العدد: 411 | الثلثاء 21 أكتوبر 2003م الموافق 24 شعبان 1424هـ

الفلبينية خطافة رجال أم صاحبة سحر خاص؟

الأزواج: ساحرة وقنوعة وتعرف قيمة الرجل

كلهن يتشابهن في الملامح، البشرة الصفراء والعيون الضيقة، والأنف الأفطس، ولكن تبقى الفلبينية أشهر فتيات الشرق الأقصى في الخليج، وصاحبة السحر الخاص لدى الرجال.

في السابق كانت الفلبينية هي السكرتيرة الأنيقة في الشركات الكبرى، والحلاقة في صالونات النساء، والخادمة النظيفة في البيوت المختلفة، ولكنها لم تكتف بالدور الذي تلعبه، ولم يعجبها أن تكون مجرد رقم في شركة، أو مَكَنَة في بيت، فراحت تغزو عالم الرجال لتصبح الخليلة الرقيقة، صاحبة الصوت الهامس، والجسد الممشوق، والطموح الضئيل، والجنس المميز... هكذا يعترف الرجال. وتفوقت على نفسها عندما استطاعت هذه الفلبينية أن تنجح فيما فشلت فيه الكثير من الخليجيات، وأن تسحب الرجل الخليجي الذي اعتاد على الهروب من الزواج بحجة الإمكانات، ولكن مع الفلبينية الوضع يختلف... يسير إلى الزواج معصوب العينين وهو يردد «يا دي النعيم اللي انت فيه يا قلبي».

ما الذي يميز الفلبينية عن غيرها من النساء؟ ولماذا يعشقها الكثير من الخليجيين؟ ما السحر الذي يجده الرجل في تلك المرأة؟ولماذا يفضلها على بنت (ديرته)؟ ماذا قال الرجال؟وماذا قالت النساء؟ وما رأي الفلبينية؟

«أمي ما ترضى عليها»

عبد النبي - متزوج منذ عشر سنوات - يقول: «لا تسألوني عن زوجتي بل اسألوا أمي عنها، أمي تحبها وما ترضى عليها أبدا، تريدون أن تعرفوا لماذا لم أتزوج بحرينية؟ البحرينية تريد أن تعيش لوحدها، وتبي سيارة وتبي فلوس، وتسافر، طلباتها ما تنتهي، تعرفت على زوجتي في بيت عائلة صديقي، وعندما شعرت انها تناسبني تزوجتها، كانت تعمل وتركت عملها لتتفرغ لي كما طلبت منها، ورضيت بالمصروف القليل الذي أعطيه لها، رضيت أن تقوم بكل أعباء البيت وتساعد أمي و تعاملها كأمها من دون أن يطلب منها أحد. لم أسمعها يوما تشكو أو تستاء من شيء، منذ اليوم الأول وهي تقوم بكل متطلبات البيت، لا تنتظر مساعدة من أحد، لم تسافر مرة واحدة لترى عائلتها طوال هذه السنوات الطويلة.

تحاول دائما ألا تثقل علي بطلباتها المستمرة، تقدر ظروفي لا تفرض علي أي قرار، هل أريد زوجة أكثر من ذلك؟ لماذا إذا لا نتزوج الفلبينيات»؟

قيمة الرجل

إبراهيم موظف في إحدى الشركات يقول: «بنات شرق آسيا عموما يعرفن قيمة الزوج، والفلبينية قد تكون أفضلهن جميعا لأنها تعرف كيف تهتم بنظافتها الشخصية، زواجي من الفلبينية لم يكن مرتبا، كنت أعرف ان امكاناتي المادية لن تمكنني من الزواج، وكانت بائعة في أحد المحلات، كانت هادئة، وقال لي صديقي لماذا لا تتزوجها؟ لماذا لا تفكر فيها؟ ووجدت نفسي أفكر في الأمر، وأقول لنفسي لماذا لا أفكر في الموضوع؟، وبدأت أقترب منها، وأحاول التعرف عليها، ووجدتها امرأة بسيطة تريد أن تعيش، وتزوجتها من دون كلفة، نحن متزوجان منذ ست سنوات ولدينا طفلان، لم أشعر بأي ندم على زواجي، في الوقت نفسه الذي أرى فيه شقيقي يقاسي الأمرّين من زواجه من بنت الديرة التي تتحدثون عنها».

