العدد: 303 | السبت 05 يوليو 2003م الموافق 05 جمادى الأولى 1424هـ
وللحمام جمعياتها ومأكولاتها المستوردة من ألمانيا وهولندا
أول معرض للحمام في الخليج: كؤوس وجوائز وشهادات تقديرية أيضا!
قبل أن أذهب لتغطية هذا الحدث كنت أحمل تصورا بسيطا لما كان ينتظرني في مركز السنابس الثقافي، كنت أتوقع صورة لا تختلف عن الأقفاص المعروضة للبيع في السوق الشعبي نهاية كل أسبوع. ولكن عندما دخلت إلى هذا العالم انفتح لي باب من العجائب والدهشة. ففي تلك القاعة ازدحم الحضور، بعضهم على الكراسي، وبعضهم يجول للتفرج على أنواع الحمام الجميل. وعندما تجلس معهم تجد تقاليد وأعرافا ... وعالما لا يعرف أمراض ضغط الدم والسكري وأنواع الهموم.
سعيد الجبل من المقشع، من اللجنة المشرفة على تنظيم عرض حمام الزينة. سألته عن طبيعة هذا المعرض الجديد... فأجاب: تم تشكيل لجنة خاصة من حوالي شهر واحد لتنظيم هذه البطولة.
كل هذا الجمع منذ شهر واحد؟
- نعم، وقد اجتمع فيه مربو الحمام من مختلف مناطق البحرين. فتربية الحمام جزء من تراثنا في البحرين. أجدادنا كانوا يربون الحمام، وبعضهم كان يربي الحمام الصفّاقي والشمسي والقلاّبي...
وما هو الصفّاقي أولا؟
- هو نوع أول ما يطير يصفق بجناحيه ويخرج صوتا كالتصفيق.
والشمسي؟
- أساسا هذا النوع من الهند يتميز بضخامة حجمه وله ريش بالأرجل نسميه «صراويل» لانه يشبه سراويل النساء (القديمة طبعا)، وهو يقف وينشر ريشه كالطاووس.
والقلاّبي؟
- الذي يقلب في الهواء عند طيرانه.
ومن أين تشترون هذه الأنواع؟
- الجيل السابق كان يهتم بالحمام المحلي، أما الجيل الحالي فيطور سلالات ويستورد حماما من أميركا وأوروبا. ونحن نستورد هذه الأنواع هواية، والبعض يعتبرها مصدر رزق.
والحاضرون كلهم مهتمون بها؟
- نعم، وهناك بعض الزوار من الدول الخليجية الأخرى كالإمارات والسعودية والكويت وحتى قطر.
ومنذ متى وانتم تتعاملون في ذلك؟
- نظمت معارض في الثمانينات والتسعينات، ولكن على مستوى المنازل حين يقرر بعض الشباب عرض ما لديه من حمام، ولكن هذه هي المرة الأولى التي تحدث فيها على مستوى البحرين.
وكيف تتصلون بالأفراد من الخارج؟
- اتصالاتنا بالخارج قوية، أسبوعية إن لم أبالغ فهي شبه يومية.
يومية!... لماذا؟
- لمتابعة أوضاع السوق ومتطلباتها. فهذه سوق تتغير كل يوم، فسعر الطير يرتفع وينزل يوميا. والذين يتاجرون في هذه السوق يحتاجون إلى معرفة أسعار الأسواق المجاورة.
وكيف تتم اتصالاتكم؟
- في السابق عن طريق الهاتف، أما اليوم فاننا نستخدم حتى الإيميل.
والمعروض نتاج محلي ام أجنبي؟
- خليط... لكن غالبيته نتاج محلي. ولأنه أول معرض ننظمه ومن باب التشجيع جعلناه مختلطا.
ومع أيٍّ منها يتفاعل الجمهور؟
- الجمهور يتفاعل مع المحلي، وهذا الكلام بحسب التصفيات التي أجريناها، إذ فاز المحلي بالأغلبية.
