العدد: 549 | الأحد 07 مارس 2004م الموافق 15 محرم 1425هـ

فيما حصلت البحرين على المركز الأول أربع مرات

العالم العربي يعيش حالا من الترهل في التنمية البشرية

ذكر رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات والبحوث محمد جاسم الغتم أن من الأدلة الواضحة على اهتمام البحرين بالتنمية البشرية هو «حصولها على المركز الأول على مستوى الدول العربية أربع مرات كان آخرها في السنتين الأخيرتين 2002 و 2003». وسط حال الترهل في الوطن العربي. جاء ذلك في افتتاح ندوة «تحديات التنمية البشرية في الوطن العربي: الواقع والآفاق» التي نظمها المركز بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في المملكة يوم أمس.

وقال الغتم في كلمته: «لا شك أن موضوع التنمية البشرية يكتسب أهمية كبيرة لكون البشر هم القوة المحركة لتطور الإنسانية وازدهارها عبر العصور... ومن المؤسف أن أصبح من المألوف التحدث عن المنطقة العربية بأنها إحدى أكثر مناطق العالم تخلفا في التنمية البشرية (...) وفي عصر التكتلات والتجمعات الاقتصادية العالمية، وثورة العلوم والتكنولوجيا وخصوصا في مجال الاتصالات، فمن غير المتصور أن تعي دولة عربية بمعزل عن شقيقاتها الأخرى».

وانبرى الغتم طارحا عدة أسئلة وفي مقدمتها «لماذا تتخلف هذه المنطقة عن غيرها من مناطق العالم؟ ولماذا يحدث التقدم في المنطقة العربية ببطء شديد في مجال تنمية الأفراد، في حين تحدث طفرات في مناطق أخرى؟ وما السبيل لسد الثغرة بين الواقع العربي الراهن وبين الآفاق التي نتطلع إليها جميعا؟ وكيف يمكن تعزيز وتعميق مساهمة أفراد المجتمع كافة في زيادة سرعة ومعدل التنمية وفي الاستفادة من عائد هذه التنمية؟...».

واستهلت الجلسة الأولى من الندوة والتي ترأسها الأمين العام لمركز البحرين للدراسات والبحوث حسن محمود البستكي، بورقة حمل بعنوان: «واقع العلم والتكنولوجيا في العالم العربي وتوجهات المستقبل» قدمها مستشار الرئيس لشئون التعليم عن بعد في الجامعة الهاشمية في الأردن سامح صلاح عيسى، استعرض فيها التفاعل بين عوامل التفوق التكنولوجي بمختلف عناصره، وتطرق إلى معوقات العلم والتقنية في العالم العربي وأسباب العجز عن مواكبة العالم المتقدم.

وأوضح عيسى أن واقع التكنولوجيا في المجتمع من الركائز الأساسية إذ لا يمكن الوصول إلى إبداع تكنولوجي «تقني» في غياب إحداها، فتبرز الأفكار المستحدثة للبرامج التعليمية والنظم التكنولوجية وبراءات الاختراع من خلال المؤسسات التعليمية ومعاهد البحث العلمي التي توفر لها الغطاء العلمي ومبررات الوجود، يلي ذلك رؤيتها النور في ربوع الصناعة واقتصاديات السوق الحرة».

وتحدث عيسى عن التعليم والتعلم قائلا: «يعاني التعليم في عالمنا العربي من الترهل في الخطط الدراسية ومحتواها، والعقم في أساليب التدريس، واكتظاظ القاعات الصفية، وندرة الأساتذة الأكفاء وخصوصا في المناطق الريفية والنائية، والقيود على تعليم المرأة، ويلاحظ في المرحلة الابتدائية وما قبلها اعتماد أساليب الحفظ قصيرة الذاكرة وانحسار أساليب الترغيب والشفافية، والتحليل المنطقي، والاحتكام للحقائق العلمية ما يقتل روح الابتكار والإبداع قبل بدايتها. أما المرحلة الثانوية فيلاحظ أن مدرسيها تنقصهم الدراية بأساليب تكنولوجيا التعليم الحديثة ويكون تركيزهم على تدريب التلاميذ على مهارات إجابة أسئلة الامتحان في غياب حزين عن الفهم التربوي والمعالجة المنطقية لمحتوى الخطط الدراسية».

وعرج عيسى في ورقته إلى واقع البحث العلمي في الوطن العربي مشيرا إلى أن «كل الإحصاءات المتوافرة تشير إلى أن ما تنفقه المنطقة العربية على البحث العلمي هو نسبة متدنية جدّا من دخلها القومي»


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/378252.html