العدد: 251 | الأربعاء 14 مايو 2003م الموافق 12 ربيع الاول 1424هـ
البرلمان يبارك انتخابات الجامعة
أجمع عدد من أعضاء المجلس الوطني بغرفتيه الشورى والنواب على أهمية تنمية الوعي الحضاري والديمقراطي لدى طلاب الجامعة، عبر انتخابات مجلس طلبة الجامعة، والتي تمت في الأسبوع الماضي وتوجت بوصول أول فتاة لمجلس منتخب في المملكة، وسط 13 شابا شكلوا المجلس الثاني لطلبة جامعة البحرين. وتمنوا أن يتوافر مناخ أكثر تواصلا ومدى أوسع وأرحب للصلاحيات الممنوحة لهذا المجلس البكر في الجامعة، باعتباره الممثل الأعلى لقرابة 20 ألفا من الطلاب الجامعيين، والذين يمثلون بدورهم أهم الأعمدة الثلاثة في المثلث الجامعي وهي الهيئة الأكاديمية والهيئة الإدارية والهيئة الطلابية.
تطوير الخدمات الطلابية
أكد كل من عضوي مجلس الشورى الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة وفوزية الصالح ضرورة بقاء الانتخابات في منأى عن التأثيرات الحاصلة في المجتمع، من تيارات فكرية سياسية ودينية، اذ يرى آل خليفة والصالح أن الجامعة هي من يجب أن يؤثر في المجتمع لا العكس، فهي التي تخرج الأجيال التي ستتولى المهمة في المستقبل، وأضافت الصالح: «نتمنى ألا يتم تسييس العملية، وألا تتأثر بالطائفية ولا بالتيارات السياسية، بحيث ينقل الطلاب تجربتهم إلى المجتمع لا العكس، وأعتقد أنه لو لم تتدخل هذه التيارات لتمكن الطالب من نقل إيجابيات مجتمعه بدلا من سلبياته، لذا يجب أن ننسلخ من تصنيفنا الديموغرافي والطبقي والمذهبي لنذوب في تصنيفنا الجامعي طلبة للآداب وإدارة الأعمال والعلوم أو أية كلية أخرى تحت المظلة الجامعية، الأمر الذي يسمح لنا فيما بعد بطرح قضايانا على مستوى وطني شامل لكل التيارات والأفكار والتوجهات والطوائف، ولابد لوعي الطلاب أن يقف لهذا التدخل الفكري بالمرصاد، لأن لقضايا المجتمع ناسها وأهلها الذين يتكلمون عنها، ولكن من لقضايا الطلبة غير الطلبة أنفسهم؟». وهذا ما أثنى عليه آل خليفة ورآه ضرورة حتمية لنقل الخبرات من الجامعة إلى المجتمع لا العكس، كما أن آل خليفة كان من المؤسسين لفكرة مجلس لطلبة جامعة البحرين عندما كان عضوا إداريا فيها، منذ أكثر من أربع سنوات، شارك فيها في وضع اللوائح الداخلية التي تنظم عمل المجلس وانتخاباته، مستندا هو ومجموعة أخرى من الإداريين والأكاديميين إلى النظم واللوائح التي تنظم عمل مجالس طلبة كل من الجامعات البريطانية والأردنية وجامعات من دول أخرى.
من جهته أشار آل خليفة إلى ضرورة أن يركز الطلبة في عملهم على تطوير الخدمات الطلابية وكل ما يتعلق بالحياة الجامعية، على أن يتركوا الشئون الأكاديمية للمختصين والقائمين عليها، وأوضح الأسباب وراء تلك الرؤية بقوله: «لا يمكن بالضرورة لإدارة أية جامعة أن تمنح الطلاب حق تقدير وتقرير شكل ومضمون مناهجهم الدراسية، لسبب بسيط جدا هو أنهم لا يملكون من الخبرة ما يخولهم للقيام بهذه المهمة الصعبة. فلو قمنا بمقارنة الخبرة التي يتمتع بها كل من الطلبة والأكاديميين لوجدنا أن عمر الطلبة في المجال العلمي الجامعي لا يتجاوز أربع أو خمس سنوات، في حين يتمتع الأكاديميون بخبرة تتراوح بين 20 و30 سنة وأحيانا أكثر من ذلك، مستندين في وضعهم للمناهج إلى المعايير العالمية والأعراف الجامعية المتعارف عليها عالميا، الأمر الذي لا يمكن أن يترك في أيدي الطلبة لتقريره، وخصوصا أن الطالب سيسعى في غالبية الأحوال إلى تبسيط المادة العلمية إلى الحد الذي قد ينتج لنا جيلا حاملا شهادة جامعية من دون أسس علمية سليمة.
