العدد: 2112 | الثلثاء 17 يونيو 2008م الموافق 12 جمادى الآخرة 1429هـ
تقرير «تجاوزات البعثات» بيد رئيس الوزراء
كشف الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي فاضل عباس عن إن التجمع سلم رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة التقرير الذي أعده التجمع بشأن تجاوزات لجنة وإدارة البعثات بوزارة التربية والتعليم، طالبين خلال استقبال سمو رئيس الوزراء أمس مجلس إدارة جمعية التجمع الوطني الديموقراطي، تدخل سموه لمساعدة المتضررين من هذه التجاوزات.
وقال عباس في تصريح لـ «الوسط»: «نطمئن أبناءنا المتضررين من تجاوزات البعثات أن الملف أصبح الآن بأيدٍ أمينة».
وفي موضوع البعثات أيضا أعلن وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي عن وجود قائمة تضم أفضل 10 جامعات عالمية من بينها جامعتا أكسفورد وكامبردج مفتوحة للثلاثة الأوائل من جميع المساقات. وقال إن بإمكان الأوائل اختيار دراسة أي تخصص في أي جامعة من هذه الجامعات على نفقة الوزارة، لافتا خلال تفقده سير عملية التسجيل في اليوم الثاني بمدرسة أم سلمة الإعدادية للبنات يوم أمس (الثلثاء) إلى أن للمتفوقين الثلاثة الأوائل حرية اختيار أي جامعة أخرى من خارج القائمة شريطة أن تكون معترفا بها وتحقق معايير الجودة.
وفي سياق ذي صلة، أشار مدير البعثات راشد دراج إلى أن نسبة التسجيل في اليوم الثاني وصلت إلى 91 في المئة أي ما يعادل 349 متفوقة من أصل383 متفوقة وأن ثلثي المتفوقين سجلوا بواسطة شبكة المعلومات (الإنترنت).
***************************
تقرير «تجاوزات البعثات» يصل إلى مجلس الوزراء
الوسط - علي العليوات
أفاد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي فاضل عباس أن أعضاء التجمع التقوا أمس (الثلثاء) رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة.
وقال عباس في تصريح لـ "الوسط" عقب اللقاء إن "جمعية التجمع سلمت رئيس الوزراء التقرير الذي أعدته بشأن تجاوزات لجنة البعثات وإدارة البعثات بوزارة التربية والتعليم، طالبين تدخل سموه لمساعدة المتضررين من هذه التجاوزات".
وطمأن عباس المتضررين من تجاوزات البعثات، وقال: "نطمئن أبناءنا المتضررين من تجاوزات البعثات بأن الملف هو بأيدٍ أمينة لأنه بيد رئيس الوزراء الذي يرعى العلم في البحرين"، وأضاف "لدينا ثقة كاملة بأن رئيس الوزراء يعمل من أجل نهضة البحرين وفي مقدمتها نهضة أبناء البحرين جمعيهم".
وقد دشنت جميعة التجمع الوطني الديمقراطي خلال الفترة الماضية حملة ضد ما أسمته "التجاوزات في البعثات"، وتضمنت توثيق التجاوزات ضمن تقرير مفصل بالأسماء والمستندات، فضلا عن تحريك دعاوى قضائية ضد وزارة "التربية" بأسماء المتضررين من توزيع البعثات.
*******************************************************
فيما نفى وجود قائمة بعثات «تحت الطاولة»
النعيمي: 10 جامعات عالمية للثلاثة الأوائل من بينها أوكسفورد وكامبردج
المنامة - زينب التاجر
أعلن وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي وجود قائمة تضم أفضل 10 جامعات عالمية من بينها جامعتا أوكسفورد وكامبردج ستخصص للثلاثة الأوائل من جميع المساقات ليتسنى لهم اختيار دراسة أي تخصص في أية جامعة منها على نفقة الوزارة، لافتا خلال تفقده سير عملية التسجيل في اليوم الثاني بمدرسة أم سلمة الإعدادية للبنات أمس (الثلثاء) إلى أن للمتفوقين الثلاثة الأوائل حرية اختيار أية جامعة أخرى من خارج القائمة شريطة أن يكون معترفا بها وتحقق معايير الجودة.
