العدد: 1328 | الثلثاء 25 أبريل 2006م الموافق 26 ربيع الاول 1427هـ
صفحة سينما
الوسط - محرر سينما
على رغم كل الأفكار المتناقضة الوشاذة التي يمتلئ بها فيلم «ويجا» والتي لا تتناسب مع كثير من المفاهيم الأخلاقية والقيمية في مجتمعاتنا، وخصوصاً تلك التي تناقش مفهوم الشرف لدى مختلف الطبقات الاجتماعية،ش
فإن تلك التجاوزات والانتهاكات الفكرية لم تكن هي ما اغضب علماء ومشايخ الدين في مصر سواء أولئك المنتمين للأزهر أو ممن هم خارجه، أو ما تسبب في ثورتهم العارمة ضد الفيلم ومنتجيه. جميع هؤلاء اعترضوا وأثاروا أزمة صحافية في شهر فبراير / شباط الماضي إبان عرض الفيلم في دور السينما المصرية، مطالبين بوقف عرضه، لا لما يثيره من أفكار أو كما يقول مفتي مصر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية نصر فريد واصل بسبب ما يعكسه من ثقافة علمانية، تهدف - بحسب واصل - إلى هدم قيم وأخلاق المجتمع الإسلامي وإضعاف عقيدة المسلمين، بل بسبب مشهد صغير قد لا يعني من ورائه المخرج ومؤلف الفيلم خالد يوسف ما ذهبت اليه أذهان المشايخ على وجه التحديد.
حال التشنج والهياج التي اصابت المشايخ لم تكن سوى ذلك المشهد الصغير الذي تظهر فيه الممثلة منة شلبي مرتدية الحجاب متجهة إلى شقة حبيبها الذي يسكن منطقة شعبية فقيرة، وذلك كي لا تثير شكوك الجيران. المشهد الذي يبدو في نظر الكثيرين حقيقياً وناقلاً لواقع متناقض يعيشه الكثيرون في مجتمعاتنا، اعتبره المعارضون تحقيراً للحجاب كرمز إسلامي، لأنه يشكك في كل محجبة، كما اعتبره آخرون نوعا من استغلال الدين والخمار لأغراض غير شريفة ووجدوا فيه إساءة بالغة إلى الإسلام كما أعربوا عن استيائهم من الصورة التي ظهرت بها البطلة.
وليس الانتقادات هي ما أزعج خالد يوسف لكنه وإضافة لما ذكر أعلاه اتهم بالكفر ووصف فيلمه بالكارثة الاخلاقية، أما منة شلبي فقد نالت هي الأخرى حظها من الذم والتشهير، وتساءل البعض عن كيف يمكن لفتاة مسلمة أن تقبل أداء هذا الدور الذي يسيء إلى دينها؟
نصر فريد واصل، كان هو من اتهم بتكفير يوسف، الا انه نفى ذلك لاحقاً وأكد انه لم يسب المخرج ولم ينعته بالكفر، كما نشرت ذلك بعض وسائل الاعلام، ثم أكد انه لم يشاهد الفيلم وانه لا يمكن ان يتهم احدا بالكفر ايا كانت اساءته.
وأضاف واصل ان ما قاله بالحرف الواحد هو ان الفيلم اذا كان قد قدم فتاة ترتدي الخمار وتتخفى فيه لأغراض غير شريفة فإن هذا الأمر يعد من قبيل الإساءة إلى الإسلام.
خالد، ابدى ارتياحاً شديداً لتصريحات المفتي الأخيرة تلك، وقال انه مسلم ويعرف حدود دينه وانه لن يقدم شيئا يسيء الى الاسلام، وان بعض رجال الدين شاهدوا الفيلم، ولم يعترضوا على شيء ومنهم عميد كلية الدراسات الاسلامية بالازهر سعاد صالح.
كما كان قد دافع عن نفسه مسبقاً في حديث لوكالة فرانس برس اكد عبره ان «الفيلم لا يسيء للاسلام لانني مسلم واعرف الإسلام كما يعرفونه» إلى جانب ان الفيلم «يعالج قضايا موجودة في الواقع الاجتماعي ان اراد هؤلاء المتحدثون باسم الاسلام الاعتراف بوجودها أو إنكارها».
