العدد: 2832 | الإثنين 07 يونيو 2010م الموافق 24 جمادى الآخرة 1431هـ

الغموض يلف مستقبل مشروع جسر البحرين وقطر

«رويترز»: تعليق مشروع «جسر المحبة» مُجدَّداً

«رويترز»: تعليق مشروع «جسر المحبة» مُجدَّداً

يلف الغموض مشروع جسر البحرين وقطر الضخم، إذ قالت وكالة «رويترز» للأنباء أمس (الإثنين) إن العمل توقف في المشروع الذي تبلغ كلفته نحو 4 مليارات دولار ويمتد لمسافة 40 كيلومتراً، في حين ذكرت مصادر مسئولة في الجانب البحريني أن أموراً فنية مازالت تناقش، وأن الحديث عن توقف العمل هو مجرد «تهيؤات».

وذكرت «رويترز» نقلاً عن مصادر لم تُسمِّها، إنه جرى تعليق مشروع مزمع منذ فترة طويلة لبناء جسر بين البحرين وقطر بقيمة ثلاثة مليارات دولار كما جرى تقليص فريق العمل للمشروع وسط تصاعد التكاليف وتزايد التوترات السياسية. وأضافت الوكالة ذاتها «أعلن عن المشروع للمرة الأولى في 2001 وتأجل بالفعل في 2008 لتغيير نطاق المشروع بحيث يشمل خطوط قطارات، وفي أواخر العام الماضي قال البلدان إن العمل سيبدأ في الربع الأول من العام ويستكمل بحلول 2015، لكن الموعد الجديد مر وتضاءلت فرص المشروع مجدداً في مايو/ أيار الماضي، عندما قالت البحرين إن خفر السواحل القطريين أطلقوا النار وأصابوا صياداً بحرينياً دخل المياه القطرية».

لكن أحد أعضاء الهيئة المسئولة عن تنفيذ الجسر الجديد الذي سيربط البحرين مع قطر أبلغ «الوسط»، أن أسباباً فنية مرتبطة بالدراسات لإنشاء «جسر المحبة» لا تزال تناقش، ووصف التقارير التي تحدثت عن توقف المشروع بأنها «مجرد تهيؤات». ولم يتسنَّ لـ «الوسط» الوصول إلى أي مسئول في الجانب القطري للحصول على تعليق فوري.


الغموض يلف مستقبل مشروع جسر البحرين وقطر

«رويترز»: تعليق مشروع «جسر المحبة» مجدَّدا

المنامة، الدوحة - عباس سلمان ، رويترز

يلف الغموض مشروع جسر البحرين وقطر الضخم، إذ قالت وكالة «رويترز» أمس (الإثنين) إن العمل توقف في المشروع الذي تبلغ كلفته نحو 4 مليارات دولار ويمتد لمسافة 40 كيلو متراً، في حين ذكرت مصادر مسئولة في الجانب البحريني أن أموراً فنية مازالت تناقش، وأن الحديث عن توقف العمل هي مجرد «تهيؤات».

وقالت وكالة الأنباء (رويترز) نقلاً عن مصادر لم تسمها، إنه جرى تعليق مشروع مزمع منذ فترة طويلة لبناء جسر بين البحرين وقطر بقيمة ثلاثة مليارات دولار، كما جرى تقليص فريق العمل للمشروع وسط تصاعد التكاليف وتزايد التوترات السياسية.

وأضافت رويترز «أعلن عن المشروع للمرة الأولى في 2001 وتأجل بالفعل في 2008 لتغيير نطاق المشروع بحيث يشمل خطوط قطارات، وفي أواخر العام الماضي قال البلدان إن العمل سيبدأ في الربع الأول من العام ويستكمل بحلول 2015، لكن الموعد الجديد مر وتضاءلت فرص المشروع مجدداً في مايو/ أيار الماضي، عندما قالت البحرين إن خفر السواحل القطريين أطلقوا النار وأصابوا صياداً بحرينياً داخل المياه القطرية».

وأبلغ مصدر مطلع على المشروع «رويترز» «شهد المشروع مشاكل كثيرة (وكانت هناك) أيضاً توترات سياسية... جرى خفض حجم الفريق بدرجة كبيرة».

ولم يتضح على الفور السبب الدقيق لتعليق المشروع لكن عضو اللجنة الاقتصادية ببرلمان البحرين جاسم علي قال «المشروع معلق منذ بعض الوقت، لكنه ليس ملغياً»، مضيفاً أن زيادات التكلفة ومشاكل تمويلية كان لها دور. ومن بين مقاولي المشروع الذي يبلغ أحدث تقدير رسمي لتكلفته ثلاثة مليارات دولار شركة فينسي الفرنسية وهوشتيف الألمانية والديار القطرية للاستثمار العقاري وشركة اتحاد المقاولين.

وحسب «رويترز» أكد متحدث باسم «هوشتيف» أن مرحلة البناء لم تبدأ قط. وقال «حصلنا على عقد لإجراء بعض التخطيط (للجسر) وهو ما قمنا به، لكن عقداً للبناء الفعلي لم يمنح قط».