«الحب وحده هو ما دفعني للزواج من فلبينية» هذا ما قاله محسن المتزوج منذ خمس سنوات، وأضاف: لم أكن أفكر يوما في أن أتزوج أجنبية، ولكنه الحب، عرفتها كما يقولون طيش شباب، ولكنني وجدتها ملتزمة وتتعامل بأسلوب راقٍ ، احترمتها وأجريت لها الكثير من الاختبارات في كل مرة كنت أبهر من تصرفاتها وأخلاقها الجميلة، فليس بنات شرق آسيا كلهن كما يعتقد الناس.

قبل الزواج على رغم موافقة أسرتي وأسرتها كان لدينا هاجسٌ... هل سينجح زواجنا أم لا؟ قررنا أن نعطي لمشاعرنا فرصة للتجربة، وخرجنا من التجربة ونحن على يقين بأننا لا نستطيع الاستغناء عن بعضنا بعضا.

وتزوجنا وواجهتنا مختلف الصعوبات، وكل يوم أشعر أن زوجتي هي الوحيدة التي يمكن أن تفهمني، وأن اختياري لها كان أفضل قرار في حياتي، ولا أعتقد ان بنت ديرتي كان يمكن أن تكون زوجة مثالية كزوجتي.

المشكلة في المجتمع

عبد الله - موظف - يقول: «المشكلة - في رأيي - تكمن في مجتمعنا الذي ينظر لكل فلبينية أنها امرأة سيئة السمعة تخطف الرجال، وينسى المجتمع ان هذه الفلبينية قد تكون بنت ناس، ولها قلب ولها مبادئ، وتريد أن تعيش وتكوّن أسرة، ينسون انها يمكن أن تحب هذا الرجل، وتضحي بكل شيء من أجله.

ولا أدري لماذا يتعاملون مع الرجل الخليجي على انه فاقد الأهلية، وليس من حقه أن يختار شريكة حياته، إذا خرج هذا الاختيار عن الإطار الذي يتوقعونه.

فما ان يتحدث الرجل عن رغبته في الزواج من أجنبية إلا وتعلق الألسن «قصت عليه، لعبت عليه»، وكأن الرجل وصل إلى درجة من الغباء بحيث لم يعد يقدر على أن يفرق بين الغث والسمين».

ويضيف: «سأبوح لكم بسر، أنا عقيم، ولم تفلح كل وسائل العلاج، وزوجتي صابرة سنوات على حالتي، خيرتها بين الاستمرار معي وبين تركي، رفضت أن تتركني وتنازلت عن أمومتها.

لو كانت زوجتي خليجية، فهل يمكن أن تضحي بأمومتها من أجلي؟

أعرف ان هناك زوجات تصبر على أزواجهن، ولكن هذه تعد فئة قليلة ونادرة في هذه الأيام، أنا لا أقلل من شأن بناتنا، ولكنه الواقع الذي يؤكد أن الخليجيات لا يحتملن المعيشة الصعبة».

قادمة من الفضاء

أزواج من نوع آخر، هؤلاء الذين تزوجوا فلبينيات بعد أن تزوجوا بحرينيات، كيف يرون القضية؟ وبماذا يفسرون الأسباب؟

حسين يقول: «تسألون لماذا يفضل الرجل الفلبينية على زوجته؟ أنا أستطيع أن أقول لكم الأسباب من واقع تجربتي.

تزوجت من ابنة عمي كانت موعودة لي منذ الطفولة، وكان أمر زواجي بها أشبه بالمنتهي لا نقاش فيه ولا جدال، لا أستطيع الحديث عن ابنة عمي فهي لحمي ودمي، ولكن زوجتي لا تعرف ما الفرق بين التعامل مع زوجها، وبين التعامل مع الأغراب، خمس سنوات زواج لم أرر زوجتي يوما متعطرة متزينة مثل الزوجات الأخريات، كأنها قادمة من الفضاء.