ونفى النعيمي ما تردد بين الطلبة عن وجود قائمة خفية للبعثات تحت الطاولة تضم بعثات للولايات المتحدة ونيوزيلندا، مؤكدا أن قائمة الوزارة هي المعلنة في الصحف المحلية فقط وتم استحداث بعثات فيها لأستراليا وماليزيا هذا العام.
تسجيل %91
وفي سياق ذي صلة، أشار مدير البعثات راشد دراج إلى أن نسبة التسجيل في اليوم الثاني وصلت إلى 91 في المئة أي بمعدل 349 متفوقة من أصل383 متفوقة وأن ثلثي المتفوقين سجلوا بواسطة شبكة المعلومات الإنترنت، لافتا إلى أن اليوم (الأربعاء) هو اليوم الأخير لتسجيل البعثات والمنح وسيخصص للمتفوقات اللاتي تقل نسبتهن عن 95 في المئة.
وأضاف أن «القاعة مجهزة بمرشدين أكاديميين وكشافة فضلا عن فنيي تقنية المعلومات لمساعدة المتفوقين على إنهاء إجراءات تسجيلهم بسلاسة»، في الوقت الذي لفت النعيمي إلى وجود لجنة لكل تخصص تعنى بشرح ماهيته ومتطلباته للمتفوقين قبل التسجيل وقسم للإرشاد الأكاديمي وزاوية للحكومة الإلكترونية التي تعمل بالتنسيق مع الموقع الإلكتروني للوزارة.
وخلال جولة دشنها الوزير لاستقصاء انطباعات المتفوقين، أكد أن جميع المتفوقين الذين تبدأ نسبتهم من 90 في المئة وأكثر سيحصلون على بعثة أو منحة أو مخصص مالي على أقل تقدير، مشيرا إلى أن الوزارة عمدت إلى زيادة عدد البعثات هذا العام وزيادة الموازنة المخصصة لها تماشيا مع زيادة عدد المتفوقين.
وربط الوزير أسباب قلة عدد بعثات الطب التي لا تتجاوز 18 مقعدا بين بعثة ومنحة مخصصة للذكور والإناث بالموازنة وحاجة سوق العمل، موجها الطلبة المتفوقين الذين تقل نسبتهم عن 98 في المئة إلى اختيار تخصصات أخرى غير الطب لكثرة الطلب عليه لضمان حصولهم على فرصة تحقيق رغبتهم.
وفي ما يتعلق باعتراض المتفوقين الذكور على توزيع البعثات والمنح وفقا للمعدل ومناسبة الطالبات المتفوقات لهن؛ مما يقلل فرصهم في نيل البعثات، شدد الوزير على أهمية الإنصاف بين الطلبة من الجنسين وهو الأمر الذي فسر توزيع البعثات والمنح وفقا للمعدل وتجاوز الجندرية، مستدركا بالقول إن «بعض التخصصات كالطب والصيدلة ومقاعد كلية المعلمين والتقنية وزعت وفقا للتناسب وليس على المعدل إيمانا من الوزارة بوجود حاجة لكلا الجنسين في سوق العمل ولاسيما بعد الرجوع لاحتياجات وزارة الصحة».
وفصّل بأن «هناك 18 مقعدا بين بعثة ومنحة للطب، 10 بعثات و8 منح للبنات والبنين»، ولفت إلى أن نسبة المتفوقات كبيرة؛ لذا وجب اعتبار المعدل المحك في المفاضلة، فضلا عن أن بعض الجامعات تشترط مقعدا لجنس دون الآخر.
وفي سياق ذي صلة، جاء على ذكر 50 بعثة في كلية التقنية، 30 منها لمعلمي التعليم الصناعي وذلك لتجاوز العجز الذي ألم بالتعليم الصناعي نتيجة انتقال 50 معلما صناعيا إلى القطاع الخاص لنيل مردود أكبر ومستقبل أفضل.
وأضاف أن «الوزارة تحاول سد النقص بتشجيع المتفوقين على الانخراط في القطاع الصناعي. لذا جاء التنسيق للتعاون مع جامعات ماليزيا لتلبية احتياجات الوزارة من معلمي الصناعي كما تعكف الوزارة في حل بديل على الاستعانة بمدرسين من خارج البحرين».