وهل توقعتم هذا الحضور؟
- في البداية كنا متخوفين من ناحية الاقبال، نأخذ رسوم اشتراك رمزية ثلاثة دنانير. ونحن باعتبارنا لجنة تبرعنا من جيوبنا لانجاح هذا العرض. وحصلنا بعض التجاوب من شخصياتٍ هواة ساهموا معنا. ولدينا الرغبة في إقامة المعرض لتنمية هذه الهواية وإحياء التراث. والوضع مشجع، ففي الاسبوع الرابع وصل عدد المشاركين إلى 32 شخصا، وقبل يومين من العرض ازداد إلى 42 من المربين والهواة.
لو سألناك عن سر ارتباطك بالحمام؟
- قد تستغرب إذا علمت انني من عائلة كل اخواني يحبونها دوني. وما حدث ان أحدهم أعطاني زوج حمام هدية لطفلتي قبل 21 عاما، ومن تلك الحمامتين أخذت أهتم بالحمام لأنك تتعامل مع روح حية، فكان عليّ أن اعتني بهما وأوفر لهما الماء والطعام، فأخذت أزور الأماكن المتخصصة ببيع ذلك، وهناك اكتشفت اهتمام الكثيرين بالحمام وصرفهم على تغذيتها وشراء الأدوية لها.
وهل طعامها إلا الشعير؟!
- أول كان الشعير، أما الآن فخلطة تأتي من ألمانيا أو هولندا، وإلا لا نشتريها.
من ألمانيا؟ وكم تكلفكم؟
- الكيس 20 كغ، سعره 3,500 دنانير.
وهل ارتبطت الصغيرة بالحمام؟
- لا... ولا واحد من عيالي الخمسة.
ومن اين تتكون اللجنة المنظمة للمسابقة؟
- من عدة مناطق: المقشع، المنامة، المدينة، الخميس، الرفاع، النبيه صالح.
وبقية الحضور الآخرين؟
- هواة ومربو حمام، استدعيناهم للمساعدة فلبوا الدعوة لمساعدتنا في الفرز والتصويت ونقل الحمام من الصباح حتى الآن (الساعة التاسعة والنصف مساء الجمعةقبل الماضية).
وهذه الكؤوس المصفوفة... من سيأخذها؟ المربون ام الحمام؟!
- رصدنا الكؤوس كجوائز للأول والثاني من كل مجموعة، وهناك خمس مجموعات من الحمام: شمسي، صفاقي، بتّي، درابيل... والثالث على كل مجموعة يتسلم شهادة تقدير.
شهادة تقدير للحمام؟!
- نعم...! وستوزع أيضا شهادات تقدير لمن ساهم في تطوير وإنتاج نوعيات لم تكن موجودة من قبل في البحرين، وهي غير موجودة على مستوى العالم أيضا، دون مبالغة.
معذزة... كيف أتأكد بصفتي صحافيا أو يتأكد القارئ من هذا الكلام؟
- نحن لدينا اتصالاتنا عبر الانترنت، وهناك جماعة من البحرين يزورون المعارض التي تعقد في اوروبا وأميركا للمشاركة، وبعضهم يشتري طيورا ذات مواصفات وفائزة بكؤوس في معارض أوروبية وأميركية.....
والتقينا على هامش العرض ابراهيم حسن الأحمد من القطيف بالمنطقة الشرقية، سألته عن زيارته فقال: جئت بدعوة من الأخوان.
وهل لك اهتمامات بالحمام؟
- نعم، فلدي حوالي 200 زوج حمام، من بينها 50 زوجا منتجا.
لو سألتك عن القيمة الإجمالية؟
- من الصعب تحديد اجمالي المبلغ.
ولو من باب التقدير، على الأقل أرخص وأغلى زوج؟
- هناك زوج يساوي 1000 ريال وزوج يساوي 8000 ريال.