تحدثت معها مرارا... أحضرت لها ملابس جميلة، ولكنها كانت ترفض أن ترتديها بحجة العيب، ولا أدري من أين عرفت هذا العيب الذي تتحدث عنه؟

ولا أدري ولكن ربما لأنني عشت في الغربة سنوات الدراسة الجامعية شعرت أن زوجتي هذه زوجة من العصر الحجري، نعم فقد كانت من ذلك النوع الذي لم نعرفه سوى في الأفلام القديمة، حتى أمي كانت أكثر تمدنا منها، زوجة غير قابلة للتطور، من ذلك النوع الذي يقاوم كل شيء عصري.

تحدثت مع كل العائلة كانت تسمع وتحاول أن تتغير، ولكن سرعان ما تعود سريعا إلى طبيعتها.

أقول لكم بصراحة لم توقعني الفلبينية في شباكها كما يعتقد البعض، بل أنا الذي لجأت إليها، وبعد علاقة دامت أربعة شهور قررت الزواج منها، لم تستطع أسرتي أن تعارض زواجي، كان الجميع يعرف أن لا أمل في زوجتي، الغريب ان زوجتي تقبلت الخبر ببرود، ورددت «على راحتك»، وكأنها اكتفت بالإنجاب مني.

أنا الآن متزوج منذ خمس سنوات من زوجتي الثانية، لا أستطيع أن أدعي أن حياتي الزوجية خالية من المشكلات ولكن أستطيع أن أجزم بأنني أعيش حياة زوجية طبيعية».

كثرة الطلبات

زوج آخر يؤكد ان العلاقة الزوجية الباردة مع كثرة طلبات الزوجة كانت أسباب اللجوء إلى أخرى.

قال: «من قال ان الرجل يمكن أن يعرف المرأة قبل الزواج، كنت في السنة النهائية في الجامعة، عندما حانت الفرصة لأتحدث معها، كانت زميلة دراستي الجامعية، ولكن اختلاف القسم لم يتح لي فرصة الحديث معها.

فتاة جميلة خجولة، الصورة التي كنت أحلم بها، حاولت التقرب منها أكثر، رفضت هذا التقرب بأدب، وعرفت من زميلة لها أنها ترفض حتى علاقات الزمالة، ما جعلني أشعر ان هذه هي فتاة أحلامي.

وبعد تخرجي قررت التقدم إليها، ولأنني أعمل مع والدي في شركته، فلم تكن لدي مشكلة البحث عن عمل كالآخرين.

وشرط والدها أن يتم الزواج من دون خطوبة على اعتبار أن كل شيء جاهز، وأنني زميل للفتاة وأعرفها جيدا، وفرحت بهذا الشرط، شهور قليلة وتم كل شيء، وزالت كل الأقنعة، ووجدت هذه الزوجة الجميلة باردة برود الثلج، اعتقدت ان هذا راجع لتربيتها المتزمتة، ولكن حتى بعد عامين من زواجنا لم يتغير الحال، وتعبت من محاولات التغيير.

مشكلتي الوحيدة

ولم تكن هذه هي مشكلتي الوحيدة مع زوجتي، ولكنها كانت كثيرة الطلبات، دائما تنظر إلى الأخريات، وعلى رغم أننا نعيش في وضع يحسدنا عليه الناس، فإن زوجتي لم تكن ترى ما لديها، كانت من ذلك النوع الذي يرى ما في يد الناس فقط.

كان لابد أن أبحث عن المرأة التي تشعرني بأنني زوج تحبه وليس مجرد صراف يعطي الأموال من دون أن يكون له حق في أية متعة.

ووجدت ذلك مع الفلبينية، لا تندهشوا فهذه هي الحقيقة، نعم وجدت ذلك مع تلك المرأة التي تريد فقط أن تساعدني، مقابل أن تعيش إلى جواري طول العمر، وتزوجتها فلم يكن من الممكن أن أفرط في امرأة تحمل كل هذه العاطفة، وعرفت زوجتي وتركت البيت وعادت عائلتها تشترط علي أن أطلق زوجتي الثانية لتعود ابنتهم إلى البيت.

ورفضت، نعم رفضت، فلماذا أتمسك بزوجة لم أنجب منها، ولم أعرف معها يوما مذاق السعادة، فضلت عليها الفلبينية، وأنا أقول «في الطقاق».

وأنا اليوم متزوج منذ سنة، وأعيش حياة سعيدة لا أتمنى أكثر منها، زوجتي حامل وسأعرف قريبا سعادة من نوع آخر، سعادة الأبوة التي لم أعرفها من قبل».