النعيمي: الوزارة ملتزمة نشر نتائج البعثات
وأضاف وزير «التربية» أن «الوزارة مستمرة في نشر نتائج البعثات بكل تفاصيلها كما هو معتاد سنويا، حيث سيتم نشر جميع أسماء الطلبة المستفيدين من البعثات والمنح ومعدلاتهم التراكمية والتخصصات والجامعات التي حصلوا عليها في إطار التنافس القائم على أساس تكافؤ الفرص والشفافية الكاملة».
وعلى صعيد آخر، علّق وكيل الوزارة لشئون التعليم والمناهج عبدالله المطوع على هامش فعاليات التسجيل في اليوم الثاني على قضية تشكيل لجنة تحقيق مع الأمين العام لجمعية التجمع الوطني الديمقراطي فاضل عباس - الذي يعمل في الوزارة - إثر تصريحاته الأخيرة عن تمييز البعثات بأن «لكل فرد في هذا الوطن حرية الرأي التي يجب أن تقف عند حدود حرية رأي الطرف الآخر»، على حد قوله.
وبالعودة إلى أجواء التسجيل، ذكر المطوع أن من ملامح خطة البعثات لهذا العام الامتداد الجغرافي لمواقع الابتعاث وبالتالي زيادة عدد جامعات الابتعاث وزيادة عدد البعثات بالضرورة مقارنة بالأعوام السابقة فضلا عن ترك الحرية للمتفوقين من كلا الجنسين لاختيار التخصص الذي يرغبون في دراسته لاثنتي عشرة رغبة.
وأضاف أن «العام الجاري شهد توزيع البعث والمنح وفقا للمعدل وليس الجنس عدا بعثات الطب لحاجة البحرين للأطباء من كلا الجنسين إلى جانب تلك المنح والبعث التي تشترط الدول المانحة جنسا لمقعدها».
وواصل «على المستوى النوعي للبعثات إن الوزارة عكفت على التركيز في خطتها على تخصصات تتماشى مع متطلبات سوق العمل من جهة وطموحات الشباب من جهة أخرى وتركت المجال مفتوحا أمام المتفوقين وأصحاب المعدلات العالية الذين يرغبون في الانخراط في سلك التدريس لاختيار البعثات الخاصة بكلية البحرين للمعلمين وكلية بوليتكنك البحرين»، مشيرا إلى أن هذا التوجه يأتي انسجاما مع التطور الحاصل في قطاع التعليم في البحرين وتماشيا مع المبادرات التطويرية التي أطلقتها الوزارة بالتعاون مع مجلس التنمية الاقتصادية وفق خطة تركز على المشاريع التربوية بعد دراسة مستفيضة مع بعض الجهات في الوزارة والاستئناس برأي الجهات ذات العلاقة من خارج الوزارة وموافقة لجنة البعثات عليها.
وللمتفوقين كلمة...
ومن الأجواء الرسمية كانت أحاديث المتفوقين الجانبية المتنفس الوحيد لهم؛ تعبيرا عن كلا الرأيين، فكان لـ «الوسط» جولة سريعة لتقصي تلك الأحاديث التي انتقدت قلة عدد بعثات الطب وعدم ملاءمة نوعية البعثات للمساقات وطموحات الطلبة وغياب بعض التخصصات المهمة فضلا عن وجود تخصصات تعد أقل أهمية ولا تلبي طموح المتفوقين من الطلبة والطالبات فضلا عن عدم وضوح بعض أسماء التخصصات في استمارة التسجيل وغيرها.
إلى ذلك، استغربت الثانية على المساق التجاري فاطمة عباس مهدي (98.4 في المئة) وزميلتها دلال خالد (95.7 في المئة) قلة عدد البعثات المخصصة للمساق التجاري فضلا عن اقتصارها على بعثات داخل البحرين عدا واحدة للشارقة لدراسة التربية الخاصة.
وأضافتا أن «بعض البعثات لا تتناسب مع طبيعة المساق وأن هدفهما هو دراسة تخصص يتماشى مع رغبتهما لا تخصصٍ في الخارج فحسب»، ولفتتا إلى أنهما صدمتا بقرار منح الطلبة الثلاثة الأوائل في جميع المسارات حرية اختيار دراسة أي تخصص في أي جامعة في العالم على نفقة الوزارة من الصحف المحلية اليومية؛ مما حرم المتفوقين فرصة البحث عن أفضل الجامعات العالمية والتخصصات المطروحة ولاسيما أن عليهم تسليم استمارة التسجيل قبل الساعة الثانية عشرة من ظهر أمس.