لكن الاتهامات الأخرى الكثيرة اضطرته هو وزيزي مصطفى (والدة منة) للرد عبر تصريحات صحافية كثيرة أكدا خلالها أن المقصود من المشهد هو بيان حجم التناقض الفكري الذي يعيشه مجتمعنا كما ان السنوات الأخيرة شهدت الكثير من الحوادث التي تقع على يد بعض المنقبات أو رجال يرتدون هذا الزي الذي يخفي كل معالمهم تقريباً.
المخرج في حديثه لوكالة فرانس برس استذكر حادثة نشرتها الصحف المصرية العام الماضي عن قيام زوج «بضبط زوجته تخونه مع رجل لمدة نصف عام كان يأتي وهو يرتدي النقاب ويدخل إلى منزله وكأنه صديقة لزوجته».
ويضيف يوسف ان هناك المزيد من الحوادث التي تجري في الواقع الاجتماعي والتي تشير «إلى ضبط الكثير من النساء المحجبات في قضايا آداب ومخدرات ويتساءل «هل هذا اساءة للاسلام ام انه افراز اجتماعي يجب معالجته بواقعية دون وضع الرأس في الرمل كالنعام».
أما منة شلبي فقد دافعت عن المشهد الذي اتهمت فيه بالاساءة للفتيات المنقبات بقولها «لا أدري من أين جاء ذلك الاتهام... وهل يمنع ارتداء النقاب أو الحجاب اي فتاة من فعل الفحشاء، وأقول لك إنني أعرف أكثر من فتاة تستغل النقاب والحجاب ويفعلن أشياء مشينة قد لا تفعلها الفتاة العادية التي ترتدي السروال الجينز والتي تثير وتكشف شعرها ولم تكن لدينا اي نية للسخرية من المنقبات ولكن كان المشهد يعبر عن ضرورة درامية تماما كما ظهر مشهد في فيلم مافيا لأحد أبطاله يرتدي زي رجل دين مسيحي من أجل ارتكاب عملية قتل، وفي كل الاحوال نحن مسلمون ولم ولن نوافق على اي شيء يسيء للدين.
وقال يوسف لصحيفة «الوفد» المصرية «هذا الموقف في منتهى الغرابة وإتعجب كيف يصدر أحد أحكاما على شيء لم يشاهده، فهذا موقف أقل ما أصفه به أنه غريب لانه لا يوجد عالم يحترم العلم الذي يحمله ويحترم الفقه الذي درسه بينما لا يراعي أبسط قواعد اجتناب الشبهات ولا يعمل بقوله تعالى «يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين» (الحجرات: 6). واصل عاد ليشدد على ضرورة عرض الأعمال الفنية والكتب والمؤلفات على مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر قبل عرضها أو نشرها، موضحا أن الأزهر ينتظر عرض هذا الفيلم عليه ليقول رأيه فيه ويمنعه من خلال لجنة علمية متخصصة.
أما يوسف الذي دعا العلماء المهاجمين للفيلم لمشاهدته أولاً قبل اصدار أي حكم ضده والذي يجد ان لهؤلاء الحق في ابداء رأيهم في الفيلم، تحفظ على قضية منعه، مؤكداً أن للعلماء أن يقولوا ما يريدون بعد مشاهدة الفيلم لكن «في النهاية يكون هذا رأياً وليس حكماً ملزماً لأن الجهة الوحيدة التي تصدر أحكاماً على الأفلام طبقا للقانون والدستور هي الرقابة على المصنفات الفنية وهذا اختصاص الرقابة وليس الأزهر، لكن لعالم الأزهر مع احترامي الشديد له ان يقول رأيه مثله مثل أي مواطن ولي أن أقبل هذا الرأي أولا أقبله لأنه لا وصاية في الاسلام ولأن هذا الرأي في النهاية مجرد اجتهاد قد أقبله أو أرفضه ورأي كل منا صواب قد يحتمل الخطأ.
