العدد: 388 | الأحد 28 سبتمبر 2003م الموافق 02 شعبان 1424هـ
على الهوا سوا
وأنا اقلب المحطات العالمية والعربية في هذا الجهاز الصغير الذي أصبح كل بيت لا يستغني عنه صعقت بقناة جديدة اسمها «على الهوا سوا»، الهدف الإعلامي المعلن لهذه القناة لا يخرج عن نطاق تجميع عدد من الفتيات اليافعات وجعلهن يستعرضن أجسادهن شبه العارية أمام لفيف من جمهور محتشد قطع تذكرة ليدخل لمشاهدة عرض من هذا النوع في اعرق وطن عربي.
بنات عربيات تعرض كل واحدة منهن محاسنها بأساليب شتى لتخبر الناس أنها تريد أن تتزوج، هكذا ببساطة من دون حياء ولا خوف، إلى أي مستوى من السذاجة وصل الإنسان العربي وكيف يرتضي لنفسه الزواج على هذه الشاكلة من فتاة كل ما تملك هو الاستعراض، ومن ثم أين وصل بنا الحال ليختار الجمهور حتى نصفنا الآخر كما يختار مطربنا المفضل وأغنيتنا المفضلة؟
لقد كان أجدادنا لا يرون زوجاتهم إلا في ليلة الزفاف، ولا ندعو للعودة إلى وضع حالك كهذا ولكن نحتاج إلى الوسطية في كل شيء حتى يبقى للعقل موضعه وتقديره وحكمه، فقد أصبحت القنوات الفضائية هي شغلنا الشاغل، تشل عقلنا وتصنف حياتنا وتقرر مصيرنا أيضا... وكل ما نحتاجه موقف موحد كما هو حالنا عندما نتخذ موقفا في مباريات كرة القدم أو السوبر ستار لنرفض اللعب على العقول واطروحات السذاجة في هذه القنوات التي لا تملك سوى الضحك علينا وعلى عقولنا والمرتقب أن تقاد من دون وعي إلى الهاوية وحتى لا نقف واجمين نرتقب هذا المصير علينا فقط ان نتقرب خطوات لله ونعود إلى فطرتنا.
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/334361.html