العدد: 2122 | الجمعة 27 يونيو 2008م الموافق 22 جمادى الآخرة 1429هـ

السعودية تريد جعل المدينة المنورة مركزا للمعرفة والتقنيات الحديثة

على بعد بضع كيلومترات من المسجد النبوي الشريف، بدأت أعمال إنشاء «مدينة المعرفة الاقتصادية» وهي مشروع طموح يهدف إلى جعل المدينة المقدسة مركزا للمعرفة والتقنيات الحديثة.

ومدينة المعرفة الاقتصادية هي رابع مشروع مدينة جديدة يطلق في المملكة العربية السعودية منذ 2005 بهدف خلق مناطق اقتصادية جاذبة.

وأولى هذه المدن وأكبرها هي مدينة الملك عبدالله الاقتصادية التي يتم بناؤها على مساحات شاسعة في منطقة رابغ على الساحل الغربي.

وقال محافظ الهيئة السعودية العامة للاستثمار الهيئة الحكومية التي تهدف إلى تشجيع الاستثمارات الأجنبية في المملكة عمرو الدباغ: «إن مشروع المدينة الجديدة مستوحى من نحو ثلاثة آلاف منطقة اقتصادية خاصة موجودة في العالم لكن بميزات فريدة».

وأضاف الدباغ في حديث مع وكالة «فرانس برس»: «نحن نسمي هذه المدن مدنا اقتصادية؛ لأنها تحوي مكونات أكثر»، مشيرا بشكل خاص إلى الأحياء السكنية ومناطق العمل والتسلية وغيرها. وكان الدباغ يتكلم على هامش منتدى استضافته المدينة المنورة وحضره على مدى يومين نحو مئة عالم وأكاديمي، غالبيتهم من المسلمين، من شتى أنحاء العالم.

واعتبر الدباغ أن المدن الاقتصادية التي يتم بناؤها في السعودية «أمكنة» يمكن لسكانها أن يعملوا وأن يكسبوا المال وان يعيشوا أيضا حياة هانئة».

وأشار الدباغ إلى أن هذه المشروعات «يطورها جميعها القطاع الخاص» فيما يقتصر دور الدولة على «حل المشكلات والتأكد من قيام بيئة مناسبة للأعمال».

وتندرج مشروعات إنشاء هذه المدن الاقتصادية الضخمة في السعودية ضمن «الفورة» الاقتصادية الكبرى التي تشهدها المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم. ولكن على الرغم من العائدات النفطية الهائلة (94 مليار دولار في 2007، وتوقع تسجيل نحو 700 مليار دولار من العائدات النفطية في 2008 و2009 بحسب دراسة حديثة)، تركت الحكومة السعودية القطاع الخاص يمول هذه المدن.

وسيكلف إنشاء مدينة المعرفة الاقتصادية لوحدها 30 مليار ريال (نحو ثمانية مليارات دولار)، وهي مدينة مصممة لتستوعب 130 ألف نسمة.

وأوضح الدباغ أن العامل الأساسي لإطلاق هذه المدن هو المردودية، مشيرا إلى أنه يتم البحث حاليا في إنشاء مدينتين اقتصاديتين إضافيتين عبر دراسة إمكان نجاحهما تجاريا.

وستؤوي هذه المدن الاقتصادية في السعودية في 2020 ما مجموعه 8.4 مليون نسمة، كما ستسمح بخلق نحو 2.1 مليون وظيفة.

وفي بلد نصف سكانه ما دون الـ 18 عاما، يشكل خلق الوظائف عاملا حيويا لأسباب اقتصادية وأيضا سياسية.

وبالنسبة لمدينة المعرفة الاقتصادية، فإن العنوان العام للمشروع هو المعرفة والعلوم مع تشديد على التعليم والصحة وتكنولوجيا المعلوماتية. ويهدف مصممو المدينة بشكل خاص إلى الاستفادة من صورة المدينة المنورة في العالم الإسلامي.

وفي حديث مع «فرانس برس»، قال رئيس الشركة التي تقوم ببناء المدينة محمد باوزير، إن المدينة المنورة «كانت مهد الحضارة الإسلامية» بعد الهجرة. وأضاف «لقد بدأ كل شيء هنا». ويأمل مطورو المدينة أن تستقطب العلماء المسلمين من شتى أنحاء العالم، وإنما أيضا الشركات الأجنبية الراغبة في فتح قنوات تواصل مع العالم العربي والإسلامي. لكن تبقى هناك علامات استفهام عديدة عن الهدف الحقيقي من إنشاء هذه المدن ومدى استدامتها.

وقال أكاديمي أسيوي يدرس في إحدى الجامعات السعودية لوكالة «فرانس برس» طالبا عدم الكشف عن اسمه، إن مدينة المعرفة الاقتصادية شأنها شأن باقي المدن الاقتصادية تعكس مشروعا عقاريا على النمط الذي نراه في دبي أكثر مما تعكس مشروعا تنمويا اقتصاديا وعلميا. وأضاف «إنهم يقومون بمشروعات بناء وعقار (...) إنهم يقومون بذلك في عدة أماكن وتحت عدة مسميات».


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/302612.html