العدد: 249 | الإثنين 12 مايو 2003م الموافق 10 ربيع الاول 1424هـ
الحكيم في النجف وبريمر في بغداد
اعتقلت القوات الأميركية اثنين من كبار المسئولين العراقيين في نظام صدام هما الرئيس عن هيئة أركان الجيش العراقي عماد التكريتي والعالمة العراقية الملقبة باسم «دكتورة الجراثيم» رحاب رشيد التكريتي لضلوعها في أعمال البحث الجيولوجي والأسلحة الكيماوية باعتبارها مديرة البرنامج البيولوجي في العراق.
في وقت وصل رئيس مجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق محمد باقر الحكيم في إطار جولته لضواحي المدن العراقية إلى النجف ودعا خلال زيارته في خطبته الشعبية إلى توحيد صفوف الحوزة العلمية.
وقال الحكيم أمام عشرات الآلاف من مستقبليه في النجف مسقط رأسه إن «الحوزة مرجعية واحدة ومتحدة ومن يريد أن يفرق بينها انظروا إليه بريبة وشك».
تزامن ذلك مع وصول الحاكم المدني الأميركي الأعلى في العراق بول بريمر إلى بغداد آتيا من البصرة.
وأعلن بريمر «انه تحد رائع ان نساعد العراقيين على استعادة بلادهم من نظام استبدادي»، و«أريد أيضا ان أقول كم أنا فخور بالعمل الذي يقوم به صديقي غارنر ومعاونوه وكم أنا فخور بكل ما قاموا به خلال الأسبوعين الماضيين في ظروف استثنائية».
عواصم - وكالات
بعد إعلان بوش تعيين بول بريمر مسئولا بديلا للجنرال الأميركي المتقاعد جاي غارنر في إدارة شئون وحال الإعمار في العراق وصل صباح أمس إلى العراق لتسلم مهامه التي أوكلت إلية. وتزامن ذلك الحدث مع وصول رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق آية الله محمد باقر الحكيم إلى النجف بعد غياب دام أكثر من 23 عاما قضاها في المنفى إبان الحكم العراقي السابق صدام حسين. أما على الصعيد الدبلوماسي وإطار التخطيط لكعكة العراق بدأت بولندا بتسلم قيادة القسم الواقع بين البصرة وبغداد جنوبا، أما فرنسا فما زالت ترجح دور الأمم المتحدة في مسألة رفع العقوبات مع سبق مشروط بالحصول على ضمانات نفطية في حال الموافقة حسبما أعلن وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفلبان.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» ان القوات الأميركية في العراق تتحفظ على اثنين من كبار المسئولين العراقيين هما رئيس هيئة أركان الجيش العراقي والذي يحتل رقم 11 في قائمة المسئولين العراقيين المطلوبين إبراهيم عماد محمد التكريتي والعالمة العراقية رحاب رشيد طه العزاوي التكريت. وقد وصل باقر الحكيم إلى مدينة النجف الشيعية المقدسة في إطار جولته الحالية في العراق.
ودعا الحكيم من النجف إلى الحفاظ على وحدة الحوزة العلمية، داعيا إلى التعامل «بريبة وشك» مع من يعمل على التفريق بينها.
وكان في استقبال الحكيم، مئات الألوف من أتباعه وذلك في أول زيارة له للمدينة على مدى أكثر من ثلاثة عقود من الزمان.
وتنظر الولايات المتحدة بحذر إلى عودة الحكيم نظرا للعلاقات الوثيقة القائمة بين المجلس الأعلى من جهة وبين إيران من جهة ثانية. وأعلنت مرارا رفضها قيام نظام جديد في العراق يكون بقيادة رجال دين، إلا ان المجلس الأعلى شارك في الكثير من الاجتماعات مع مسئولين أميركيين في العراق وهو واحد من خمسة تنظيمات معارضة سابقة تشكل نواة للحكومة الانتقالية المقرر ان تبصر النور في أواخر الشهر الجاري أو مطلع الشهر المقبل.
من جانب آخر، وصل الحاكم المدني الأميركي الأعلى في العراق بول بريمر إلى بغداد، وكان بريمر وصل قبل ظهر امس إلى البصرة آتيا من الكويت وأعلن بعيد وصوله «انه تحد رائع ان نساعد العراقيين على استعادة بلادهم من نظام استبدادي»، و«أريد أيضا ان أقول كم أنا فخور بالعمل الذي يقوم به صديقي غارنر ومعاونوه وكم أنا فخور بكل ما قاموا به خلال الأسبوعين الماضيين في ظروف استثنائية». ويرافق بريمر رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الجنرال ريتشارد مايرز ورئيس مكتب إعادة الإعمار والمساعدة الإنسانية الجنرال الأميركي المتقاعد غارنر الذي سيعمل من الآن فصاعدا بإشراف بريمر. وكان هذا الوفد الأميركي زار قطر والكويت قبل العراق. وأضاف ان «هدفنا يقوم على مساعدة الشعب العراقي على إعادة إعمار البلاد». وردا على التقارير عن ان غارنر سيترك البلاد قبل الموعد الذي حدد أصلا قال بريمر «من المؤكد أنني اعتزم ان اعمل معه خلال الأسابيع المقبلة هنا لإنجاز مجموعة من الأمور المهمة». و«أريد الإعراب عن التقدير علنا لجاي وكل العاملين معه للمهمة العظيمة التي أنجزوها».