وأضاف يوسف أن اسم الفيلم مأخوذ عن لعبة «ويجا» التي كانت منتشرة في القرن السابع عشر... وهي غير منتشرة في المجتمع العربي... ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة الأميركية في القرن التاسع عشر... والفيلم ابتعد كثيرا عن هذه اللعبة ويتناول الهواجس وتأثيرها في حياتنا... وقصص الحب هل هي قدر أم اختيار... كما يتناول الفيلم العلاقات الإنسانية وكونها مربوطة على شعرة واهية جداً.
وكان يوسف قد نجح في اقناع المخرج يوسف شاهين بالظهور في الفيلم في دور مخرج أيضا كتحية من التلميذ للأستاذ، فقد بدأ خالد مشواره مع الفن مع يوسف شاهين قبل 10 سنوات تقريباً على رغم أنه بالأساس دارس للهندسة، ثم أعلن نفسه مخرجاً في ثلاث أفلام متتالية قبل «ويجا» هي «العاصفة» و«أنت عمري» و«جواز بقرار جمهوري».
يشار الى ان فيلم «ويجا» جاء ثالثا من حيث الايرادات التي وصلت إلى ثلاثة ملايين جنيه تقريبا من بين سبعة افلام شاركت في عروض موسم عيد الاضحي.
تدور وقائع هذا الفيلم عن رجل يعمل في مجال التسويق لمعدات الأسنان. يتجه هذا الرجل لإلقاء محاضرة في منطقة أخرى غير التي يسكنها لكنه يتورط بسبب سذاجته وبساطته الشديدتين في سلسلة من المشكلات. يلتقي بأحد موظفي دائرة الشرطة وهو المسئول عن قضية أحد مهربي المخدرات، فيطلب منه المساعدة في إلقاء القبض على رئيس عصابة المجرمين.
يتمتع هذا الفيلم بحس الفكاهة كما يمتلئ بكثير من المواقف الهادفة، إذ إنه يتعرض لمسائل كثيرة منها كون الرجل ساذجاً وطيب القلب، لكنه يتمكن من ان يتغلب على الأشرار. ولأن المسئول عكس هذا الرجل فهو صريح لدرجة أنه يغفل عن أمور إنسانية كثيرة منها عدم الاهتمام بأسرته.
ما نتعلمه من هذا الفيلم هو كيفية موازنة الأمور بين العمل وحياتنا الخاصة فهذا الفيلم يجمع بين الفكاهة والتشويق حتى النهاية.
الفيلم الذي عرض نهايات العام الماضي من بطولة صاموئيل جاكسون ويوجين ليفي ومن اخراج ليز مايفيلد.
لمياء عبدالله - مندوبة تسويق
الوسط - سيد محمود علوي
منذ بدايات عرضه في البحرين، أصبح فيلم «رب ارجعون» أحد أهم الأعمال الشبابية في مجال الفيلم الدرامي، ربما لكونه العمل الأول الذي يتناول نصاً يتحدث عن الحياة ما بعد الموت عرضت وقائعه في إطار فيلم إثارة ورعب. «الوسط» التقت كاتب العمل السيد فاضل الشعلة للحديث عن هذا العمل وعن نشأة فرقة قطيف فريندز التي انتجت العمل.
كيف نشأت فرقة «قطيف فريندز» ومتى انضممتم اليها؟
- نشأت «قطيف فريندز» أو «أصدقاء القطيف» في العام 2003 على يد مجموعة من الشباب الذين بدأوا مشوارهم السينمائي بأفلام قصيرة لا تتعدى تجارب هواة. من بينهم بشير المحيشي، أحمد الجارودي، مراد أبوالسعود، وانضممت إلى المجموعة بعد ذلك بعامين وبعد ان توسع نشاطها.
ما أول أعمالكم السينمائية؟
- في العام 2003 أنتجت المجموعة أول أفلامها على مستوى منطقة القطيف وهو «اليوم المشئوم»، ويحكي قصة مجموعة من الشباب زاروا إحدى المقابر وعبثوا فيها لتحل عليهم لعنة تطاردهم وتبدأ في تصفيتهم الواحد تلو الآخر، بعدها انتجت المجموعة جزءاً ثانياً من الفيلم نفسه، لاقى إعجاب الكثيرين من محبي هذا النوع من القصص. في هذا العمل استخدمنا تقنية بسيطة سواء في التصوير والمونتاج أو الهندسة الصوتية وكذلك الإضاءة وذلك بسبب ضعف الإمكانات، وكان للكمبيوتر دور كبير في المونتاج . بعدها قدمنا هذا العام فيلم «رب ارجعون» ويحكي بعض تفاصيل الحياة ما بعد الموت.