لكن أحد أعضاء الهيئة المسئولة عن تنفيذ الجسر الجديد الذي سيربط البحرين مع قطر أبلغ «الوسط» أن أسباباً فنية مرتبطة بالدراسات لإنشاء «جسر المحبة» لاتزال تناقش، ووصف تقارير تحدثت عن توقف المشروع بأنها «مجرد تهيؤات».

ولم يتسن لـ «الوسط» الوصول إلى أي مسئول في الجانب القطري للحصول على تعليق فوري؛ إذ يعتقد أن إيقاف المشروع تم من قبل الجانب القطري.

وأبلغ المسئول البحريني الذي رغب في عدم ذكر اسمه «الوسط» رداً على استفسار أن «الأحاديث عن توقف المشروع والتي تنشر عن طريق الإنترنت غير دقيقة، وهي مجرد تهيؤات، وأن الموضوع لايزال يبحث».

وأضاف «هناك عناصر فنية، مرتبطة بالدراسات والمباحثات مع المقاول الرئيسي مستمرة وأن المناقشات جارية. بحسب علمي شخصياً، المباحثات لم تتوقف، وأن الحديث عن ذلك ليس مؤشراً صحيحاً، بل مجرد تنبؤات».

وكانت مصادر في التحالف الذي سيقوم بتنفيذ المشروع والبالغ كلفته نحو 4 مليارات دولار قد أفاد بأن عمليات إنشاء الجسر معلقة حالياً، وأن فريق العمل التابع إلى التحالف الدولي قد تم نقله، وأن بناء الجسر تم تأجيله.

ونقلت مجلة «ميد» عن مصدر بمؤسسة جسر قطر والبحرين قوله، إن المشروع معلق حالياً ولكنه لم يورد أي أسباب بشأن سبب الإيقاف.

ويتكون التحالف الذي كان مقرراً أن يقوم بإنشاء الجسر من شركة الديار العقارية المحلية وفينسي للمقاولات الفرنسية وهوشتيف الألمانية و«المقاولون المتحدون» التي مقرها في اليونان.

وقد كان مقرراً أن تبدأ أعمال الإنشاءات في الجسر الذي سيربط قطر والبحرين خلال الربع الأول من العام 2010. ويبلغ طول الجسر 40 كلم بأربعة مسارات للسيارات، وكان مخططاً أن يتم إنجازه بحلول العام 2013، بالإضافة إلى خطين للقطارات يتم إنجازهما بحلول العام 2015.


تأخيرات سبقت تعليق المشروع

جاء إعلان تعليق مشروع «جسر المحبة» بعد تأخر البدء في الأعمال الإنشائية في الجسر الذي يربط بين البلدين لمدة ستة أشهر، وقيل إن ذلك بسبب إضافة خط حديد للمشروع، والذي سيصل بين البلدين بمسارين من ضمنها 17 كيلومتراً من الجسور، و23 كيلومتراً من الكباري مع جسرين منحنيين على شكل قوس يصل ارتفاعهما إلى 40 متراً فوق قنوات الملاحة.

وكانت مؤسسة الجسر قد منحت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 عقداً لإدارة المشاريع وخدمات إدارة إنشاء الجسر لشركة كيلوغ براون اند روت الأميركية العالمية للهندسة والبناء.

ونتيجة لتأخير المشروع فقد زادت كلفة جسر المحبة بنحو مليار دولار بسبب التعديلات الكبيرة المطلوب إدخالها على التصاميم الأولية وخاصة فيما يتعلق بوصلة سكك الحديد المقترحة التي ستربط دول الخليج الست؛ ما يرفع كلفة الجسر المتوقعة إلى نحو 4 مليارات دولار؛ أي ضعف التقديرات الأولية عند التفكير في إقامته قبل نحو سنتين والتي تبلغ ملياري دولار.

وكان من المقرر أن يكون الجسر المقترح بين قطر والبحرين مملوكاً بالتساوي لحكومتي الدولتين، وتتراوح الفترة الزمنية المقدرة لإقامته بين أربع وخمس سنوات.

والبحرين مربوطة بالمملكة العربية السعودية بجسر يبلغ طوله 25 كيلومتراً.

وبوصفها مدير المشروع، فإن «كي بي آر» مسئولة عن إدارة وتصميم وتشييد الجسر نيابة عن زبونها مؤسسة جسر البحرين وقطر، في حين أن كونسورتيوم سيقوم بالتصميم وهو المقاول الرئيسي للجسر المقترح.

وفيما لو نفذ المشروع الذي يبلغ طوله 40 كيلومتراً، ستتصل البحرين وقطر بمسارين، من ضمنها 17 كيلومترا من الجسور، وكذلك 23 كيلومتراً من الكباري مع اثنين من الجسور منحنية على شكل قوس يصل ارتفاعهما إلى 40 متراً فوق قنوات الملاحة. ويشمل هذا المخطط البنية التحتية لدعم الشحن والقطارات السريعة في حركة المسافرين، ومن ضمن التصور أن السكك الحديد ستربط كذلك الكويت بسلطنة عمان، وتصبح الوصلة الرئيسية للسكك الحديد التي ستربط دول الخليج العربية.

