إن القول إن عبارة «المخابرات العسكرية» من الصور البيانية التي تسمى بالارداف الخلفى (اجتماع لفظتين متناقضتين) هي نكتة مازال الكثير من الناس يضحكون عند سماعها، ولكن خدمة الاستخبارات هي في الواقع الذراع الفعال لدفاعات أية دولة.

ويبدو الاشخاص الذين يقومون بأعمال الاستخبارات كالمهرجين في نظر الجمهور لأن غالبية الناس يسمعون عن أعمالهم التي تؤول الى الفشل. واذا قرأنا عن القليل من الاعمال الناجحة التي يحققوها فإنها تبدو غير متقنة بشكل كبير.

وفي وقت الحرب فإن مهمة العاملين في مجال الاستخبارات هي تقديم كل المعلومات الممكنة إلى جيشها عما يقوم به الجانب الآخر.

أما في وقت السلم فإن مهمة رجال المخابرات مشابهة: التأكيد من أن جيشها يعرف ما يقوم به الطرف الآخر حتى لا يقوم الطرف الآخر بعمل غير متوقع.

وهناك وسائل كثيرة تساعد خدمات جميع المعلومات الاستخبارية على أداء عملها. وتقدم أجهزة الحاسوب الآن بعض أسهل الوسائل للحصول على المعلومات. كما تقدم هذه الاجهزة وسائل غير مسبوقة لتعقب والقاء القبض على الجواسيس.

وفي العام 1989 تم تعيين عالم فلكي ومبرمج حاسوب يدعى كليفورد ستول لمعرفة مشكلة فنية ثانوية في بعض الحسابات. وتحولت هذه المشكلة البسيطة الى بحث استغرق عاما عن هاو لمداخلات الحاسوب غير المشروعة (هاكر) الذي كان يعمل أيضا جاسوسا للاتحاد السوفيتي. ويروي ستول هذه القصة في كتابه بعنوان: «بيضة الوقواق».

ومن الحالات التي حققت فيها الاستخبارات الأميركية نجاحا ملموسا اكتشاف حلقة الجاسوسية التي كانت تديرها عائلة ووكر.

فقد تم اكتشاف خذخ الحلقة عندما ألقي القبض على جون ووكر وأخيه آرثر وابنه مايكل وشخص آخر يدعى جيري ويتورث بتهمة التجسس. وتبين ان هؤلاء الاشخاص كانوا يعملون وينقلون بيانات سرية الى وكالة المخابرات السوفيتية KGB لمدة سبعة عشر عاما. كما تبين ايضا أن مؤسسات تنفيذ القوانين الأميركية كان لديها فرص عدة لكشف شبكة ووكر ولكنها كانت في كل مرة تغفل المعلومات المهمة وتقوم بحفظها في ملفات خاصة.

إن كتاب «تحطيم الشبكة» الذي كتبه جون بارون وكتاب «عائلة الجواسيس» من تأليف بيتر ايرلي يلقيان اضواء مختلفة على شبكة تجسس عائلة ووكر والضرر الذي الحقته بالأمن القومي الأميركي