وقفت الزوجات في الجانب الآخر يسمعن اتهامات البعض لهن، حاولن الصمت، ولكن فاض الكيل، وسبق السيف العزل، وكان لابد أن تتحدث المرأة في هذه القضية.

والقضية لها طرفان الطرف الأول الزوجة بنت الديرة المتهمة الأولى في هذه القضية من قبل الزوج.

والطرف الثاني خاص بالمرأة الساحرة الفلبينية، الزوجة الثانية خطافة الرجال.

وقفت الزوجة تدافع عن قضيتها أمام الرجل، والرجل هو ليس أي رجل، بل هو زوجها ذلك الذي بينه وبينها عقد وميثاق الود والإخلاص.

والقضية ليست ككل القضايا، ولكنها قضية خاصة جدا تمس المرأة في قلبها، ومشاعرها، هي قضية خاصة تمس علاقة خاصة جدا تمس أنوثتها، وأدق تفاصيلها.

وفي إحدى الزوايا وقفت الفلبينية، امرأة تبدو منكسرة ويردد البعض «ما عليكم من انكسارها الزائف، هي نسرة تخطف الأزواج بهذا الانكسار المزعوم».

ولكن على أية حال فمن حقها أن تتحدث وأن تدافع هي أيضا عن نفسها.

قناعة مزيفة

«كاذب من يدعي أن قناعة الفلبينية أو موافقتها على الحياة مع أهل زوجها، أو غيرها هي أسباب زواجه منها»، هكذا قالت زوجة مطعونة في كبريائها، وواصلت حديثها: «الجنس وحده هو سبب لهاث الرجال وراء الفلبينيات، وليس أي شيء آخر، وتجربتي أكبر دليل على صحة ما أقول، تزوجت بعد أن حصلت على الثانوية العامة، كانت أمي حريصة على زواجي المبكر وخصوصا بعد وفاة والدي وإحساسها بأنها تريد أن تطمئن علينا، وكان علي أن أتزوج لأنني الكبرى، ولم أكن رافضة لفكرة الزواج، بل فرحت عندما تقدم لي ابن خالتي الذي كانت تتمناه بعض فتيات الأسرة.

ولأنه ابن خالتي ولا فرق بيننا تنازلت أمي عن طيب خاطر عن حقوقي، بلا فرح، حتى الشبْكة اختارتها لي خالتي، وكان علي أن أقبل أي شيء، وكل شيء، وتزوجت ابن خالتي الشاب الوسيم الجامعي الذي يعمل في أحد المصارف، كانت رغبته التفرغ له وللبيت، ولم أعارضه، أكد لي أن حياتي مع خالتي ستكون بشكل مؤقت حتى يستطيع أم يتأجر شقة ويبني بيتا صغيرا، وافقت، وتزوجنا وانتهت أيام العسل بأسرع مما تصورت.

وعدت لأعيش مع خالتي التي كانت تظن أن ابنها آتٍ لها بخادمة جديدة، منذ اليوم الأول وخالتي تركت لي كل شغل البيت، حتى ابنتها الصغيرة لم تعد تساعد في البيت، كل شيء يترك في البيت لي، التنظيف والطبخ والغسيل، وكل شيء، وزوجي يرى كل شيء ولا يفتح فمه بكلمة اعتراض واحدة، حتى فاض بي الكيل وقررت التحدث معه، ووجدته يقول لي هذه خالتك ولن أتدخل بينكما.

كل ما كان يهم زوجي هو الجنس فقط، وكان يصر على ممارسة الجنس بشكل لا يرضاه شرع ولا دين، وعندما أعترض يقول لي أنا زوجك وهذا حقي عليك، لا تكوني تقليدية.

إنكسار

وفي أحد الأيام قال لي «عبالك أنت مرة، انت ما تسوين فلس في سوق النسوان».