ما مدى تقبل المشاهد لمثل هذه الأعمال محلياً وخارجياً؟
- لم نتوقع أن يكون للفيلم هذا الصدى الطيب والانتشار الكبير، فقد عرض أول مرة في مهرجان بالقطيف، ثم توالت العروض وانتقلت إلى مدن أخرى كالإحساء والمدينة المنورة، كذلك عرض في مملكة البحرين ودولة الكويت والإمارات، علماً بأن الكويت شهدت إقبالاً كبيراً تجاوز عشرة آلاف مشاهد في غضون أسبوعين فقط. عدد العروض تجاوز 300 عرض، ومازالت مستمرة حتى الآن على رغم نزول الفيلم في الأسواق.
ما أهداف هذا العمل؟
- هناك عدة أهداف، أهمها الموعظة ومحاسبة النفس فالكثير منا غرته الدنيا فنسي الموت، زرع بذرة سينمائية على أمل أن تكون بداية ظهور أعمال سينمائية أخرى، تعريف المجتمع بالطاقات الشبابية التي يجب تبنيها واستثمارها، حث الشباب على استثمار طاقاتهم وعدم الاستهانة بها، وأن يتذكروا دائما قول أمير المؤمنين (ع)، «أتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر».
كيف جاءت فكرة العمل؟
- ظهرت لدي الفكرة منذ سنوات بعد اطلاعي على كثير من عالم الموت والحياة ما بعده؛ قمت حينها بكتابة نص مسرحي قصير يتحدث عن الموت ولمست تأثيره العميق على المشاهدين فأحببت تطويره بإضافة بعض المشاهد التي يصعب تمثيلها على المسرح فكان فيلم «رب ارجعون».
ما شعور الممثل أحمد الجارودي الذي قام بدور الميت في الفيلم، وخصوصاً حال وضعه على المغتسل؟
- في البداية كان الجارودي والمخرج بشير المحيشي يخططان لتمثيل المشهد على مغتسل غير حقيقي يعد خصيصاً لتمثيل المشهد، لكنني أقنعتهما بالتصوير على مغتسل حقيقي ليكون التأثير أكبر. وافق أحمد على ذلك ولكنه رفض أن يقوم بتغسيله مغسل أموات حقيقي واشترط أن يقوم بذلك أحد معارفه من الشباب، إلا أنه اقتنع بعد ذلك وقال «إلا فيها فيها»، بالطبع أدى المشهد بمشاعر مختلفة بقيت معه حتى ما بعد انتهاء التصوير بل إنه ظل يشم رائحة الكافور عدة أيام.
كم عدد المشاركين في العمل عموماً، وكم استغرق تصويره؟
- استغرق التصوير شهرين. أما المشاركون الرئيسيون 10 أشخاص تقريباً، أما جميع الكادر بمن فيهم من قام بدور الكومبارس فتقريبا 70 شخصاً.
هل هناك أي مشاهد تمنيتم اضافتها إلى الفيلم ولم تتمكنوا من ذلك؟
- نعم، كنا نتمنى أن نتوسع في مقدمة الفيلم وهي المرحلة التي سبقت موت «حسن»؛ وذلك لتوضيح حياة «حسن» بشكل أكثر تفصيلا، كذلك كنا نرغب في جعل مشهد التشييع متداخلاً بين مشهدين: مشهد الدنيا بعين المشيعين، ومشهد البرزخ بعين المتوفى ، كما فعلنا ذلك في مشهد التغسيل الذي يتداخل بين رؤية المشيعين ورؤية «حسن» البرزخية.
ولكن للأسف منعنا من ذلك بعض العقبات، منها الفترة الزمنية التي انجزنا فيها الفيلم إذ كانت قصيرة جداً، كذلك لم يكن بالامكان ان تتجاوز مدة الفيلم 43 دقيقة وذلك بحسب الاتفاق مع إدارة المهرجان الذي كنا ننوي عرض الفيلم فيه للمرة الأولى.
