العدد: 2363 | الإثنين 23 فبراير 2009م الموافق 27 صفر 1430هـ

صناعة المعارض الخليجية تتراجع 15

تنحدر صناعة المعارض في منطقة الخليج العربي ببطء عن مستوى الإزدهار الذي بلغته خلال السنوات الثمان الماضية، وتفيد تقديرات أولية لبعض القائمين على شركات تنظيم المعارض والمؤتمرات أن حجم أعمالها سيتراجع اعتبارا من شهر فبراير/ شباط الجاري إلى سبتمبر / أيلول المقبل بمستويات تفوق الـ 15 في المئة؛ لاسيما المعارض المرتبطة بالعقار والقطاع المالي وذلك بحسب كل دولة ودرجة تأثرها بالأزمة.

وتطرح الأزمة تساؤلات بشأن مستقبل صناعة المعارض في المنطقة وتهدد مصير العشرات من المعاراض لاسيما في دبي التي تقود صناعة المعارض على مستوى الخليج وتساهم هذه الصناعة بنحو 1,5 مليار دولار من ناتجها المحلي بحسب أرقام 2008.

وعلى غرار الصفعات التي تلقاها عدد من الأثرياء في القطاعين المالي والعقاري وجهت الأزمة المالية العالمية صفعات جديدة إلى رجال أعمال جمعوا ثروتهم من صناعة المعارض التي انتعشت خلال المرحلة الماضية على إثر النشاط الكبير الذي شهدته قطاعات اقتصاية متعددة تاثرت بالازمة فيما بعد.

ويوجد في منطقة الخليج نحو 20 مركزا ضخما لتنظيم المعارض بحسب الاتحاد العالمي لصناعة المعارض نصف مساحتها في دبي لوحدها وكان من المؤمل أن تواصل نموها السريع لولا الأزمة العالمية.

المشهد من الرياض

ويقول نائب المدير العام في شركة معارض الرياض محمد الحسني: «إن صناعة المعارض في المنطقة تأثرت بالأزمة العالمية وقد تتراجع أحجام العمل والأرباح 15 في المئة».

ويضيف في حديث مع «الأسواق.نت « من الرياض «درجة التأثر وحدها تختلف في قطاعات المعارض المختلفة فإذ كانت تبدو شديدة في المعارض العقارية والمالية؛ إلا أن المعارض المتخصصة بقطاع المعلومات والاتصالات لاتزال متمسكة بانتعاشها السابق، وكذلك تختلف حدة التأثر من دولة ومدينة إلى أخرى فاذا كانت دبي متأثرة فإن قطر تبدو أقل تاثرا على سبيل المثال».

وتوقع الحسني ألا يتم إلغاء معارض في المستقبل القريب نتيجة أن الشركات تقبل عليها لتفادي الأزمة العالمية بمزيد من الترويج والدعاية عن خدماتها ومنتجاتها».

وتنظم شركة معارض الرياض مجموعة من المعارض الحيوية من ضمنها معرض البناء السعودي ومعرض الطباعة والتغليف والبتروكيماويات.

الصراع في دبي

وتوافق شركة آى آى آر الشرق الاوسط، ومقرها دبي، وتتولى تنظيم فعاليات متخصصة كبيرة مثل معرض سيتي سكيب العقاري ومعرض الصحة العربي، أحاديث الحسني؛ إذ تقول إن الشركات التي تواصل الترويج لمنتجاتها وخدماتها من خلال المشاركة في المعارض التجارية المتخصصة ستتمكن من مواجهة الصعوبات الاقتصادية ومن تحقيق نجاحات على حساب الشركات الأخرى المنافسة.

وتقول مدير عام الشركة جسيكا سوثرلاند: «بالنسبة إلى الشركات الكبيرة والصغيرة على حد سواء، تبقى المشاركة في أي من المعارض أو الفعاليات التجارية خلال فترة الصعوبات الاقتصادية هى الخيار الأفضل والفعال للتعامل مع المصادر المحدودة لضمان البقاء والتواصل المباشر مع زبائنها». وفي هذا السياق أعلن مركز دبي الدولي للمعارض والمؤتمرات، أحد أكبر وجهات المعارض والفعاليات في المنطقة والذي يقوم بدوره كذلك بتنظيم مختلف الفعاليات، أعلنت مؤخرا زيادة قدرها 10 في المئة في أعداد زوار المعارض والمؤتمرات والفعاليات التي اقيمت في المركز خلال العام 2008.

الدور الرائد هل يستمر؟

وقال الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي هلال المري في بيان صحافي: «نحن نعمل على الإبقاء على معدل مساهمتنا في الناتج المحلي العام لدبي بمقدار 1 - 1,5 في المئة بالتساوي مع المعدلات العالمية لقطاع المعارض والفعاليات في أسواق مثل سنغافورة وهونغ كونغ».

وأضاف المري: «نحن نتوقع أن يلعب قطاع الفعاليات دورا رائدا خلال العام 2009 في تحفيز الاستثمارات وتدعيم النمو الاقتصادي، وكذلك المساهمة في زيادة عدد الزوار إلى المنطقة» .

وقد استقبل كل من مركز دبي الدولي للمعارض والمؤتمرات ومركز مطار دبي للمعارض ما يقارب 1,1 مليون زائر خلال العام 2008 لمختلف المعارض والاجتماعات والمؤتمرات التي شهدت مشاركات كبيرة من مختلف الشركات والمؤسسات الاقليمية والدولية مدفوعة بالنمو المضطرد على ضوء استراتيجيات التطوير التي تشهدها المنطقة في مختلف القطاعات بما فيها قطاعات الرعاية الصحية والانشاءات والتكنولوجيا والضيافة.

البحرين ..الرهان على الحكومة

ولم تلغ البحرين معارض من المزمع إقامتها خلال الفترة المقبلة؛ إلا أن التاثيرات عليها واضحة بحسب مدير المؤتمرات والمعارض في جمعية المهندسين البحرينية جميل العلوي الذي يؤكد لـ «الأسواق.نت» أن صناعة المعارض تأثرت بالازمة العالمية.

وقال العلوي «أصبح من الصعب أن تحقق المعارض نسب النمو السابقة في حجم أعمالها وأرباحها وخصوصا المعارض المتعلقة بالقطاعات المالية والعقارية فيما تبقى قطاعات اقتصادية أخرى أقل عرضة».

وأضاف العلوي الذي كان يتحدث من المنامة أن التأثير يتجلى في عدم قدرة بعض الشركات على المشاركة في المعارض التي كانت تشارك فيها سابقا نتيجة سياسة تقليص الانفاق التي تنتهجها الكثير من الشركات وبالتالي فإن مساحة المعارض تتقلص تلقائيا».

وقال العلوي: «انتعاش الاقتصاد بأكمله وصناعة المعارض أيضا مرهون بعودة السيولة إلى الأسواق وممارسة البنوك لنشطاها التمويلي المعتاد»


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/38948.html