كشفت مصادر مطلعة لـ«الوسط» عن تورط صندوق التقاعد في استثمارين خارجيين ضمن استثمارات وهمية قيمتها 50 مليار دولار مع المستشار الاستثماري في «وول ستريت» ورئيس مجلس إدارة سابق في بورصة ناسدك برنارد مادوف (70 عاما) الذي تم القبض عليه مؤخرا بتهمة فساد ضخمة. وأشارت المصادر إلى أن الاستثمارات التي بلغت قيمتها نحو 11 مليون دولار كانت بصورة غير مباشرة وعبر صناديق تحوط ساهم فيها صندوق التقاعد من دون أن يعلم بأن لديها استثمارات مع شركة مادوف، وهو الأمر الذي كبده خسائر محدودة جدا لم تتجاوز الأربعين ألف دينار نتيجة محدودية المبالغ المستثمرة.

وجاء الاستثمار الأول مع مصرف نيمرو العالمي (فرع الشرق الأوسط)، فيما كان الاستثمار الثاني مع مصرف «مان غلوبل» .

---

بقي 11 مليون دولار والخسائر لا تتجاوز 40 ألف دينار فقط

استثمارات غير مباشرة لـ «التقاعد» ضمن فضيحة مادوف المالية

الوسط - هاني الفردان

كشفت مصادر مطلعة لـ «الوسط» أن لدى صندوق التقاعد استثمارين خارجيين كنا ضمن استثمارات وهمية قيمتها 50 مليار دولار مع المستشار الاستثماري في وول ستريت ورئيس مجلس إدارة سابق في بورصة ناسدك برنارد مادوف (70 عاما) الذي تم القبض عليه مؤخرا بتهمة فساد ضخمة.

وأكدت المصادر أن الاستثمارات التي بلغت قيمتها نحو 11 مليون دولار كانت بصورة غير مباشرة وعبر صناديق تحوط ساهم فيها صندوق التقاعد دون أن يعلم بأن لديها استثمارات مع شركة «مادوف».

وجاء الاستثمار الأول مع مصرف نيمرو العالمي (فرع الشرق الأوسط) بعشرة ملايين دولار، قسمت بالتساوي بين الصندوق المدني والعسكري، وبنسبة تأثير محدودة لا تتجاوز 0.35 في المئة كما أكد المصرف العالمي في رده على الهيئة التي استفسرت على مخاطر الاستثمار مع شركات «مادوف»، إذ لم تتجاوز خسائر الصندوق في هذا الاستثمار سوى 35 ألف دولار فقط.

أما الاستثمار الثاني فكان مع مصرف «مان جلوبل» العالمي بقيمة مليون دولار ونسبة تأثر لا تتجاوز 0.32 في المئة، إذ اقتصر الاستثمار فقط على الصندوق المدني، ليخسر نحو 5 آلاف دولار فقط. وأكد «مان جلوبل» في رده على صندوق التقاعد أن نسبة التأثر محدودة بنسبة 0.32 في المئة وذلك في الأول من ديسمبر/ كانون الثاني الماضي، وقد يتقلص التأثير مع نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

جاء ذلك في ظل نفي مسئولي صندوق التقاعد وجود أي استثمار مباشر أو غير مباشر مع استثمارات «مادوف»، إذ أكد الرئيس التنفيذي للهيئة الشيخ محمد بن عيسى أن لدى الهيئة استثمارات كثيرة في محافظ مالية عالمية، وأن جميع مديري المحافظ العالمية ردوا على استفسارات الهيئة بأنه ليس هناك أي استثمار مع «مالدوف»، وكذلك الحال بالنسبة إلى صندوق التأمينات الاجتماعية.

كما نفى مدير إدارة الاستثمار في صندوق التقاعد وليد الخاجة من قبل لـ «الوسط» وجود أي خسائر مالية للصندوق ضمن قضية «وول ستريت»، مؤكدا أن الهيئة بحثت مع صناديق التحوط التي تعمل معها لإدارة استثماراتها من قبل الغير، ولم تجد أيا منها يتعامل مع شركة «مادوف».

وذلك بعد أن تحدثت مصادر عن تعرض صندوق التقاعد لخسارة مالية قدرها 50 مليون دينار (134 مليونا و473 ألف دولار) جراء المشاركة في إدارة خطة استثمار وهمية قيمتها 50 مليار دولار مع المستشار الاستثماري في وول ستريت ورئيس مجلس إدارة سابق في بورصة ناسدك برنارد مادوف.

وقال الخاجة: «إن إدارة الاستثمار في صندوق التقاعد بحثت منذ أن سمعت بالقضية ولم تجد أي شيء وستبحث من جديد من أجل التأكد»، مشيرا إلى أن المبلغ المذكور كبير جدا وفي حال خسارته فإن الهيئة ستعلم بذلك على الفور.

وقدر بيان مشترك للمدعي العام والشرطة الفدرالية الأميركية بأن يحكم على مادوف بالسجن لمدة 20 عاما بالإضافة إلى دفع غرامة بقيمة خمسة ملايين دولار في حال ثبتت التهمة الموجهة إليه، مبينا أن مادوف قال لموظفيه إنه «فقد كل شيء ولم يعد لديه أي شيء وقد خسر نحو 50 مليار دولار، وهو ما يعني أن الشركات والمؤسسات والصناديق التي شاركت في الاستثمار معه قد خسرت كل أموالها».

يأتي ذلك في ظل تأكيد الهيئة تعرضها لخسائر مالية كبيرة خلال العام الماضي بلغت 136 مليون دينار، بالإضافة إلى قرب العجز المالي في صندوق التقاعد والمحدد له في العام 2013 وذلك بواقع ستة مليون دينار، إلا أن الرئيس التنفيذي للهيئة أكد أن الهيئة ستعمل على تغطية الخسائر المالية في العام 2008 بأرباح السنوات الماضية والتي كانت مرتفعة جدا، والتي بلغت 473 مليون دينار