شعرت في ذلك اليوم بجرح يغوص في كبريائي، وسألت نفسي هل يمكن أن يكون هذا الرجل هو الزوج الذي اعتقدت أنه سيصونني، ويخشى علي من الهواء؟ومنذ ذلك اليوم وشيء انكسر بيني وبين زوجي، كان الجرح الأكبر في أنوثتي، عندما تشعر المرأة بأنها لا تستطيع أن تسعد زوجها، عندما تسمع زوجها وهو يقول لها «أنت ما تسوين فلس» ماذا عساها أن تفعل؟

ومرت شهور عرفت بعدها أن زوجي تزوج فلبينية... لم ينكر، ولم أغضب، كان الأمر بالنسبة إلي مجرد تحصيل حاصل لعلاقة ممزقة، كنت أعرف من دون أسئلة لماذا تزوج زوجي فلبينية، لم يكن الأمر مجرد قناعة لأنني كنت المرأة القنوعة التي لم تكلفه شيئا، ولم أطلب يوما على رغم منغصات أُم زوجي أن أعيش وحدي، كما يشكو بعض الأزواج من زوجاتهم، المشكلة الأولى والأخيرة هي الجنس، زوجي وجد لدى تلك المرأة ما لم أستطع أن أعطيه له، فهذه الممارسات الشاذة هي ما جعلت زوجي يتزوج الفلبينية، وأنا على يقين من ذلك».

سحرته

زوجة أخرى تقول: «زواج الرجال من الفلبينيات «سواد ويه»، «نعم سواد ويه» وليس له تفسير آخر، كل ما يقوله الرجال مجرد مزاعم ليس لها أي أساس من الصحة، يقول المثل إذا كان المتحدث مجنونا فلابد أن يكون المستمع عاقلا، يتحدثون عن الفلبينية كما لو كانت ملاكا، وليست بشرا لها أخطاؤها، ولها زلّات كغيرها من نساء الدنيا.

هل يعقل أن تكون الفلبينية الحلم الذي يبحث عنه الرجل ولا يجده إلا لديها؟، هل يعقل ألا يرى الرجل عيوب هذه المرأة كما لو كانت سحرته؟ سأقول لكم ما حدث مع زوجي، تزوجت زواجا تقليديا، فزوجي هو ابن احدى العائلات التي نعرفها منذ زمن طويل، ومجرد أن تقدم لي وافقت عليه أسرتي ووافقت أنا أيضا، بدأنا بداية سهلة فكل شيء كان جاهزا تقريبا، ولأنني على قدر من الجمال والتعليم، وحاصلة على مؤهل لا يقل عن مؤهل زوجي فقد كنت ندّا له في كل شيء، كان زوجي قليل الكلام والمطالب، أنجبنا طفلينا، وكانت حياتنا تسير على وتيرة هادئة.

ترضيني

وفي أحد الأيام جاءت من تخبرني بأن زوجي على علاقة بأخرى، وهذه الأخرى فلبينية تعمل خياطة في أحد المحلات، شعرت بأن الأرض تدور بي، فهل يعقل أن ينظر زوجي إلى فلبينية؟

وصبرت على مضض حتى جاء في موعده، وصفعته بما سمعت، ولدهشتي لم ينكر ولم يدافع عن نفسه، بل قال بكل هدوء: هذه المرأة زوجتي وليست خليلة.

كدت أقتله من فرط انفعالي، ترك البيت ومضى، بعد عدة أيام كان لايزال داخلي بركان يغلي، كنت أريد أن أعرف لماذا فضل هذه الفلبينية علي؟ ماذا ينقصه معي، أرسلت في طلبه، جاء وجلس أمامي وسألته فقال «كل ما أستطيع أن أقوله لك إن هذه المرأة ترضيني كرجل، معك أشعر أنني لا أستطيع أن أطالبك بشيء، وهي ترضيني من دون أن أطلب... هل فهمت؟»

نعم فهمت. كما قلت لكم المسألة مجرد سواد ويه، وممارسات يعرف الرجل الشرقي مقدما أن زوجته سترفضها، هل تصدقون لو قلت لكم لو كان زوجي صارحني بمشاعره واحتياجاته ربما كنت حاولت أن أسعده، ولكن أن يتزوج علي فلبينية لمجرد انها ترضيه جسديا ضاربا بكل مشاعري عرض الحائط جعلني أرفض أن أعيش معه يوما واحدا، تركت زوجي لهذه المرأة، عاتبتني أمي لأنني تركت زوجي لامرأة ساقطة وانسحبت من المعركة، حتى لو كانت هذه هي الحقيقة أشعر انني أنا المنتصرة، فهذه النوعية من الأزواج لا يؤسف عليها».