حقق الفيلم رواجاً كبيراً، ما سبب ذلك؟
- بعد توفيق الله عز وجل هناك عدة أسباب أهمها فكرة الفيلم: فالموت وعالم البرزخ عالمان يثيران فضول الجميع، وكذلك تقنية الإخراج إضافة إلى المؤثرات الصوتية والبصرية التي وفقنا فيها كثيراً ولله الحمد.
مواقف طريفة أو صعبة حدثت أثناء التصوير؟
- حدث لنا موقف طريف ومحرج أثناء تمثيل مشهد التشييع، فقد استأجرنا إحدى المزارع ودعونا الكثير إلى الحضور للقيام بدور المشيعين، وكان التصوير متوقفا على وصول كلب أسود كنا اتفقنا مع أحد الأشخاص لإحضاره وذلك لوضعه على النعش ليجسد العمل السيئ للميت. بعد طول انتظار اتصل بنا الرجل ليخبرنا بأن الكلب قد مات، وحين سألناه: كيف مات؟! أجاب بأن الكلب هرب من السيارة إلى الشارع العام فصدمته سيارة ومات! عند ذلك أصبحنا في وضع حرج لتأخر الوقت وضيقه، فقمنا باتصالات مكثفة حتى حصلنا على كلب آخر ولكنه ليس (أسود)!
هل واجهتكم اعتراضات على العمل؟
- اعترض علينا البعض بسبب تجسيدنا ملك الموت، وهذه مسألة مختلف فيها كما ان كثيراً من المراجع أفتوا لنا بجواز ذلك بشرط عدم الهتك والاستهزاء، وهذا ما فعلناه بالضبط، إذ ظهر ملك الموت بصورة قوية ومهيبة تأثر بها كثير من المشاهدين إيجابا كما اننا لم نظهر ملامحه.
كذلك وردت بعض الانتقادات على اللهجة المستخدمة، في حين ان المجموعة كانت موجهة عملها لمنطقة القطيف فقط ولم تكن تتوقع أن ينتشر بهذا الشكل، لذلك استخدمنا اللهجة القطيفية. أما قصر مدة الفيلم التي كانت هي أيضاً سبباً للاعتراض فترجع لكون العمل أحد فقرات مهرجان ترانيم الذي حدد له وقت لا يتجاوز 40 دقيقة.
هل ترجم الفيلم إلى لغات أخرى؟
- نعم، فقد ترجم الفيلم إلى اللغة الإنجليزية.
هل لديكم اقتراحات تشجع الطاقات الموجودة للدخول في عالم السينما؟
- هناك اقتراحات كثيرة من ضمنها إنشاء لجنة تهتم بهذا الجانب ويكون من أعمالها إنشاء مهرجان للأفلام القصيرة تشارك فيه المجموعات الفنية الشابة ليعرضوا أفلامهم ويتبادلوا الخبرات، ونتمنى أن تكون هذه اللجنة خليجية لتكون الأفلام المشاركة خليجية ولا تقتصر على منطقة محددة.
الوسط - محرر سينما
على رغم كل الأفكار المتناقضة الوشاذة التي يمتلئ بها فيلم «ويجا» والتي لا تتناسب مع كثير من المفاهيم الأخلاقية والقيمية في مجتمعاتنا، وخصوصاً تلك التي تناقش مفهوم الشرف لدى مختلف الطبقات الاجتماعية،ش
فإن تلك التجاوزات والانتهاكات الفكرية لم تكن هي ما اغضب علماء ومشايخ الدين في مصر سواء أولئك المنتمين للأزهر أو ممن هم خارجه، أو ما تسبب في ثورتهم العارمة ضد الفيلم ومنتجيه. جميع هؤلاء اعترضوا وأثاروا أزمة صحافية في شهر فبراير / شباط الماضي إبان عرض الفيلم في دور السينما المصرية، مطالبين بوقف عرضه، لا لما يثيره من أفكار أو كما يقول مفتي مصر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية نصر فريد واصل بسبب ما يعكسه من ثقافة علمانية، تهدف - بحسب واصل - إلى هدم قيم وأخلاق المجتمع الإسلامي وإضعاف عقيدة المسلمين، بل بسبب مشهد صغير قد لا يعني من ورائه المخرج ومؤلف الفيلم خالد يوسف ما ذهبت اليه أذهان المشايخ على وجه التحديد.