وفي ما يتعلق باتباع النظام الإلكتروني في التسجيل، لفتتا إلى أن التسجيل اليدوي أكثر أمانا وراحة بالنسبة إليهما ولاسيما مع تناقل أوساط الطلبة أخبارا عن وجود أخطاء في الأرقام السرية والمعدلات التراكمية.
وانتقدتا تركيز البعثات والمنح على جامعة البحرين، مثمنين وجود بعض الجامعات الخاصة القوية والمعروفة في قاعة التسجيل.
واختلفت آيات مهدي (توحيد مسارات 97.9 في المئة) وأيمان سيدعلي (علمي 97 في المئة) مع سابقتيهما في التعامل مع التسجيل عن طريق الإنترنت، إذ رأتا أن التسجيل عن طريق الإنترنت أسرع ويوفر جوا نفسيا مريحا وحضورا ذهنيا صافيا في جو عائلي، في الوقت الذي وافقتا على رأي سألفتيهما بكون عدد البعثات قليلا وأن على الوزارة رفع الموازنة المخصصة للبعثات لاستيعاب جميع رغبات الطلبة ومحاولة استثمار المقاعد المخصصة لبعض البعثات غير المهمة كالزراعة والنجارة والخزف والفنون بتخصصات أكثر أهمية كالطيران والاتصالات والهندسة وتقنية المعلومات على حد قوليهما.
واقترحتا أن تكون مخصصات المنح موازية لمخصصات البعثات، على حين لم يختلف رأي حوراء عبدعلي (97.1 في المئة) الراغبة في دراسة الطب أو إدارة الأعمال وزميلتها زينب محمود (97.4 في المئة) الراغبة في دراسة الطب، اللتين أشارتا إلى قلة عدد البعثات والتخصصات المهمة ووجود أكثر من 20 مقعدا لتخصصات من المؤكد لن يرضى بها أي متفوق.
ابنة العضو البلدي يوسف ربيع إلى الطب
95.1 في المئة هي نسبة ابنة عضو مجلس بلدي الشمالية يوسف ربيع آمال الراغبة في دراسة الطب أو العلاج الطبيعي، والتي كان لـ «الوسط» حوار سريع معها على هامش فعاليات اليوم الثاني للتسجيل، إذ رأت ضرورة زيادة موازنة التعليم ولاسيما تلك المخصصة للبعثات والمنح الدراسية لتتماشى مع الزيادة المتسارعة في عدد المتفوقين في كل عام.
وفي ما يتعلق بالحديث الذي يدور بين أوساط المتفوقين عن تخوفات لوجود بعض التمييز في توزيع البعثات، ذكرت أنهم بصفتهم طلبة وطالبات متفوقين يثقون بشخص الوزير النعيمي لمنع أي تجاوز من هذا النوع ولاسيما أن استقامة هذه العملية سترمي بثقلها إيجابا على الصورة الذهنية للوزارة لدى الطلبة وسيسجل هذا الأمر للوزارة على أنه مظهر من مظاهر المواطنة ولاسيما أن من المعيب أن يتم التمييز في أحد أهم القطاعات التي تعنى بالتربية قبل التعليم.
وأضافت أن على النواب تفعيل تحركات للوقوف أمام أي محاولات لضرب مشروع جلالة الملك الإصلاحي الذي يؤكد تجويد التعليم.
أما ما يتعلق بعزوف معظم الطلبة والطالبات عن مقاعد الجامعات الخاصة فذكرت أنها لا تفكر إطلاقا في الدراسة في إحدى تلك الجامعات لا انتقاصا منها وإنما لكون معظمها حديث العهد كما أن البعض الآخر لم يستكمل معايير نظام الجودة وغير معترف به عالميا؛ الأمر الذي من شأنه أن يعرقل خطة الطلبة في استكمال دراساتهم العليا خارج البحرين.
