العدد: 259 | الخميس 22 مايو 2003م الموافق 20 ربيع الاول 1424هـ
البنتاغون تختار «سرا» شركة هاليبيرتون
كشفت مصادر أميركية مطلعة معلومات جديدة عن الكيفية التي اختارت فيها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) شركة هاليبيرتون لإدارة صناعة النفط العراقية، وقالت هذه المصادر ان البنتاغون كانت قبل أشهر من العدوان الذي شنته قوات الغزو الأميركي على العراق تعمل سرا مع شركة هاليبرتون للخدمات النفطية التي كان نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني رئيسا لها حتى حملة الانتخابات الرئاسية في أغسطس/آب 2000، حول صفقة تعطي هذه الشركة التي تعتبر ثاني اكبر شركة خدمات نفطية في العالم سيطرة تامة على حقول النفط العراقية.
وتثبت أحاديث لمديرين تنفيذيين في الشركة ووثائق تخص الصفقة أن العدوان الأميركي على العراق واحتلاله إنما كان للسيطرة على ثاني أكبر احتياطيات للنفط في العالم بقدر ما كان للإطاحة بنظام حكم الرئيس العراقي صدام حسين. وهذه الصفقة بين البنتاغون وشركة «كيلوغ براون آند رووت» التابعة لهاليبيرتون من اجل إدارة الصناعة النفطية في العراق قد تم تدبيرها في أوائل شهر أكتوبر / تشرين الاول 2002 ، قد تبلغ قيمتها في النهاية سبعة مليارات دولار. وكان ذلك الوقت افضل وقت بالنسبة للشركة لأنها كانت تعاني من انخفاض في إنتاج النفط المحلي وهبوط في أسعار أسهمها وشائعات عن أن الشركة قد تضطر للتقدم بطلب لإعلان إفلاسها. ولكن أخبار الحرب الوشيكة في العراق كانت تعني أن المتاعب المالية لشركة هاليبيرتون ستكون جزءا من الماضي كما كان نظام حكم الرئيس العراقي صدام حسين.
وقد أدى الإعلان عن عقود هاليبيرتون النفطية في العراق إلى مضاعفة سعر سهمها في وول ستريت يوم الثالث عشر من الشهر الجاري من نحو 12 دولارا إلى 23,90 دولارا، مما أدى إلى مضاعفة قيمة الأسهم التي يمتلكها تشيني في الشركة حيث كشف تقرير الذمة المالية لتشيني لدى تقديم أوراق ترشحه نائبا للرئيس في الانتخابات الرئاسية القادمة أن ثروته تقدر بأكثر من مائة مليون دولار.
وتظهر الوثائق السرية منذ نوفمبر / تشرين الثاني 2002 أن البنتاغون أوصت بأن يقدم فيلق المهندسين في الجيش عقدا إلى شركة «كيلوغ براون أند رووت» من أجل إطفاء الحرائق في آبار نفط في العراق إضافة الى «تقويم حالة البنى التحتية المتعلقة بالنفط؛ وتنظيف التسرب النفطي أو غيرها من الأضرار البيئية بمرافق ومنشآت النفط ووضع تصميمات هندسية وإصلاح أو إعادة بناء البنى التحتية المتضررة والمساعدة في تشغيل المرافق وتوزيع المنتجات النفطية ومساعدة العراقيين في استئناف عمليات شركة النفط العراقية».
وعندما تعرض فيلق المهندسين في الجيش إلى الانتقاد علنا من أعضاء في الكونغرس الأميركي في وقت سابق من هذا العام بسبب تقديمه العقد بدون أي مناقصة إلى شركة «كيلوغ براون أ ند رووت» قال فيلق المهندسين ان الشركة لن تقوم بأكثر من إطفاء نيران آبار النفط المشتعلة. وقد اختيرت هذه الشركة؟ طبقا لما ذ كره فيلق المهندسين لأنها يمكن أن «تنتشر بمجرد إشعار قصير».
وقال ستة موظفين في شركة هاليبيرتون انهم لا يعتقدون أن تشيني لعب أي دور في تأمين الشركة لهذا العقد المربح من الحكومة الأميركية؛ ولكنهم أشاروا إلى أن فيلق المهندسين في الجيش تعمد التقليل من أهمية دور الشركة في إصلاح البنى التحتية في العراق بسبب روابط الشركة مع تشيني وما سينجم عن ذلك من انتقاد - على الأرجح - من الديموقراطيين في الكونغرس الذين يدّعون أن الحكومة تقوم بالمحاباة. وقال أحد المديرين التنفيذيين الذي قدم الوثائق وطلب عدم ذكر اسمه «إن هاليبيرتون تعمل ولا تزال مع الحكومة الأميركية منذ الأربعينات من العقد الماضي؛ ولكن لأن نائب الرئيس ديك تيشني كان يدير المؤسسة فان كل واحد سيفترض بصورة أوتوماتيكية أنه كان له دور ما في عقود الحكومة التي هي لدى الشركة الآن».
وطبقا لما قاله مديرون تنفيذيون في الشركة، فان موظفين فيها كانوا يعملون من غرفة أحد فنادق الكويت منذ شهر نوفمبر الماضي لتقويم البنى التحتية النفطية العراقية ورسم الخطط لتشغيل صناعة النفط العراقية. وقد درست الشركة مشاكل شركة النفط الوطنية العراقية وحتى لوائحها التنظيمية حتى تستطيع هاليبيرتون والجيش التأكد من العراقيين التكنوقراط الذين يمكن الوثوق بهم والآخرين الموالين لصدام حسين
وذكرت هاليبيرتون أنها بدأت لأول مرة العمل في إعداد خطة لإصلاح البنى التحتية النفطية العراقية بناء على طلب من البنتاغون. ومنذ 11 سبتمبر فان «كيلوغ براون أ ند رووت» هي الشركة الوحيدة التي جنت أرباحا مما يصف بـ «الحرب ضد الإرهاب» واستنادا إلى أدائها في إمداد القوات الأميركية في البلقان بالسكن والطعام والماء والبريد وغسل الملابس والمعدات الثقيلة، وهو عمل تلقت مقابله حتى الآن ثلاثة مليارات دولار. كما أن الشركة حصلت على صفقة لم يسبق لها مثيل مدتها عشر سنوات في شهر ديسمبر عام 2001 لتزويد العمليات العسكرية الأميركية حول العالم بدعم لوجيستي مماثل. وتساعد الشركة أيضا في إدارة قاعدة إنجيرلك الجوية في جنوبي شرقي تركيا، وغيرها من المنشآت العسكرية الأميركية في تركيا. وتلقت الشركة 65 مليون دولار لدعم قواعد في أفغانستان وأوزبكستان؛ كما حصلت على 33 مليون دولار في بناء زنازين للمعتقلين في قاعدة غوانتنامو الأميركية في كوبا
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/307818.html