العدد: 2386 | الأربعاء 18 مارس 2009م الموافق 21 ربيع الاول 1430هـ

لو لم أكن خطاطا... سأكون خطاطا... عبدالشهيد الثور:

الخط العربي أفضل من الكمبيوتر

عندما يجتمع فن الخط والشعر فذلك الامتياز بشخصه، كما لفنون الخط وأشكاله وأنواعه جعل من محترفه امتيازات تميزه، وقلما تجد شخصا تجتمع فيه فنون عدة، فذلك الشاعر والرادود، جمع بين دفتيه هندسة الخط وفنونه، فمنذ كان عمره ما يقارب 12 عاما وبالتحديد بالصف السادس الابتدائي استطاع أن يخط بيديه الخط العربي، فمع حوارنا معه لمسنا عشقه وولهه لفن الخط العربي... هو الخطاط عبدالشهيد الثور.

بدايتي منذ العام 1977 في السادس الابتدائي يقول عبدالشهيد الثور، بدأت أجرب الخط وإلى الآن أي مايزيد على 30 سنة وأنا أقوم بالخط العربي.

فقد أخذت فكرة الخط من جدي لأمي، إذ كان يقوم بخط الروايات، فقمت بتقليده في كتابة الكلمات وكيف يمسك (بقصب الخط)، وكيفية استخدامها مع الأحبار.

ومنذ البداية تدربت على خط النسخ وهو معروف (خط الإيراني أو الباكستاني)، فمنذ صغر سني قمت باقتناء كراسات خاصة بالخط العربي وهي إلى الخطاط هاشم البغدادي، فله أسلوب معين ومميز، فقمت بتعلم نفسي ذاتيا ولم أدخل معهد أو مدرسة لتعليم الخط.

إضافة إلى تعلمي الخط عن طريق الكراسات، أقوم بإطلاع أعمالي على الخطاط محمد البحارنة عندما أراه في السوق حيث أذهب مع والدي، فيقوم البحارنة بتصحيحها لي وإعطائي ملاحظات عليها.

وفي المدرسة استطعت أن أحفر أسمي كخطاط متميز وكان ميولي للخط أكثر من ميولي للدراسة، وبمتابعة وتشجيع مدير المدرسة والمدرسين والطلاب لي بكتابة الوسائل المدرسية التي برزت كفاءتي في الخط العربي في المدرسة استطعت أن أخطو أولى خطواتي المتميزة في الخط العربي، فقد تعلمت الخط من مزاولتي على التدريب بالكراسات ولم أدخل معهد لأتدرب الخط.

ويقول عبدالشهيد الثور، بما أن التميز في الخط يستهويني أكثر إلا أنني لم ألجأ للحصول على إجازة في الخط العربي وذلك يرجع إلى إن الخطاط يلجئ إلى خطاط محترف ويدرس عنده الخط لما يقارب من 6 شهور، بعدها يحصل على إجازة للخط.

كما أن سرعتي في الخط فهي من أبرز مميزاتي، وإنني لا أتوقف عن أسلوب معين في الخط ومثال على ذلك الخط الديواني فإنني أكتبه بأسلوب أكثر.

أما عن التأليف، فإنني قمت بتأليف كتب شعر فقط، أما عن فنون الخط وأنواعه لم أقوم بتأليف أي كتاب، ولكن لدي أفكار بتصميم كراسات لتعليم الخط.

كما أن تشجيع عائلتي لي وخصوصا أنني أقوم بعملي في المنزل في غالبية الأحيان ما يجعلني قريبا منهم وهذا مما يشجعني على مواصلة العمل في الخط من دون أي متاعب أو معوقات.

إن دمج الزخرفة مع الخط هو من أقوى عناصر القوة التي تميز الخط عندي.

وبالنسبة للخطوط المفضلة لي فهو خط الثلث (أم الخطوط) ولا أقول إنني أجيده فقط، ولكنه خط جميل واستمتع بخطه.

كما أن الخط الفارسي (مرن وسهل)، والخط الديواني (عملي)، فهو يستخدم لبطاقات الزفاف وبطاقات الدعوات وهو خط جميل.

كما أقوم بعمل خط باللغة الإنجليزية إذا تطلب الأمر خصوصا في الأعمال التجارية.

ويقول عبدالشهيد الثور، إن هناك بعض الخطاطين خطهم جميل ولكن لا يستطيعون التمييز بين أنواع الخط وهذا النوع من الخطاطين لا يستقيمون في العمل التجاري.

أما عن تحويل الخط لرسم أو فن تشكيلي فيقول عبدالشهيد، إن الرسامين يقفزون على الخط، فمثلا الرسام لا يجيد الخط الكوفي فيقوم برسم الخط بأشكال ليس لها صلة بنوع الخط ما يشوه للخطاط نفسه ولنوعية الخط.

وهناك بعض الخطاطين يحاول أن يرسم الخط الفارسي أو النسخ ولكن لايستطيع تحويله إلى فن لأنه لا يجيد الخط نفسه.

وأحيانا أقوم بعمل الخط بأشكال فنية على لوحات ويقوم أشخاص بتحويلها إلى لوحات فنية بإضافات ألوان إليها.

إنني لم ولن أترك الخط وأتحول للكمبيوتر فهذا من المستحيل بالنسبة لي. فهذا هو الفرق بين الخط باليد هو ما أعتبره (كإنسان حي)، والخط بالكمبيوتر (الخط الميت).

وهناك خطاطون يستخدمون برنامج (الكلك)، فإذا كان الخطاط يعرف لنوعية الخط وفنونه فيستطيع التعامل مع البرنامج في تركيب الأحرف والحركات على الأحرف، أما إذا كان الخطاط الذي يستخدم البرنامج لا يعرف لفنون الخط فسيجعل من الخط غير مميز، وأنا لم أحاول استخدام برنامج (الكلك).

أما بالنسبة للعلاقة التي تربطه بالخطاطين فيقول عبدالشهيد، إنني تربطني بهم علاقة وثيقة ومتميزة، وللأسف لاتوجد جمعية تجمع الخطاطين بأنفسهم يجتمع فيها الخطاطون لتبادل الأفكار والمعلومات عن الخط، أو مدرسة لتعليم الخط العربي لتخريج أجيال تجيد استخدام الخط وفنونه.

للأسف نحن في البحرين لا يوجد معاهد لتدرس الخط العربي ولكن في بلاد أخرى مثلا تركيا أو مصر أو العراق وإيران يوجد بها معاهد للخط ولذلك تجد عندهم الخط راقي جدا ومتميز، ففي إيران المشهورة بالخط الفارسي فإنهم يعشقون الخط ويتذوقونه لتميزه.

كما إنني قمت بتعليم الخط العربي في مدرسة خاصة لطلاب يدرسون الفرنسية فأقوم أنا بشرح فن الخط باللغة العربية ويوجد مترجمة تقوم بترجمة الخط من الانجليزية إلى الفرنسية.

أما بالنسبة إلى تدريس البحرينيين للخط فهناك بعض الأشخاص تميزوا في الخط وكان لهم اجتهاداتهم الخاصة وليس فقط الاكتفاء على التدريس.

في نهاية لقائنا سألنا عبدالشهيد الثور لو لم تكن خطاطا ماذا ترغب أن تكون؟ فأجاب وبكل ثقة أكون خطاطا أو أكون مصمما.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/42754.html