وقال غارنر بينما يقف بجوار بريمر ان التقارير عن انه سيغادر مبكرا ليست صحيحة، وأضاف «ما أقوله ان لدينا هنا فريق واحد، ومعركة واحدة». سنواصل المسيرة. وقال بريمر ان السفيرة الأميركية السابقة بزيارة بودين التي عملت منسقة لوسط العراق بما في ذلك بغداد ستعيدها وزارة الخارجية إلى واشنطن بعد أسابيع من وصولها إلى العراق «لأسباب خاصة بهم».
كما أكد وزير الدفاع البولندي جيرزي زمادزينسكي أن بلاده ستتولى السيطرة على القطاع المحتل في العراق بين بغداد و البصرة في الجنوب. وأعلن زمادزينسكي أن مؤتمرا يضم الدول التي أعلنت مشاركة «مطلقة» في القطاع الذي ستتولاه بولندا سيعقد في وارسو يومي 22 و23 من الشهر الجاري.
وكرر زمادزينسكي مطالب الرئيس ألكسندر كفاسنيفسكي ووزير خارجيته فلوديميرز سيموسيفيتش بشأن ضرورة إصدار تفويض من الأمم المتحدة لوجود قوة دولية لحفظ السلام في العراق، إلا أنه أوضح أن بلاده لا تعتزم سحب قواتها من العراق في حال عدم صدور هذا القرار. كما دعا وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان إلى قيام إدارة عراقية تمنحها الأمم المتحدة شرعيتها، ووصف، في حديث مع صحيفة «لوموند» الفرنسية مشروع القرار الأميركي المعروض على الأمم المتحدة بشأن العراق بأنه «قاعدة انطلاق وإنه «ينبغي إقامة إدارة عراقية شرعية حتى ولو كانت في بادئ الأمر مؤقتة»، موضحا ان فرنسا مستعدة لبحث اقتراح أميركي لإنهاء عقوبات الأمم المتحدة على العراق ولكنها تحتاج إلى ضمانات في مسائل متعددة بما في ذلك إنتاج النفط. على صعيد آخر أعلنت القيادة الأميركية الوسطى الإفراج عن محمد محسن الزبيدي الذي أعلن نفسه رئيسا «للمجلس التنفيذي» لمدينة بغداد في أعقاب سقوط نظام صدام حسين وذلك بعد أسبوعين من اعتقاله. وأصدر الزبيدي بيانا أكد فيه دعمه للتحالف وتعهد بالعمل في إطار سلطة.
من ناحية أخرى قال احمد جلبي ان لديه معلومات موثوقا فيها تفيد ان الرئيس المخلوع صدام حسين وابنيه مازالوا أحياء في العراق. وقال «خلايانا تؤكد انه موجود داخل العراق. وفعلا هو لم يغادر إذ انه موجود مع أبنائه لكنهم ليسوا مع بعضهم بعضا كل الوقت». وصدام يتنقل تحت حماية خاصة. والأطراف الأخرى أي «حاشيته» بعيدة عنه. وهؤلاء لا يعرفون شيئا عن مكان وجوده».
فيينا - أ ش أ
ذكرت صحيفة «ستاندر» النمساوية في عددها الصادر أمس ان مصادر عراقية موجودة حاليا في بغداد توقعت ان يكون وزير الخارجية العراقي السابق ناجي صبري مختبئا لدى الزعيم اليميني النمساوي يورغ هايدر عقب فراره من العراق وبصحبته 15 مليون دولار. ونقلت الوكالة الألمانية ما ذكرته الصحيفة على لسان مسئولين في بغداد مشيرة إلى قولهم ان صبري غادر في السابع من ابريل/ نيسان الماضي العراق متجها صوب الحدود السورية في سيارة ليموزين رسمية بعدما أخذ معه 15 مليون دولار من خزائن وزارة الخارجية وانه منذ ذلك الحين لم يظهر أي اثر لصبري أو للسيارة أو الأموال. ولا يعد ناجي صبري ضمن الأسماء الخمسة والخمسين التي أعلنت عنها الولايات المتحدة ضمن قائمة المطلوبين العراقيين إلا ان القوات الأميركية مازالت تبحث عنه. كما ذكرت مجلة «نيوز» النمساوية ان صبري من الممكن ان يلعب دورا رئيسيا في الحكومة الانتقالية العراقية المقبلة مشيرة إلى انه على رغم لهجته المتشددة فإنه يبدو في الحقيقة رجلا معتدلا. وكان يورغ هايدر دائم الزيارة لبغداد خلال العام الماضي ونقل عنه وصفه لصبري بأنه «صديق حميم»، وفي مطلع ابريل الماضي، عرض هايدر على صبري الملاذ الآمن في حال فرار الأخير من العراق مشيرا خلال مقابلة أجريت معه إلى ان إقليم كارينثيا الذي يحكمه والواقع جنوبي النمسا سيكون مكانا محتملا لإخفاء صبري
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/207432.html