حال التشنج والهياج التي اصابت المشايخ لم تكن سوى ذلك المشهد الصغير الذي تظهر فيه الممثلة منة شلبي مرتدية الحجاب متجهة إلى شقة حبيبها الذي يسكن منطقة شعبية فقيرة، وذلك كي لا تثير شكوك الجيران. المشهد الذي يبدو في نظر الكثيرين حقيقياً وناقلاً لواقع متناقض يعيشه الكثيرون في مجتمعاتنا، اعتبره المعارضون تحقيراً للحجاب كرمز إسلامي، لأنه يشكك في كل محجبة، كما اعتبره آخرون نوعا من استغلال الدين والخمار لأغراض غير شريفة ووجدوا فيه إساءة بالغة إلى الإسلام كما أعربوا عن استيائهم من الصورة التي ظهرت بها البطلة.
وليس الانتقادات هي ما أزعج خالد يوسف لكنه وإضافة لما ذكر أعلاه اتهم بالكفر ووصف فيلمه بالكارثة الاخلاقية، أما منة شلبي فقد نالت هي الأخرى حظها من الذم والتشهير، وتساءل البعض عن كيف يمكن لفتاة مسلمة أن تقبل أداء هذا الدور الذي يسيء إلى دينها؟
نصر فريد واصل، كان هو من اتهم بتكفير يوسف، الا انه نفى ذلك لاحقاً وأكد انه لم يسب المخرج ولم ينعته بالكفر، كما نشرت ذلك بعض وسائل الاعلام، ثم أكد انه لم يشاهد الفيلم وانه لا يمكن ان يتهم احدا بالكفر ايا كانت اساءته.
وأضاف واصل ان ما قاله بالحرف الواحد هو ان الفيلم اذا كان قد قدم فتاة ترتدي الخمار وتتخفى فيه لأغراض غير شريفة فإن هذا الأمر يعد من قبيل الإساءة إلى الإسلام.
خالد، ابدى ارتياحاً شديداً لتصريحات المفتي الأخيرة تلك، وقال انه مسلم ويعرف حدود دينه وانه لن يقدم شيئا يسيء الى الاسلام، وان بعض رجال الدين شاهدوا الفيلم، ولم يعترضوا على شيء ومنهم عميد كلية الدراسات الاسلامية بالازهر سعاد صالح.
كما كان قد دافع عن نفسه مسبقاً في حديث لوكالة فرانس برس اكد عبره ان «الفيلم لا يسيء للاسلام لانني مسلم واعرف الإسلام كما يعرفونه» إلى جانب ان الفيلم «يعالج قضايا موجودة في الواقع الاجتماعي ان اراد هؤلاء المتحدثون باسم الاسلام الاعتراف بوجودها أو إنكارها».
لكن الاتهامات الأخرى الكثيرة اضطرته هو وزيزي مصطفى (والدة منة) للرد عبر تصريحات صحافية كثيرة أكدا خلالها أن المقصود من المشهد هو بيان حجم التناقض الفكري الذي يعيشه مجتمعنا كما ان السنوات الأخيرة شهدت الكثير من الحوادث التي تقع على يد بعض المنقبات أو رجال يرتدون هذا الزي الذي يخفي كل معالمهم تقريباً.
المخرج في حديثه لوكالة فرانس برس استذكر حادثة نشرتها الصحف المصرية العام الماضي عن قيام زوج «بضبط زوجته تخونه مع رجل لمدة نصف عام كان يأتي وهو يرتدي النقاب ويدخل إلى منزله وكأنه صديقة لزوجته».
ويضيف يوسف ان هناك المزيد من الحوادث التي تجري في الواقع الاجتماعي والتي تشير «إلى ضبط الكثير من النساء المحجبات في قضايا آداب ومخدرات ويتساءل «هل هذا اساءة للاسلام ام انه افراز اجتماعي يجب معالجته بواقعية دون وضع الرأس في الرمل كالنعام».