من جهتي أؤمن بالطالب البحريني، وقدرته على التطوير والعطاء، انطلاقا من الوعي والتحضر الكبيرين اللذين يتمتع بهما، ويكفيه أنه الطالب الأوحد في المنطقة الذي يقيم أستاذه آخر الفصل الدراسي ومنهجه العلمي. وتبقى الورقة الرابحة دائما في جيب الإدارة التي يجب أن تمنح الطلبة فرصة طرح قضاياهم التي تؤرقهم وبحث سبل تطويرها، في إطار طرح متوازن من قبل الطلاب مبني على المعطيات الموجودة، فإذا أردت أن تطاع، فأمر بما هو مستطاع».
الجامعة مرآة المجتمع
من جهة أخرى يرى كل من عبد الهادي مرهون وسمير الشويخ أنه «لا ضير من أن تصطبغ الانتخابات الطلابية في الجامعة بالتيارات السياسية والأيديولوجيات التي تتبناها مختلف الكتل والجمعيات». وبرر مرهون رؤيته قائلا: «إن الانتخابات هي الضمان الحقيقي لمشاركة كل قطاعات المجتمع للإدلاء بوجهة نظرها في مختلف الشئون العامة، والطلبة هم الجيل الناشىء، ويشكلون قاعدة الهرم السكاني في مجتمعاتنا العربية ومجتمعات دول العالم الثالث، والانتخابات فرصة ذهبية لكي يتعلموا مبادىء الديموقراطية والتعددية.
وإنه لمن المفرح أن تكون البداية نزيهة وتتوافر فيها كل شروط الشفافية والصدقية، الأمر الذي يجعل من المجلس صورة حقيقية لاتحاد طلابي يعكس حقيقة الطلاب في الجامعة».
ووافقه الرأي الشويخ الذي يعتبر انتخابات الجامعة «تهيئة للطلاب للولوج إلى معترك الحياة الانتخابية على مستويات أعلى في البلاد مستقبلا، مستندا في ذلك على وعي كبير لدى الشباب بمسئولياتهم الديموقراطية تجاه المجتمع».
الفتاة والمجلس، بداية أولى
تم تشكيل مجلس طلبة جامعة البحرين لدورته الثانية بانتخاب 13 عضوا من بينهم 9 أعضاء في قائمة «الطالب أولا» التي شكلتها جماعة طلابية تنتمي إلى خط «جمعية الوفاق» قد فرضت نفسها بقوة في الوسط الطلابي. وتصدرت أول فتاة تفوز بالانتخاب قائمة منافسيها، لتثبت نفسها بعد أن أخفقت المرأة في البحرين عن الوصول إلى المجلسين البلدي والوطني. إلا أن المتمعن في المترشحات العام الماضي والمترشحات هذا العام، يرى أنهن أكثر عددا من هذا العام، ويبدو أن المترشحات للعام المقبل سيكن أكثر أيضا، مدعومات بنجاح ممثلة كلية الحقوق دعاء آل مساعد.
وعن تلك المشاركة قالت الصالح: «للأسف لا تتمتع طالبات الجامعة بالإيجابية التي تتماشى وثقلهن في الجامعة، فهن يشكلن حوالي 70 في المئة من عدد طلبة الجامعة، إلا أنهن لم يشكلن إلا نسبة نحو 10 في المئة ممن تقدموا للترشح. لابد للطالبات من المشاركة في الانشطة خارج الفصل الدراسي، ما يساهم في صقل الشخصية ومدها بالخبرات اللازمة لمواجهة حياة ما بعد الجامعة»
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/207714.html