وكانت مؤسسة جسر البحرين وقطر قد منحت الشركة في نوفمبر 2008 عقداً لتقديم إدارة التصميم، وإدارة المشاريع، وخدمات إدارة إنشاء الجسر. وشركة كيلوغ براون أند روت هي شركة عالمية للهندسة والبناء، وشركة خدمات دعم الطاقة والمحروقات والخدمات الحكومية، والمعادن والبنية التحتية المدنية، والأسواق الصناعية.

ومشروع جسر البحرين - قطر، كان قد كشف عنه للمرة الأولى في العام 1999، صمم أصلاً للسماح للبواخر التي يبلغ ارتفاعها 40 متراً بالمرور من تحت الجسر في خط بحري واسع يبلغ 400 متر، ولكن فقط لتشمل نقلاً مزدوجاً لعبور المركبات البرية، بحيث يمكن التعامل مع تدرجات حادة بدلاً من وصلة السكك الحديد.

وكان قد تم اختيار مسار الجسر من بين 10 مسارات مقترحة بحيث يبدأ من شمال قرية «عسكر» في الجانب الشرقي من جزيرة البحرين الأم حتى «رأس عشيرج» في الجانب القطري، وسيفتح أمام البحرين وقطر فرصة للتكامل الاقتصادي عبر جسر استراتيجي يفسح المجال أمام تنمية مستدامة يستفيد منها شعبا البلدين.

وكانت التقارير المتفائلة قد أشارت إلى أن إنشاء الجسر يمثل فرصة لاستقطاب المزيد من الاستثمارات من قطر في مجال العقارات وسوق الأسهم، الأمر الذي سيعزز النشاط في اقتصاد البحرين، وسيوفر فرصة تاريخية لتطوير مناطق أخرى من البحرين، وخصوصا جنوب شرق وشرق المملكة مثل عسكر وسترة؛ إذ يمر الجسر المقترح.

وكان مشروع الجسر بين البحرين وقطر خطوة استراتيجية نوعية ستكون لها تأثيرات بعيدة المدى على البحرين وقطر وباقي الدول الخليجية.

وقد انتهى الخلاف الحدودي بين البحرين وقطر بعد أن حكمت محكمة العدل الدولية في مارس/ آذار العام 2001، بأن جزر حوار تتبع البحرين، بينما حكمت بتابعية جزيرة جنان وفشت الديبل إلى قطر، وبدأت الدولتان نشاط لجنة عليا مشتركة بين البلدين بقيادة وليي العهد للاتفاق على المشروعات المشتركة وتنسيق العلاقات بين البلدين، وأعيد إحياء مشروع جسر البحرين وقطر بعد ذلك مباشرة.

وقد وقع البلدان في وقت سابق عقد الأعمال الاستشارية الخاصة بمرحلة الدراسات والمسح البري والبحري والتصميم المبدئي للجسر والفتحات الملاحية في جسمه، قدم من شركة عالمية لها خبرات أعمال سابقة في المجال نفسه.

وكان من المقرر البدء في عملية الإنشاء العام 2003، إلا أن اللجنة المشتركة بين البلدين توقفت عن العمل لمدة سنتين، قبل أن يعود النشاط مجدداً.

ووقعت البحرين وقطر اتفاقية عقد التصميم والبناء لمشروع جسر قطر - البحرين بين مؤسسة جسر قطر والبحرين وشركة فينسي العالمية للمقاولات (قائد تحالف شركات المقاولات لبناء وتشييد الجسر) في العام 2008، كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين غرفة تجارة وصناعة مملكة البحرين وغرفة تجارة وصناعة قطر بشأن تأسيس شركة تأمين مشتركة باسم شركة التكافل للتأمين القطرية البحرينية.

وفي مايو/ أيار العام 2008، منح عقد تصميم وبناء الجسر إلى ائتلاف مكون من أربع شركات، إذ منح العقد إلى الشركة الفرنسية فينسي غراندس بروجكتس (Vinci Grands Projects)، والشركة الألمانية هوشتيف (Hochtief) وشركة كونسوليديتد كونتراكتورز انترنشيونال (Consolidated Contractors International Company) ومقرها أثينا بالإضافة إلى شركة الشرق الأوسط للمسح (Middle East Dredging Company)، حسب ما ذكرت مجلة «ميد». كما تعمل الشركة الدنماركية كوي (Cowi) مستشاراً للتصميم نيابة عن الائتلاف.

وكان العقد يتضمن ثلاث مراحل: الأولى ومدتها ستة أشهر ابتداء من تاريخ توقيع العقد وتتضمن إعداد التصاميم والخرائط والرسومات لمشروعات الجسر والقطار. والثانية هي مرحلة مراجعة التصاميم المقدمة والرسومات وإجراء التعديلات اللازمة ومدتها شهران. وقال إن المرحلة الثالثة والأخيرة سيتم خلالها التنفيذ الفعلي لبناء وتشييد الجسر والأعمال المدنية والإنشائية لخط القطار.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/433547.html