العدد: 507 | الأحد 25 يناير 2004م الموافق 02 ذي الحجة 1424هـ
هل «المينوراه» في قبو أم في قاع البحر؟
ما جرى في مقابلة الحاخامات مع بابا الفاتيكان
قابل اثنان من حاخامات إسرائيل البابا في أول زيارة لهما على الاطلاق للفاتيكان، لكنهما أخفقا في سؤاله عن المسألة الوحيدة التي يريد اليهود المتدينون في جميع أنحاء العالم إجابة لها: ماذا عن المينوراه؟ الشمعدان الذهبي الضخم ذو السبعة أفرع الذي ظل منتصبا في هيكل سليمان في القدس قبل أن ينهبه الرومان في سنة سبعين للميلاد، إذ يعتبر رمزا لليهودية ودولة «إسرائيل» على حد سواء.
وقد نُحت نقش بارز يصور محاربي الرومان يأخذون المينوراه بعيدا بعد انتصارهم، على قنطرة تيتس، مازال منتصبا بالقرب من مبنى الكولوسيوم في روما. وظلت إشاعة تتردد منذ قرون أن المينوراه، النموذج الأولي الذي يفترض أن النبي موسى أقامه بتوجيهات إلهية، قد وجد طريقه إلى مخازن الفاتيكان. وتشير إحدى الروايات إلى أنه ظل محفوظا في قبو من أربعة طوابق تحت جناح الفاتيكان الغربي.
في يناير/ كانون الثاني 1996، كان هناك ادعاء بأن بحثا جديدا في جامعة فلورنسة كشف أن الشمعدان ربما ما يزال ضمن كنوز الفاتيكان، وطلب وزير الشئون الدينية الإسرائيلي شمعون شيتريت، من البابا إعادته. وصرح قائلا: «لا أقول إنه هناك بالتأكيد، لكني طلبت من البابا المساعدة في البحث كبادرة حسن نية، وفي اعتراف بالعلاقات المتحسنة بين الكاثوليك واليهود».
وقبل مغادرتهما إسرائيل، قال الحاخامان الكبيران اللذان التقيا البابا، الأسبوع الماضي، يونا ميزجير وشلومو عومر، إنهما يطلبان إذنا بالبحث عن الشمعدان ومصنوعات يدوية تاريخية أخرى في مخازن الفاتيكان.
وسواء كانت جدية المناسبة قد ثبطت عزيمتهما أو أن أحد مساعدي البابا همس في آذانهما بعدم إثارة ذلك فإن المسألة لم تتضح بعد، لكن ميزجير قال بعد المقابلة إنهما لم يذكرا الشمعدانات الذهبية المقدسة للبابا. وأضاف ميزجير: «تركنا الأمر لتقديره الخاص في إيجاد مجسم سيكون مهما لنا».
وقد اطلع الحاخامان على مخطوطات كتبها العالم اليهودي في القرن الثاني عشر موسى ميمون وطلبا من الفاتيكان إعارتها لإسرائيل.
وقال ميزجير: «نحن لا نعلم إن كان المينوراه موجودا أم لا، لكن إذا كان موجودا وقرروا إعطاءنا إياه فلن تكون هناك فرحة أعظم من ذلك».
ويعتقد اليهود المتعصبون أن عودة المينوراه التاريخي إلى إسرائيل يُنبئ ببناء المعبد الثالث ومجيء المسيح المنتظر. وبينما الأرض التي كان يقف عليها المعبدان الأولان يحتلها الآن -وفقا لزعمهم- المسجد الأقصى وقبة الصخرة، المعلمان الإسلاميان المقدسان في القدس، فإنها تعتبر قضية سياسية بالإضافة إلى أهميتها الدينية.
ولكن وفقا لإدوارد غيبون، إن المينوراه تم رميه في قاع البحر الأبيض المتوسط بعد أن سلبه من روما أحد الفنداليين المتعجرفين من قبيلة جرمانية احتلت المنطقة في تلك الفترة. ولم يستطع المتحدث باسم الفاتيكان عندما سئل أخيرا أن يصل إلى توضيح مقنع
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/367703.html