أما منة شلبي فقد دافعت عن المشهد الذي اتهمت فيه بالاساءة للفتيات المنقبات بقولها «لا أدري من أين جاء ذلك الاتهام... وهل يمنع ارتداء النقاب أو الحجاب اي فتاة من فعل الفحشاء، وأقول لك إنني أعرف أكثر من فتاة تستغل النقاب والحجاب ويفعلن أشياء مشينة قد لا تفعلها الفتاة العادية التي ترتدي السروال الجينز والتي تثير وتكشف شعرها ولم تكن لدينا اي نية للسخرية من المنقبات ولكن كان المشهد يعبر عن ضرورة درامية تماما كما ظهر مشهد في فيلم مافيا لأحد أبطاله يرتدي زي رجل دين مسيحي من أجل ارتكاب عملية قتل، وفي كل الاحوال نحن مسلمون ولم ولن نوافق على اي شيء يسيء للدين.
وقال يوسف لصحيفة «الوفد» المصرية «هذا الموقف في منتهى الغرابة وإتعجب كيف يصدر أحد أحكاما على شيء لم يشاهده، فهذا موقف أقل ما أصفه به أنه غريب لانه لا يوجد عالم يحترم العلم الذي يحمله ويحترم الفقه الذي درسه بينما لا يراعي أبسط قواعد اجتناب الشبهات ولا يعمل بقوله تعالى «يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين» (الحجرات: 6). واصل عاد ليشدد على ضرورة عرض الأعمال الفنية والكتب والمؤلفات على مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر قبل عرضها أو نشرها، موضحا أن الأزهر ينتظر عرض هذا الفيلم عليه ليقول رأيه فيه ويمنعه من خلال لجنة علمية متخصصة.
أما يوسف الذي دعا العلماء المهاجمين للفيلم لمشاهدته أولاً قبل اصدار أي حكم ضده والذي يجد ان لهؤلاء الحق في ابداء رأيهم في الفيلم، تحفظ على قضية منعه، مؤكداً أن للعلماء أن يقولوا ما يريدون بعد مشاهدة الفيلم لكن «في النهاية يكون هذا رأياً وليس حكماً ملزماً لأن الجهة الوحيدة التي تصدر أحكاماً على الأفلام طبقا للقانون والدستور هي الرقابة على المصنفات الفنية وهذا اختصاص الرقابة وليس الأزهر، لكن لعالم الأزهر مع احترامي الشديد له ان يقول رأيه مثله مثل أي مواطن ولي أن أقبل هذا الرأي أولا أقبله لأنه لا وصاية في الاسلام ولأن هذا الرأي في النهاية مجرد اجتهاد قد أقبله أو أرفضه ورأي كل منا صواب قد يحتمل الخطأ.
وأضاف يوسف أن اسم الفيلم مأخوذ عن لعبة «ويجا» التي كانت منتشرة في القرن السابع عشر... وهي غير منتشرة في المجتمع العربي... ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة الأميركية في القرن التاسع عشر... والفيلم ابتعد كثيرا عن هذه اللعبة ويتناول الهواجس وتأثيرها في حياتنا... وقصص الحب هل هي قدر أم اختيار... كما يتناول الفيلم العلاقات الإنسانية وكونها مربوطة على شعرة واهية جداً.
وكان يوسف قد نجح في اقناع المخرج يوسف شاهين بالظهور في الفيلم في دور مخرج أيضا كتحية من التلميذ للأستاذ، فقد بدأ خالد مشواره مع الفن مع يوسف شاهين قبل 10 سنوات تقريباً على رغم أنه بالأساس دارس للهندسة، ثم أعلن نفسه مخرجاً في ثلاث أفلام متتالية قبل «ويجا» هي «العاصفة» و«أنت عمري» و«جواز بقرار جمهوري».
يشار الى ان فيلم «ويجا» جاء ثالثا من حيث الايرادات التي وصلت إلى ثلاثة ملايين جنيه تقريبا من بين سبعة افلام شاركت في عروض موسم عيد الاضحي
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/558552.html