تأمين المستقبل

ذهبنا إلى الفلبينية في عقر دارها، سألناها عن الاتهامات التي توجه لها، قالت: «سأتكلم بشرط أن تنشروا كل كلامي ولا تفرقوا بين البحرينية والفلبينية في الحق، حتى لو كرهتم زواج الأجنبيات»، وعدناها بذلك.

قالت: «الفلبينية عموما ليست كما تعتقد المرأة البحرينية انها امرأة ساقطة، ولكن نحن شعب مثل أي شعب فقير تلجأ فيه بعض النساء إلى تأمين مستقبلها بطرق مختلفة، قد تلجأ الفلبينية إلى طرق رخيصة لتحقيق ذلك، ولكن هذا لا يمكن تعميمه على كل الفلبينيات أيضا».

وتواصل حديثها: «المشكلة تكمن في ان أكثر الفلبينيات اللاتي يعملن في الخليج فقيرات، وهذه الطبقة قد تبحث عن أي منفذ لها، قد يكون هذا المنفذ بالزواج أو بالسقوط، ولكن المرأة الواعية حقا هي من تحرص على عملها فقط، وتبتعد عن الوسائل الأخرى».

عقول أولا

ولايزال الحديث على لسانها: «لكن ما يحدث هو ان الفلبينية هي بشر أيضا ويمكن أن تقع في الحب، وقد تحب رجلا متزوجا وتجد فرصة في الزواج منه والاستقرار إلى جانبه، ويجد هو فيها العقل والجسد الذي يفتقده، فنحن لسنا مجرد جسد، ولكننا نمتلك عقولا راجحة، ونعرف كيف نسعد الرجل، يأتينا الرجل يعاني من الحرمان العاطفي، فلماذا تتخلى عنه الفلبينية في هذه الحال وهي تحبه؟

لابد أن تعرف الزوجة الأولى حقيقة مهمة وهي ان زوجها الذي تزوج عليها فلبينية، كان سيتزوج عليها أية امرأة أخرى لو لم يجد الفلبينية، وأن المشكلة تكمن فيها هي لا في الفلبينية، المشكلة تكمن في الخلل في علاقتها الزوجية، فلا داعي أن يلقى كل اللوم على الفلبينية».

فلبينية أخرى متزوجة من بحريني تقول: نعم تزوجت بحرينيا متزوجا من قبل، عرفته من خلال عملي، كان يتردد دائما على المكان الذي أعمل فيه، وعرفت إنه يعاني من حياة زوجية فاشلة، فزوجته تضعه في نهاية قائمة اهتماماتها، ويعود إلى بيته فلا يجد ما يأكله.

شعرت معه بتعاطف، أحببته ووجدت فيه السند الذي يستطيع أن يساعدني على تحمل الغربة، لم أفكر في الزواج منه لأنني كنت أعرف إنه زوج وأب، واكتفيت بساعات يقضيها معي من حين إلى آخر، ولكن حين جاء يعرض علي الزواج لم استطع الرفض.

فكرت في نفسي

ألم تفكري في زوجته وأولاده؟

- حتى أكون صريحة معكم لقد فكرت في نفسي أولا، وفي حبي لهذا الرجل الذي أشعر معه بالأمان، فكرت في الفرصة التي جاءتني لأتزوج الرجل الذي أحب... فهل يمكن أن أتنازل عنه؟

كنت أفكر في أن يجمع بيني وبين زوجته، ولكن زوجته المغرورة رفضت أن أكون شريكة لها ففزت به وحدي، وأنا حريصة على معرفة كل ما يحتاجه زوجي حتى لا يتركني ويذهب إلى أخرى، ومن هذا المنطلق أحرص دائما على رعايته حتى أكثر من رعايتي لابنتي منه.

تركنا الفلبينية وهناك حقيقة تفرض نفسها على واقع الحديث، وهي أن المشكلة ليست في زواج الرجل من الفلبينيات، فربما تحل جنسية أخرى محل الفلبينية، ولكن المشكلة هي ضعف إرادة بعض الرجال أمام بعض النساء، المشكلة ان الرجل يترك الأمر حتى يتفاقم ثم يحله بالزواج من أخرى، فإذا كانت الزوجة مخطئة أحيانا، فلا نستطيع إعفاء الرجل أيضا من المسئولية


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/345466.html