*********************************
فيما تحدت واقعها بمعدل 94.21
أول «طالبة دمج» مكفوفة ترفع شعار التفوق في الأخلاق ولا مجال لليأس
الوسط – زينب التاجر
تحدت واقعها رافعة شعار يرفض اليأس ولا يعترف بالمستحيل، لتنظم لصفوف زميلاتها من المتفوقات وتسبق البعض منهن أيضا بنسبة وصلت إلى 94.21 في المئة، حورية محمد علي متفوقة مكفوفة لبقة ذات قسمات تشع بالتفاؤل آثرت أن تكون لها كلمة عبر سطور «الوسط» في ملحق المتفوقين لتؤكد حقها في الانخراط في مجتمع تقبلها في مقاعد الدراسة الإعدادية كزميلة وأخت ومتفوقة وها هي اليوم تشارك زميلاتها نكهة التفوق كما شاركتهن مشقة الدراسة بواقعها الذي لم يقف كعثرة أمام تحقيقها لحلمها.
شهدت مقاعد مدرسة عالية الإعدادية للبنات استضافة أول طالبة دمج في المرحلة الإعدادية والتي تخوفت المدرسات من التعامل معها في بادئ الأمر إلى أن جاء وقت تهافتت فيه المدرسات لتدريسها بعد أن أثبتت أن ظروفها ليست سوى حافز لها لتحقيق المزيد، لتؤكد أن التفوق لا يكمن في تحصيل الدرجات وإنما في الأخلاق وأن الحياة تتطلب تحدي اليأس وعدم الخضوع للحظات الضعف.
وعبر هذه السطور تهدي حورية باقة ورد لأمها الغالية التي كانت العون لها لتحقيق هذا المستوى وباقة ورد أخرى لجميع مدرساتها لتشجيعهم لها طوال مشوارها الدراسي، آملة أن تنخرط في المساق الأدبي لتلتحق بتخصص أدب - إنجليزي في المرحلة الجامعية وتحقق ما تصبو له.
ولم يقف تفوق حورية على صعيد التحصيل الدراسي وإنما تفوق في كسب علاقات طيبة جدا مع زميلاتها من جهة ومدرساتها فضلا عن الهيئة الإدارية، مثمنة تعاون الجميع معها وأملت أن تشهد سنوات عمرها الثلاث المقبلة على مقاعد المرحلة الثانوية ذات التعاون في دولة تهتم بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة وتسلط الضوء على احتياجاتهم.
ولم تغفل لباقة حورية من توجيه كلمة شكر للقائد العام لقوة الدفاع الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة لتبرعه لها ببرنامج ناطق للمكفوفين الأمر الذي أسهم في قدرتها على التعامل مع الحاسب.
فرحة جديدة وبنكهة مختلفة عاشتها «الوسط» مع والد ووالدة المتفوقة حورية واللذين وجها شكرهما إلى مدير المعهد السعودي وللهيئة التعليمية والإدارية في المدرسة ولصحيفة «الوسط»، ولوزير التربية والتعليم الذي من المزمع أن يكرم حورية يوم الثلثاء المقبل.
**********************************************************
المدرّسون يحمّلون «كثافة المنهج» المسئولية والطلاب: «التصحيح بالشبر»!
موضوعات التعبير معضلة... فهل يبصر مقرّر «عَبَر 101» النور؟
الوسط - محمّد المخلوق
كان موضوع التعبير ولايزال يشكّل عامل قلق لكثير من طلاب المدارس أثناء تقديم الامتحانات النهائية، ولاسيما في المرحلة الثانوية، فكيف تكفي ساعتان من التفكير والقلق لحلّ أسئلة اللغة العربية مع كتابة موضوع تعبير يراعي تسلسل الأفكار وسلامة الأسلوب وحسن الخطّ وصحة الإملاء. فسؤال التعبير ترصد له ثلاثون درجة من بين مئة درجة، أي 30 في المئة من الدرجات تنصرف إلى موضوع الإنشاء، فيما الطالب لا يتدرّب أصلا على التعبير طوال الفصل الدراسيّ إلا مرة أو مرتين.
