت فلسطين وعاشت منظمة التحرير الفلسطينية... كما أهنئ الشيخ جابر الأحمد والشيخ سعد العبدالله على كل ما بذلاه من جهد في سبيل دعم الانتفاضة وبذل الغالي والنفيس من أجل الشعب الفلسطيني ومن أجل تحرير ترابه وأرضه المستقلة... وأشكركم على حسن تربيتكم لي بالشكل الذي يرفع رأسكم، والله يخليكم».
ابنكم أبونواف
إلى والديّ العزيزين أبوبدر وأم بدر...
تحية طبيبة مليئة بالحب والاحترام...
أبعث برسالتي وكلي أمل ورجاء أن تصلكم وأنتم بأتم الصحة والعافية من عند الواحد الأحد.
إنني أعلم بما تكنونه لي من حب واحترام، وليس عندي تبريرات أقولها لكم عما حدث برحيلي المفاجئ عنكم، ولكن أعلمكم بأنني غير مرتاح لا نفسيا ولا جسديا، ولكن ماذا أفعل وكل تفكيري مشغول حاليا بالانتفاضة الباسلة، وطريقي في تحديد هوية العمل النضالي من العدو الصهيوني وكل العملاء المتعاونين معه وكيفية القضاء عليه، ولن أرجع هذه المرة إلا عندما أحس بأنني لا أستطيع تقديم أي شيء ساعتها يحلها الله. كما أبعث لكم بكل الشوق الذي لا أستطيع التعبير عنه في ظرف يحمل ورقة واحدة، ولكن سلامي لكل من يسأل عني والله يحرسكم من كل شر والله الموفق.
ابنكم أبونواف المجادي
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/159610.html