العدد: 1322 | الأربعاء 19 أبريل 2006م الموافق 20 ربيع الاول 1427هـ

هل ستتحول إيران إلى عراق آخر؟

قال خبراء سياسيون بعد نزول مئات الألمان إلى الشوارع في عطلة عيد الفصح المجيد صارخين «لا للحرب ضد إيران» أن أوروبا لن تتخذ موقفاً موحدا في حال تحولت إيران إلى تكملة للغزو الذي بدأ في العراق.

واستنادا إلى مقال نشره المحلل السياسي سيمور هرش في صحيفة «نيويوركر» فإن احتمال شن ضربة عسكرية ضد إيران مسألة يقوم المخططون العسكريون في البنتاغون بدراستها.

غير أن مصدراً أمنياً مطلعاً قال لـ «يونايتد برس انترناشونال» في وقت سابق من الأسبوع الحالي إن مثل هذه الضربة إن وقعت فسوف تكون من تنفيذ «إسرائيل».

لكن خبيرا ألمانيا في الشئون الإيرانية قال لـ «يونايتد برس انترناشونال» إنه لا يعتقد أن أوروبا ستكون موحدة في صرختها الاعتراضية على ضربة عسكرية قد تتلقاها إيران.

وقال أروين هاكل المحلل في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية الذي يتخذ برلين مقرا له «سيكون الشعب في ألمانيا منقسما، وذلك بخلاف ما كان عليه في العام 2003 حين كان شبه موحد ضد الحرب على العراق».

وكان مئات من المواطنين الألمان - بين 400 و800 شخص وفقاً للتقديرات الرسمية - نزلوا إلى شوارع ميونخ للتعبير عن اعتراضهم على شن الحرب على إيران ومطالبين القوى العظمى بالتعامل سلميا معها.

وفي العام 2003 نزل مئات آلاف المواطنين في العواصم الأوروبية المختلفة معبرين عن معارضتهم للحرب الأميركية قبل وخلال غزو العراق، ما أدى إلى توتر كبير في العلاقات عبر الأطلسي.

وأضاف هاكل أن الحكومة الألمانية من يمين الوسط بقيادة أنجيلا ميركل لن تقوم بتغذية المشاعر المعادية للولايات المتحدة كما فعلت حكومة غيرهارد شرودر السابقة.

وقال «لن تبرز صرخات اعتراضية على الحرب. لقد سخرت إيران، وبشكل مستمر، من الجهود الدبلوماسية الألمانية، لذلك لن تكون وزارة الخارجية الألمانية قادرة على الاعتراض كثيراً على الحرب».

وكانت ألمانيا إلى جانب بريطاني وفرنسا قد قادت في العامين الأخيرين حملة جهود دبلوماسية مكثفة لحل الأزمة الإيرانية النووية على طاولة المفاوضات.

وقال المراقبون إنه حتى في ألمانيا التي يسيطر عليها شعور معارض للحرب بعد أن تمكنت من التعافي من مرحلة العصر النازي، فقد يفقد الرأي العام صبره. لقد أدت الملاحظات المعادية للسامية التي أطلقها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حول ضرورة «محو إسرائيل عن الخريطة» إلى إثارة امتعاض الساسة الألمان بمن فيهم أنجيلا ميركل.

وخلال مؤتمر أمني استضافته ميونخ في وقت سابق من العام الحالي، قارنت ميركل بين الوضع الإيراني وبين الرايخ الثالث (النازي) عندما نام الأوروبيون خلال الصعود التدريجي نصف الصامت لأدولف هتلر وحزبه النازي الذي أقدم في وقت لاحق على إصدار الأوامر بقتل نحو 6 ملايين يهودي.

وقالت ميركل في فبراير/ شباط الماضي «لقد تعلمنا الدروس من تاريخنا. ندرك الآن أننا مررنا بأوقات كان يمكن لنا أن نتصرف بطريقة مغايرة. ولهذا السبب، فإن ألمانيا مجبرة على التدخل في مرحلة مبكرة من أجل التوضيح لإيران ما هو المقبول وما هو ليس مقبولا».

وطغت على أنباء الاجتماع الذي استضافته موسكو الثلثاء وضم دبلوماسيين من الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا لمناقشة كيفية معالجة الأزمة المتصاعدة، التصريحات الشديدة اللهجة للموفد الإيراني إلى موسكو.

وقال السفير الإيراني لدى موسكو غلام رضا أنصاري «إحدى الطرق لتحويل الحرب هي الاستعداد لأي حرب. ستستمر إيران في بذل الجهود القصوى لعدم وقوع الحرب في هذه المنطقة غير أن الجمهورية الإسلامية كانت وستكون مستعدة لوقوع الحرب إذا اضطرت لذلك».

وقبل ساعات قليلة من الاجتماع، حيا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قوة جيش بلاده خلال استعراض عسكري أقيم في طهران، في حين رفض الرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن رفع احتمال شن ضربة عسكرية أميركية وقائية على المنشآت النووية الإيرانية عن الطاولة.

ورفعت الأزمة مع إيران رابع أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم سعر برميل النفط إلى حدود 72 دولاراً الثلثاء.

ويبدو أن الولايات المتحدة جاهزة لاعتماد مسار أكثر تشددا مع إيران بعد أن رفضت الجمهورية الإسلامية جميع التسويات التي أعلنت في وقت سابق من الشهر الجاري وإعلانها المضي في مسار التخصيب الصناعي لليورانيوم، الأمر الذي يعتبر صفعة في وجه الغرب.

وقد تتضمن العقوبات التأديبية الأميركية على إيران التي يحتمل أن يكون قد اقترحها نائب وزير الخارجية الأميركية للشئون السياسية ريتشارد بيرنز الذي شارك في اجتماع موسكو، تجميدا للأصول الإيرانية أو فرض حظر على سفر المسئولين الإيرانيين.

وأعلنت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا (الترويكا الأوروبية) أنها ستطالب بالوصول إلى حل دبلوماسي في حين ترفض روسيا والصين أي نوع من العقوبات أو الحل العسكري.

وحثت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران على وقف تخصيب اليورانيوم.

وقام المدير العام للوكالة الدولية محمد البرادعي بزيارة إيران خلال الأسبوع الحالي من أجل إقناعها بوقف التخصيب النووي ومن المقرر أن يصدر تقريرا عن نتائج زيارته ورفعه إلى الأمم المتحدة.

ولإيران الحق في امتلاك الطاقة النووية لغايات مدنية،لكن الغرب يشك في أن طهران تستغل هذا البرنامج سرا من أجل تطوير أسلحة نووية، الأمر الذي تنفيه الجمهورية الإسلامية باستمرار.

وفي العام 2003 اكتشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تقوم منذ 18 عاما بتطوير برامج نووية سرية، وذلك في خرق واضح لالتزاماتها المنصوص عليها في اتفاق منع الانتشار النووي العالمي.

وبعد أن فشلت المفاوضات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في العام الحالي، قامت الهيئة التابعة للأمم المتحدة بإحالة ملف إيران إلى مجلس الأمن الدولي.

وأصدرت الأمم المتحدة تحذيراً لإيران بضرورة الالتزام بمطالب المجتمع الدولي وأعطتها مهلة تنتهي في 28 أبريل/ نيسان الجاري.

ويقول الخبراء: إن المجتمع الدولي لا يملك الكثير من الحجج لإقناع إيران بضرورة تخصيب اليورانيوم في روسيا أو القبول بأي خيارات تسوية أخرى.

وأضاف هاكل «أتوقع أن تزداد التهديدات خلال الأسابيع القليلة المقبلة»


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/557412.html