«الوسط» حاولت أن تقف على بعض معاناة الطلاب وشكاوى مدرّسي اللغة العربية في هذا المجال، فوجدت أن ثمّة استياء بالغا من طلاب المدارس من موضوعات التعبير، وأن ثمّة دعاوى يطلقها بعض المدرّسين إلى إفراد التعبير بمقرّر خاص بآليات محددة وحصص مفرّغة جريا على بعض خطوات النظام المعمول به قديما، وعدم تحميل الطلاب خطأ المناهج المكثفة التي تحرمهم من ممارسة التعبير كمهارة وكفاية تحتاج تدريبا وتمرينا متواصلين.
مدرّس اللغة العربية محمد جعفر قال إن طلبة الثانوية يعانون من موضوعات التعبير الأمرّين، فالطالب مكلّف بكتابة موضوع تعبير في الامتحان النهائيّ وعينه على ثلاثين درجة قد يخسرها بسبب ضيق الوقت وعدم القدرة على التركيز. وأشار جعفر إلى أن الطلاب لا يتدرّبون على التعبير بشكل كافٍ بسبب ضغط المناهج، وحتى لو ضغط المدرّس على نفسه وأعطى الطلاب موضوعي تعبير أو ثلاثة فإنه ليس قادرا على مراجعة الأخطاء معهم والجلوس مع كل واحد منهم لإجراء عملية تقويم وتقييم.
«مصيبة التعبير» والسبب كثافة المنهج
من جانبه لفت المدرّس مهدي عباس إلى أن المدرّس إذا تراكمت عليه ستون ورقة تعبير أو أكثر وعليه أن ينجزها في وقت قصير وسط ركام الأعمال المكلّف بها في المقرّر نفسه ومن الهيئة الإدارية والتعليمية فإن تقييمه لا يكون علميا بطبيعة الحال، كما أن المدرس لا يحصل على الوقت الكافي لمناقشة الطلاب فيما كتبوه، فهو يأخذ الأوراق ويصحّحها ثم لا يراها الطلاب بعد ذلك، إذ تظلّ عنده لرصد الدرجة ثم للتأكد من المرصود من قبل لجنة الضبط، فكيف يعرف الطالب حينها أخطاءه.
وأكد عبّاس أن كثافة المنهج عامل كبير في ضعف التركيز على مهارة التعبير من قبل معلّمي اللغة العربية في كل المراحل الدراسية، مشيرا إلى ضرورة تخصيص مقرّر للتعبير يمكن أن يسمّى «عبر 101» أسوة ببقيّة أسماء المقرّرات المختصرة، ويكون هذا المقرّر مخصّصا لتنمية مهارة التعبير لدى الطلاب.
تخصيص مقرّر لتدارك المأساة
أما المدرّس جعفر حسن فأشار إلى أن فكرة تخصيص مقرّر للتعبير وجيهة تماما، ويمكن من خلالها التطرّق إلى موضوعات محدّدة يتمرّن الطالب على الكتابة فيها وتكون من نسق واحد، طارحا مثلا لذلك «التعبير الوصفي، فمن خلال عدة تقنيات يمكن أن نمرّن الطلاب على كتابة النصّ الوصفي بعد التعرّف على عدّة نماذج من تلك الموضوعات مثبتة أمامه».
وذكر حسن أنه من خلال ذلك المقرّر يمكن في النهاية أن نعطي الطالب ساعة أو أكثر ليمتحن في كتابة موضوع مماثل، فالفكرة التي يسعى إليها التعبير أن يتكلّم الطالب بأسلوبه، مفعّلا مهاراته اللغوية والأسلوبية التي اكتسبها طوال مراحل دراسته. واستشهد حسن بمنهج اللغة الإنجليزية الذي يخصّص مقرّرا للكتابة.
وأيّد فكرة حسن المدرّس علي حسين الذي قال إن أمام الوزارة أفكارا عدّة لهذا المقرّر، فهناك التعبير الوصفي والسرديّ والحجاجيّ الذي يمكن تمرين الطلاب على كتابته، بعد دراسة تقنيات كل نوع منه، ومن خلال نصوص عدّة يقرأها الطالب ويتمرّن على الكتابة على نسقها، من دون أن يشوّش على الفكرة التي يسعى لمحاكاتها شيء من بقية المقرّر.
