العدد: 2438 | السبت 09 مايو 2009م الموافق 14 جمادى الأولى 1430هـ

مجلس الأمن يدين الهجوم على شرق البلاد... وهدوء حذر يسود المنطقة

الجيش التشادي يتحدث عن «انتصار حاسم» على المتمردين

أعلن وزير الدفاع التشادي بالوكالة ادوم يونسمي أمس (السبت) أن معارك الخميس والجمعة في شرق تشاد تشكل «انتصارا حاسما» للجيش على المتمردين الذين أتوا من السودان. و قال الوزير التشادي بعيد مداخلة عبر التلفزيون الوطني «إنه انتصار حاسم. سيحتاج (المتمردون) إلى ما بين عامين وثلاثة أعوام للتمكن من إعادة تنظيم صفوفهم». و تحدثت الحكومة التشادية مساء الجمعة عن حصيلة «غير نهائية» بلغت 247 قتيلا (225 متمردا و22 عسكريا)، فضلا عن اعتقال 212 متمردا الخميس والجمعة بعد المعارك في جنوب أبيشي.

و بدا الوضع هادئا السبت، ولم يشر أي من الجانبين إلى وقوع معارك.

وقال الوزير التشادي خلال مداخلته التلفزيونية «قضت استراتيجيتنا بجذب المرتزقة (المتمردين) أبعد مسافة ممكنة عن قواعدهم، وجرهم إلى منطقة لا تتيح لهم التراجع إلى قواعدهم بعد القصف».

وأضاف «هناك كثير من الفارين. تركوا وراءهم نحو ستين آلية. نواصل عملية التمشيط حتى الحدود (السودانية). قلائل سيتمكنون من الهروب».

وشدد الوزير على أن «انتصارنا ناتج أيضا من احترافية الجيش وتجهيزاتنا». ورأى مصدر عسكري فرنسي أن موقع الرئيس إدريس ديبي تعزز في شكل كبير منذ هجوم المتمردين الذي كاد أن يطيح به في فبراير/ شباط 2008.

وقدر الوزير التشادي عدد المجموعات المتمردة قائلا إن «حجم المرتزقة يراوح بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف عنصر مع ما بين 300 و400 آلية».

من جهتها قالت حركة التمرد إن الهدوء ساد السبت مناطق شرق تشاد، لكنها أكدت مواصلة زحفها باتجاه أنجمينا العاصمة على رغم الإدانة الدولية. وقال مصدر في اتحاد قوى المقاومة (تحالف مجموعات متمردة تشادية) في اتصال هاتفي معه من ليبرفيل إن «الوضع هادىء هذا الصباح (السبت) وليست هناك معارك».

وأضاف «غير أن قواتنا لا تزال في مواقعها» وتتمركز على مشارف منطقة حويش جنوب شرق ابيشي حيث واجهت الجيش الجمعة.

و رفضت جبهة قوى المعارضة حتى الآن تقديم أي حصيلة للمعارك مع اعترافها بأن المواجهة كانت دامية. بيد أنها تنفي أن تكون هزمت من قبل قوات الجيش في المعارك الأولى أو أن تكون تكبدت خسائر كبيرة في صفوفها.

وأكد المصدر في حركة التمرد أن بين المعتقلين أحد قادة الجبهة هو محمد حمودة بشير. و أضاف المصدر في جبهة قوى المقاومة «لن نغير هدفنا. إنه لا يزال أنجمينا». ونفى أن يكون تم وقف تقدم قوات التمرد أساسا من خلال ضربات جوية لسلاح الجو التشادي. وقال «لدينا أسلحة مضادة للطيران».

على صعيد متصل أفاد متمردون والأمم المتحدة أن مواجهات بين متمردي حركة العدل والمساواة وقوات موالية للحكومة السودانية وقعت صباح السبت في شمال دارفور قرب الحدود مع تشاد، ما أجبر نحو مئة شخص على النزوح.

وقال أحد قادة حركة العدل والمساواة «حصل قصف جوي صباح السبت قرب أم بارو»، المدينة التي تبعد 200 كلم شمال غرب الفاشر عاصمة شمال دارفور، قرب الحدود التشادية.

وأفاد المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي المشتركة في دارفور نور الدين مزني أن القوة «تلقت تقارير عن حصول مواجهات صباح السبت بين حركة العدل والمساواة من جهة والجيش وجناح مني ميناوي في جيش تحرير السودان من جهة أخرى».

لكنه تدارك «لا يمكننا تأكيد الأمر مباشرة»، لافتا إلى أن المعارك انتهت.

ودان مجلس الأمن بالإجماع الجمعة الهجوم العسكري الذي يشنه متمردون تشاديون توغلوا من الحدود السودانية في شرق تشاد. و وافق جميع سفراء الدول الأعضاء الـ 15 على إعلان وضعت فرنسا نصه، «يدين عمليات التوغل العسكري الجديدة التي تشنها مجموعات مسلحة تشادية قادمة من الخارج في شرق تشاد»، في إشارة إلى السودان المجاور.

وعبر الإعلان عن قلق المجلس «حيال الدعم الخارجي الذي تتلقاه مجموعات مسلحة تشادية، وفق ما أفاد عنه الأمين العام» للأمم المتحدة بان كي مون.

وشدد على أن «أي محاولة لزعزعة استقرار تشاد بالقوة غير مقبولة» كما طالب «المجموعات المسلحة المتمردة بوقف أعمال العنف على الفور، ودعا جميع الأطراف للعودة إلى الحوار» ضمن إطار اتفاق السلام الموقع بين الفصائل التشادية في أكتوبر/ تشرين الأول 2007 في ليبيا.

وعقد مجلس الأمن اجتماعه بناء على طلب السفير التشادي لدى الأمم المتحدة أحمد علمي الذي اتهم الخرطوم بشن «عدوان» يهدف إلى إطاحة حكومة أنجمينا بعد أيام على توقيع البلدين اتفاق مصالحة في الدوحة.

وقال متحدثا للمجلس إن الخرطوم «جهزت ودربت قوة تخريبية هدفها الوحيد إطاحة حكومة تشاد الشرعية». و أضاف «على مجلس الأمن أن يدين صراحة النظام (السوداني) على هجماته المتكررة على بلادي».

من جانبه شن السفير السوداني لدى الأمم المتحدة عبد المحمود عبد الحليم محمد هجوما على فرنسا القوة المستعمرة السابقة حليفة تشاد.

وقال «سئمنا هذه البيانات التي تكتب في البعثة الفرنسية (لدى الأمم المتحدة) وترسل باسم تشاد إلى مجلس الأمن»، في إشارة إلى الطلب التشادي لعقد اجتماع لمجلس الأمن، وأضاف «نعرف هذا جيدا... هم (الفرنسيون) الذين كتبوه». وقال محمد أنه «كلما كانت تشاد تخطط لشيء ما، تأتي إلى مجلس الأمن للتمويه عن دعمها لحركة العدل والمساواة»، كبرى فصائل المتمردين في منطقة دارفور غرب السودان. وأضاف «ما يجري في تشاد مسألة داخلية» مؤكدا أن اتهامات تشاد للخرطوم تهدف إلى «التغطية على فشلها الداخلي»


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/51600.html