وكيف كانت قصة حبك للحمام؟
- كانت هوايتي من الصغر تربيةالطيور وتطورت الآن إلى تربية طيور زينة. وعندما اشتغلت أصبحت العملية اسهل في امتلاك الطيور.
هل تحدث مثل هذه التجمعات لديكم على الضفة الأخرى من البحر؟
- لا، هناك مربون كثيرون، ولكنهم للأسف لم يجلسوا ويتكاتفوا مثلما حدث هذه الليلة في البحرين.
ماذا لو انتقدكم أحد على هوايتكم هذه؟
- بالعكس، مثل هذا العرض يكون سببا لتجمع المربين والهواة، وهو امر جيد بذاته لأنه يجمع شباب الخليج. وهو يقرب أشخاصا لهم اهتمام مشترك من دولنا، ما يدعوهم إلى التعاون وتبادل الطيور.
التقينا على هامش البطولة أحد الوجوه البارزة في ميدان تربية الطيور، فاضل مرهون من البلاد القديم، وهو من الرواد في الاستيراد والتهجين، ابتدأ كلامه عن الحمام بنبرة رومانسية وكأنه عاشق ولهان! يقول: الحمام له حضور في تراثنا وتاريخ بلادنا، الكثير من شعرائنا ذكروه في قصائدهم، حتى شاعر البحرين القديم طرفة بن العبد تغنى بـ «الحمام الراعب».
وماذا تعتبر مثل هذا العمل؟
- هواية مثل غيرها من الهوايات، فهناك من يحب الزراعة أو اقتناء الورد أو الذهاب إلى البحر او الرسم. وتربية الحمام بالدرجة الأولى هواية مسلية مهدئة للأعصاب. فلا تستغرب أن ينفق أحدنا غالبية مرتبه الشهري على تربية الحمام. (هنا ضحك الضيف الأحمد، فأومأت إليه: صحيح؟ فقال: نعم). أضاف مرهون: أحيانا تستدين من اجل الحمام. أنا أصرف 7 دنانير ونصف على الحمام ولا أصرف هذا المبلغ على عائلتي!
ألا تغار زوجتك من الحمام وهي ترى كل هذا العشق (ضحك وقال):
- بالعكس ، المفروض أن تستانس زوجة مربي الحمام، فزوجها لن يذهب هنا أو هناك!
وكم حمامة لديك؟
- حوالي 1300 حمامة. ولعلمك لكلٍ من الحضور 200 حمامة أقلا.
وما فائدة هذه الهواية شخصيا؟
- مربي الحمام له إحساس مرهف فينعكس ذلك على طريقة تعامله مع الآخرين. انظر نسبة الإصابة بأمراض العصر، وهؤلاء المربون ليس بينهم مصاب واحد بالسكر وضغط الدم! (وضحك وضحك معه الزملاء).
ماذا لو انتقدكم أحد باعتباركم أناسا فارغين... ماذا تقولون؟
- في الغرب هناك مجلات اسبوعية وشهرية وسنوية خاصة بالطيور. في الولايات المتحدة أكثر من مئة كتاب عن الحمام وتربيتها والعناية بها، اما نحن فلا توجد حتى زاوية صغيرة في صحفنا تهتم بهذا الجانب. هذه هواية مثل غيرها من الهوايات المفيدة، ولها بعد عالمي، ففي الغرب هناك سياسيون وجنرالات ومسئولون لديهم الهواية نفسها. مسئولون كبار بالبلد يربّون الحمام.
(سألته من باب التحرش):
هل لك أن تذكر لي مثالا واحدا؟
- اسمح لي...
اسم واحد، بيني وبينك، ولن أكتبه في المقابلة...!
- لا يمكن، فهؤلاء زبائني ولا يمكنني الكشف عنهم، لكن أؤكد ذلك.
ماذا عن التهجين...؟
- التهجين تدخل فيه الهندسة الوراثية، وللأسف استُخدمت هذه الوسيلة في تغيير وتشويه خلق الله، بينما نقوم بانتاج نوعيات جميلة
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/319577.html