ونوّه حسين إلى أن التعبير يعاني من أزمة حاليا ما يوجب سرعة تدارك أوضاعه قبل أن يسوء الوضع، ولاسيما مع تدهور مستوى الطلاب التعليمي وخصوصا في اللغة العربية، لافتا إلى أن فكرة تخصيص مقرّر للتعبير ممتازة.
وقال حسين إن «ما يحتاجه الطلاب حاليا هو التدرّب على التعبير الوظيفيّ الذي يهدف إلى تسهيل الاتصال بالناس من أجل قضاء الحاجات المعيشية بما يتميّز به من مباشرة وإيصال الرسالة بأقصر الطرق دون تطويل، بخلاف ما درج عليه الطلاب من تعبير إبداعيّ ينقل الأفكار والأحاسيس بطريقة شائقة تتصف بالجمالية ورقة الأسلوب ورشاقته، وهو ما يكون خاضعا بالعادة لميول المدرّس وأفكاره دون وجود محدّدات واضحة أمامه».
من جانبه، أوضح المدرّس جاسم عبدالعزيز أن مشكلة التعبير تكمن - بالإضافة إلى ما يعتور المقرّر من نقص - في الطلاب أنفسهم الذين يعانون من ضعف المستوى التحصيليّ وغياب الوعي والإدراك بما يجري حولهم نتيجة ضعف قراءاتهم وعدم متابعتهم للأخبار، مستشهدا على ذلك بطلبه من طلابه كتابة موضوع عن العراق والعمليات الإرهابية الجارية فيه، فوجد أن بعض الطلاب لا يعرف ما يجري في خارج محيطه الخاصّ أصلا، فضلا عن الشأن المحليّ أو العالميّ.
تعبير «النهائيّ» من غير مسوّدة
أما من جهة الطلاب، فإن الطالب خالد إبراهيم قال إن مدرّس اللغة العربية يعطيهم موضوع التعبير ويكتبونه إلا أنهم لا يرون الأوراق بعدها أبدا، وهم يعرفون درجاتهم لاحقا من دون معرفة أخطائهم، ما يجعلهم لا يشعرون بتقدّم أبدا، إذ تظلّ المستويات على ما هي عليه طوال ثلاث سنوات. وقال معلّقا «من الظلم أن نحاسب في الامتحانات النهائيّة على مستوى نظلّ نحمله طوال ثلاث سنوات في الثانوية من دون أن نتلقى أيّ توجيه أو دفع للتطوير».
أما حسن مهدي فقال إن الوقت المخصّص للتعبير في الامتحانات النهائيّة لا يتناسب مع كمية الأسئلة التي يكون أعقد سؤال فيها التعبير الذي يحتاج إلى التفكير وترتيب الأفكار، مبينا أن التعبير في الامتحانات النهائيّة لا توجد له مسوّدة ليكتب فيها الطالب ويعدّل بعد ذلك، بل هو يكتب ولا يمكنه تدارك الخطأ بعد ذلك، إذ عليه السير دون الرجوع للخلف.
موضوعات مكرّرة وتصحيح بالأشبار
الطالب سلمان غلوم وصف بعض موضوعات التعبير بـ «المقرفة»؛ لأنها مكرّرة، وقال «منذ أن كنت في الإعدادية كان يطلب منا كتابة موضوع عن العطلة الصيفية وعن تقاليد الاحتفال بعيدي الفطر والأضحى وعن رحلة إلى البرّ، وهذه الموضوعات صارت مكرّرة ومملّة». وقال غلوم «واقعا وجدت أن بعض المدرسين لا يباشرون التصحيح أصلا، بل يضعون الدرجات وفق المساحة المكتوبة دون اعتبار للمكتوب». ووافق غلوم الطالب جعفر مكي الذي قال إن «بعض المدرّسين فعلا لا يقومون بتصحيح موضوعات التعبير بسبب ضغط المقرّرات وبقية الاختبارات، فيما الطلاب لا يعيرون التعبير أهمية طوال الفصل ولذلك يشعرون بالصدمة في الامتحانات النهائيّة إذ يتشدّد المعلّمون في التصحيح، فتكون نتائج امتحانات اللغة العربيّة ضعيفة، والمتهم الأوّل في ذلك كلّه هو التعبير الذي لابدّ من إيجاد حل لمشكلته».
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/300904.html